انتشرت في وقتنا الحاضر أمراض القلب والأوعية الدموية وهي من الأمراض الميتة إذا لم تعالج وهذه لمحة بسيطة عن بعض الأمراض القلبية الوعائية وعن العمليات الجراحية المتبعة في هذه الحالات :
*بعض الأمراض القلبية :
أولاً _ احتشاء العضلة القلبية HEART ATTACK ( جلطة القلب )
إذا سد أحد شرايين القلب التاجية بخثرة ( جلطة ) أصيب المريض بما يسمى بـ " جلطة القلب " . وعندما يسد أحد هذه الشرايين يحرم جزء من عضلة القلب كان يروى بهذا الشريان من الدم . وقد يتموت جزء من عضلة القلب نتيجة لذلك .
وسبب جلطة القلب ، كما هو الحال في الذبحة الصدرية ، هو تصلب الشرايين الذي ينجم أساسا عن عوامل عديدة أهمها التدخين وارتفاع كولسترول الدم وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر . هناك عوامل عديدة مهيئة لهذا المرض كالبدانة ، وقلة الحركة ، والتعرض الشديد للضغوط النفسية ، والإفراط في تناول الدهون وغيرها . وللأسف الشديد أصبحنا نرى شبابا في الثلاثيات أو الأربعينات من العمر وقد أصيبوا بجلطة القلب . وأكثر الأسباب شيوعا عند هؤلاء هو التدخين وارتفاع كولسترول الدم .
وهناك أبحاث حديثة تشير إلى أن ارتفاع مادة في الدم تدعى " هوموسيستين " Homocysteine يزيد من حدوث تصلب الشرايين في القلب والدماغ والأطراف .
ويشكو المصاب بجلطة القلب من ألم شديد في الصدر ، ويترافق ذلك بالتعرق والغثيان . ويستمر الألم الصدري عادة لأكثر من نصف ساعة . ويتم التشخيص بتخطيط القلب الكهربائي وإجراء فحص دم لمعايرة إنزيمات القلب . وينبغي الإسراع في نقل المريض إلى المستشفى ، فكل دقيقة لها قيمتها في علاج جلطة القلب ، حيث يعطى الآن دواء يحل جلطة القلب في كثير من الحالات ، ولكن فائدة هذا الدواء تقل إذا ما استخدم بعد الساعات الست الأولى من بدء الألم الصدري .
كما يعطى الأسبرين فور تشخيص الحالة ( ما لم يكن المريض مصابا بالقرحة ) . ويتم الآن ، في المراكز المتخصصة بالقلب ، إجراء قسطرة قلبية للمريض فور دخوله للمستشفى – إذا ما وصل في الساعات الأولى من بداية الجلطة – وتوسيع الشريان التاجي المسدود . وهذا ما يطلق عليه اسم " توسيع الشريان التاجي البدئي بالبالون " Primary P.T.C.A
ويعطى المريض أدوية أخرى كالهيبارين والنيتروغليسرين بالوريد . وإذا سارت الأمور كلها على ما يرام فيخرج المريض من المستشفى بعد حوالي سبعة أيام .
ثانياً _ الذبحة الصدرية
يعتبر مرض شرايين القلب القاتل الأول للناس في الدول المتطورة ، وهو من أكثر الأمراض التي يمكن تجنبها خاصة وأن التدخين ونمط الغذاء هما من أهم أسباب هذا المرض .
وفي القلب شريانان أساسيان يخرجان من الشريان الأبهر ( الأورطي ) ، ويغذيان عضلة القلب بالدم والأوكسجين . ويحدث مرض شرايين القلب التاجية عندما يتضيق واحد أو أكثر من هذه الشرايين التاجية نتيجة ترسب الدهون والألياف على جدار الشريان ، مما يضيق لمعة الشريان ، وهذا ما يؤدي إلى نقص كمية الدم والأوكسجين الواردة إلى عضلة القلب ، وخاصة أثناء الجهد ، حيث تحتاج عضلة القلب إلى مزيد من الأوكسجين . وحين لا يستطيع الشريان التاجي تأمين كمية كافية من الدم للعضلة القلبية ، يشكو القلب من نقص الأوكسجين ، وهذا ما يتظاهر بالألم الصدري . ويطلق على هذا الألم اسم " الذبحة الصدرية " . ويحدث هذا الألم عادة عند القيام بالجهد ، ويزول لدى التوقف عن ذلك الجهد . أما إذا انسد الشريان التاجي نتيجة تمزق اللويحة التي ضيقت الشريان ، وترسبت خثرة في مكان التمزق ، فيطلق على هذه الحالة اسم " جلطة القلب " أو احتشاء العضلة القلبية . وعندها يشكو المريض من ألم شديد في منتصف الصدر يترافق بغثيان وتعرض شديد . وقد يتموت جزء من عضلة القلب ، تبعا لمكان الشريان المسدود .
# كيف تشخص الذبحة الصدرية ؟
يطلب الطبيب عادة عددا من الفحوص بما فيها تخطيط القلب الكهربائي ، واختبار الجهد على السير . كما قد يطلب فحصا للدم ، لمعرفة مستوى كولسترول الدم ، أو التأكد من عدم وجود فقر الدم . وقد يتطلب الأمر إجراء قسطرة للقلب للتعرف على الشرايين التاجية المتضيقة وشدة التضيق .
# كيف تعالج الذبحة الصدريـة ؟
تعالج النوبة الصدرية بتناول حبة من دواء النيتروغليسرين تحت اللسان ، حيث يزول الألم خلال دقائق . ويصف الطبيب علاجا أو أكثر للسيطرة على أعراض الذبحة الصدرية .
وهناك حالات تستدعي إجراء توسيع للشريان التاجي المتضيق بالبالون ، كما أن هناك حالات تستوجب إجراء عملية وصل شرايين القلب التاجية ، وخاصة إذا فشلت العلاجات الدوائية في السيطرة على الألم الصدري .
*المعالجة :
أولاً : القثطرة القلبية :
كثيرا ما يسمع مريض القلب هذه الكلمة من الطبيب : أنت بحاجة إلى " قسطرة قلب " أو إلى " تصوير لشرايين القلب " .
# كيف تجرى قسطرة القلب ؟
يتم إجراء القسطرة القلبية عادة دون اللجوء إلى تخدير عام ، وكل ما يحتاجه الأمر إعطاء تخدير موضعي في منطقة المرفق أو المغبن . ويدخل الطبيب قثطارا ( لي ) من شريان في الذراع أو في المغبن ( أعلى الفخذ ) ، ومنه إلى الشريان الأبهر ( الأورطي ) .
وكل ما يشعر به المريض هو وخز الإبرة فقط . ويدفع القثطار حتى يصل إلى الشريان الأبهر تحت المراقبة الشعاعية ، ثم يدخل القثطار في فوهة الشريانين التاجيين ، حيث تحقن هناك مادة ظليلة تصور الشرايين ، ثم يدخل القثطار إلى البطين الأيسر لتصوير هذا البطين .
وقد يشعر المريض بحرارة عابرة في الصدر تنتشر إلى باقي الجسم ، أثناء حقن المادة الظليلة ، ولكن سرعان ما يزول هذا الشعور خلال لحظات . ويمكن للمريض مشاهدة كل ما يجري على شاشة تلفزيونية تعرض مباشرة صورة الشرايين والقلب عند المريض .
وبعد أن يسحب الثقطار من الشريان توضع بعض القطب مكان إدخاله في المرفق ، أو يضغط على الشريان في المغبن لمدة 10 دقائق على الأقل ، وينبغي أن يريح المريض ذراعه أو ساقه التي أجريت فيها القسطرة لعدة ساعات بعد القسطرة .
ولا تجرى القسطرة القلبية عادة إلا إذا كان لدى الطبيب شعور بأنها سوف تعطي معلومات إضافية هامة في خطة علاج المريض . وقسطرة القلب فحص أساسي لتقرير ما إذا كان المريض بحاجة إلى توسيع للشرايين التاجية بالبالون ، أو لعلمية وصل لشرايين القلب .
# هل للقسطرة القلبية من مشاكل ؟
مشاكل القسطرة القلبية نادرة جدا ، فقد تحدث كدمة مكان إدخال القثطار في المغبن ، أو قد يصبح النبض في الساعد ضعيفا في حالات نادرة . وقد يستدعي الأمر أن يريح المريض ساعده أو ساقه الذي أجريت فيه القسطرة لعدة أيام . وفي حالات نادرة جدا جدا قد تحدث جلطة في القلب عند المصابين بمرض شديد في شرايين القلب ، وهم عادة المرضى الذين تكون عندهم القسطرة القلبية هامة جدا لتحديد خطة العلاج . أما بالنسبة للأصحاء فالمخاطر شبه معدومة عندهم .
ولا تستغرق قسطرة الشرايين التاجية عادة أكثر من ثلاثين دقيقة . وأما عن خطرها ، فهو أقل بكثير مما يتصور الناس ، إذ لا يتعدى الواحد في الألف على الأكثر . وهذا الخطر مرتبط ارتباطا وثيقا بشدة التضيق في الشرايين التاجية . ومقابل ذلك فهي ذات فائدة عظيمة ، إذ أن تصوير الشرايين القلبية هي :
1- الطريقة الوحيدة المباشرة لرؤية شرايين القلب التاجية ، ولا بديل عنها .
2- الطريقة الوحيدة للتشخيص النهائي لأمراض شرايين القلب التاجية ، وبالتالي لتحديد العلاج بالأدوية أو بواسطة الجراحة .
3- الطريقة الوحيدة لرؤية هذه الشرايين تتجاوب مع العلاج المناسب ، وخاصة بعد توسيع الشرايين بالبالون .
ثانياً : توسيع الشرايين التاجية بالبالون :
استعملت هذه الطريقة في علاج أمراض شرايين القلب التاجية لأول مرة عام 1977 . ومنذ ذلك الحين انتشر استعمالها على نطاق واسع . وقد أثبتت هذه الطريقة جدارتها كبديل عن عمليات وصل شرايين القلب ( Coronary bypass ) في حالات محددة .
ومن فوائدها تجنب مشاكل إجراء عملية كبرى كعملية وصل الشرايين . وتمتاز بأنها أقل كلفة من الناحية المادية للمريض ، كما أنه لا يحتاج فيها للمكوث في المستشفى لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام . ويعود فيها المريض إلى حياته الطبيعية بصورة أٍسرع .
ويتضمن إجراء توسيع الشريان بالبالون إدخال قثطار ( لي ) خاص داخل الشريان الفخذي عادة ، ويتم دفع هذا القثطار حتى يصل إلى الشريان الأبهر ( الأورطي ) ، من ثم يدخل إلى الشريان التاجي ( الإكليلي ) المتضيق . ويوجد قرب نهاية القثطار بالون يتم نفخه عند مكان التضيق في الشريان لفترة قصيرة جدا ، مما يوسع الشريان ويزيد من لمعته .
وقبل القيام بعملية توسيع الشريان التاجي المتضيق ، يجب إجراء قسطرة للقلب ، تصور خلالها شرايين القلب من جديد ، لتحديد مكان التضيق وشدته بدقة ، ومن أجل التأكد من أن الآفات التي سبق أن لاحظناها لا تزال ثابتة لم تتدهور .
وهناك حالات لا يمكن فيها إجراء التوسيع بالبالون ، كوجود تضيق طويل جدا في الشريان أو لكون الشريان التاجي ( الإكليلي ) مسدودا تماما .
ويعتقد حاليا أنه يمكن إجراء التوسيع بالبالون في العديد من حالات تضيق الشرايين التاجية . وتستخدم الآن في توسيع أكثر من شريان متضيق واحد . وتبلغ نسبة نجاح عملية التوسيع بالبالون حوالي 90 % - كما قد يتم وضع دعامة stent – وهي على شكل لولب معدني محمول على البالون – في الشريان بعد توسيعه في عدد من الحالات .
وقد يستخدم التوسيع بالبالون في الساعات الأولى من حدوث جلطة القلب لفتح الشريان المسدود في بعض مراكز القلب المتخصصة .
#كيف يتم إجراء توسيع الشريان بالبالون ؟
يتم إجراء التوسيع – كما في القسطرة القلبية – باستعمال مخدر موضعي في منطقة المغبن ( أعلى الفخذ ) ، ويعطى المريض مهدئا خلال عملية التوسيع إلا أنه يظل واعيا يراقب على شاشة الفيديو ما يجري في القلب .
ولا يسبب نفخ البالون ألما في الصدر في معظم الحالات ، ولكن قد يشكون البعض من ألم صدري أثناء نفخ البالون ، ويزول هذا الألم بمجرد تفريغ البالون .
# ما هي اختلاطات توسيع الشريان التاجي بالبالون
وتتم عملية التوسيع بالبالون في معظم الحالات دون مشاكل . ولكن قد يحدث انسداد في الشريان التاجي ( الإكليلي ) في حالات قليلة جدا . وينجم عن ذلك حدوث جلطة في القلب . وقد يحدث تمزق في الشريان في حالات نادرة جدا . وإذا ما حدثت أية اختلاطات أثناء عملية التوسيع ، فقد يحتاج المريض فورا لعملية وصل شرايين القلب وبصورة مستعجلة . ولهذا لا تجرى عملية التوسيع بالبالون إلا بوجود فريق جراحة قلب جاهز لأية طوارئ قد تحدث أثناء التوسيع .
وينبغي تنبيه المريض الذي سيجرى له توسيع شريان القلب إلى أنه قد يحتاج إلى إجراء عملية جراحية للقلب فيما لو حدثت أية اختلاطات تستوجب ذلك .
إلا أن استخدام دعامة في الشرايين التاجية قد قلل من الحاجة لإجراء عملية جراحية للشرايين .
# ما هي نتائج توسيع الشريان التاجي بالبالون ؟
يؤدي إجراء التوسيع بالبالون إلى زوال ألم الذبحة الصدرية في معظم الحالات ، ويعطى عادة الأسبرين بعد إجراء التوسيع بالبالون ، لمنع حدوث أي تخثر في موقع التوسيع ، كما يعطى دواء يسمى في حال استخدام الدعامة ولمدة محددة يقررها الطبيب المعالج .
ولكن قد يعود الشريان فيتضيق من جديد في ربع الحالات تقريبا ، خلال الأشهر الستة التي تعقب التوسيع بالبالون ، مما يستدعي إعادة التوسيع بالبالون من جديد .
وقد استخدمت أشعة الليزر أثناء التوسيع بالبالون ، كما استخدم جهاز يستأصل العصيدة الشريانية التي تسبب التضيق في الشريان التاجي إلا أن هذه الوسائل لم تتمكن من الإقلال من مضاعفات التوسيع بالبالون ، ولم تقلل من احتمال عودة التضيق في الشريان بعد توسيعه بإحدى هذه الوسائل .
ثالثاً : الدعامة :
إذا لم يتمكن الطبيب من توسيع الشريان بشكل كاف ، أو حدث تسلخ أو ارتداد في الشريان التاجي يقوم الطبيب بوضع دعامة stent في الشريان المتضيق ليضمن جريان الدم بشكل جيد عبر الشريان .
وتصنع هذه الدعامة من معدن غير قابل للصدأ ومعالج بمواد خاصة كي لا يرفضه الجسم . وتحمل هذه الدعامة على سطح بالون خاص ، يوجه نحو المنطقة المصابة من الشريان ثم تأخذ وضعها النهائي في الشريان بعد نفخ البالون ، وتظل في مكانها بعد سحب البالون .
وتغطى هذه الدعامة بعد فترة قصيرة من الزمن بطبقة من الخلايا ، فتصبح جزءا من جدار الشريان . ومن مضاعفات هذه الدعامة احتمال حدوث تخثر ( تجلط ) الدم على جدارها وانسدادها ، وخاصة في الأيام الأولى التي تلي إدخالها . ولتجنب ذلك يعطى دواء مثبطا لتجمع الصفيحات الدموية يدعى Ticlopidine ( Clopedogrel )ولمــدة محدودة .
هذه كانت بعض أمراض الجهاز القلبي الوعائي ومعالجتها وتعتبر هذه الأمراض من أخطر أمراض الجهاز القلبي الوعائي .
*بعض الأمراض القلبية :
أولاً _ احتشاء العضلة القلبية HEART ATTACK ( جلطة القلب )
إذا سد أحد شرايين القلب التاجية بخثرة ( جلطة ) أصيب المريض بما يسمى بـ " جلطة القلب " . وعندما يسد أحد هذه الشرايين يحرم جزء من عضلة القلب كان يروى بهذا الشريان من الدم . وقد يتموت جزء من عضلة القلب نتيجة لذلك .
وسبب جلطة القلب ، كما هو الحال في الذبحة الصدرية ، هو تصلب الشرايين الذي ينجم أساسا عن عوامل عديدة أهمها التدخين وارتفاع كولسترول الدم وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر . هناك عوامل عديدة مهيئة لهذا المرض كالبدانة ، وقلة الحركة ، والتعرض الشديد للضغوط النفسية ، والإفراط في تناول الدهون وغيرها . وللأسف الشديد أصبحنا نرى شبابا في الثلاثيات أو الأربعينات من العمر وقد أصيبوا بجلطة القلب . وأكثر الأسباب شيوعا عند هؤلاء هو التدخين وارتفاع كولسترول الدم .
وهناك أبحاث حديثة تشير إلى أن ارتفاع مادة في الدم تدعى " هوموسيستين " Homocysteine يزيد من حدوث تصلب الشرايين في القلب والدماغ والأطراف .
ويشكو المصاب بجلطة القلب من ألم شديد في الصدر ، ويترافق ذلك بالتعرق والغثيان . ويستمر الألم الصدري عادة لأكثر من نصف ساعة . ويتم التشخيص بتخطيط القلب الكهربائي وإجراء فحص دم لمعايرة إنزيمات القلب . وينبغي الإسراع في نقل المريض إلى المستشفى ، فكل دقيقة لها قيمتها في علاج جلطة القلب ، حيث يعطى الآن دواء يحل جلطة القلب في كثير من الحالات ، ولكن فائدة هذا الدواء تقل إذا ما استخدم بعد الساعات الست الأولى من بدء الألم الصدري .
كما يعطى الأسبرين فور تشخيص الحالة ( ما لم يكن المريض مصابا بالقرحة ) . ويتم الآن ، في المراكز المتخصصة بالقلب ، إجراء قسطرة قلبية للمريض فور دخوله للمستشفى – إذا ما وصل في الساعات الأولى من بداية الجلطة – وتوسيع الشريان التاجي المسدود . وهذا ما يطلق عليه اسم " توسيع الشريان التاجي البدئي بالبالون " Primary P.T.C.A
ويعطى المريض أدوية أخرى كالهيبارين والنيتروغليسرين بالوريد . وإذا سارت الأمور كلها على ما يرام فيخرج المريض من المستشفى بعد حوالي سبعة أيام .
ثانياً _ الذبحة الصدرية
يعتبر مرض شرايين القلب القاتل الأول للناس في الدول المتطورة ، وهو من أكثر الأمراض التي يمكن تجنبها خاصة وأن التدخين ونمط الغذاء هما من أهم أسباب هذا المرض .
وفي القلب شريانان أساسيان يخرجان من الشريان الأبهر ( الأورطي ) ، ويغذيان عضلة القلب بالدم والأوكسجين . ويحدث مرض شرايين القلب التاجية عندما يتضيق واحد أو أكثر من هذه الشرايين التاجية نتيجة ترسب الدهون والألياف على جدار الشريان ، مما يضيق لمعة الشريان ، وهذا ما يؤدي إلى نقص كمية الدم والأوكسجين الواردة إلى عضلة القلب ، وخاصة أثناء الجهد ، حيث تحتاج عضلة القلب إلى مزيد من الأوكسجين . وحين لا يستطيع الشريان التاجي تأمين كمية كافية من الدم للعضلة القلبية ، يشكو القلب من نقص الأوكسجين ، وهذا ما يتظاهر بالألم الصدري . ويطلق على هذا الألم اسم " الذبحة الصدرية " . ويحدث هذا الألم عادة عند القيام بالجهد ، ويزول لدى التوقف عن ذلك الجهد . أما إذا انسد الشريان التاجي نتيجة تمزق اللويحة التي ضيقت الشريان ، وترسبت خثرة في مكان التمزق ، فيطلق على هذه الحالة اسم " جلطة القلب " أو احتشاء العضلة القلبية . وعندها يشكو المريض من ألم شديد في منتصف الصدر يترافق بغثيان وتعرض شديد . وقد يتموت جزء من عضلة القلب ، تبعا لمكان الشريان المسدود .
# كيف تشخص الذبحة الصدرية ؟
يطلب الطبيب عادة عددا من الفحوص بما فيها تخطيط القلب الكهربائي ، واختبار الجهد على السير . كما قد يطلب فحصا للدم ، لمعرفة مستوى كولسترول الدم ، أو التأكد من عدم وجود فقر الدم . وقد يتطلب الأمر إجراء قسطرة للقلب للتعرف على الشرايين التاجية المتضيقة وشدة التضيق .
# كيف تعالج الذبحة الصدريـة ؟
تعالج النوبة الصدرية بتناول حبة من دواء النيتروغليسرين تحت اللسان ، حيث يزول الألم خلال دقائق . ويصف الطبيب علاجا أو أكثر للسيطرة على أعراض الذبحة الصدرية .
وهناك حالات تستدعي إجراء توسيع للشريان التاجي المتضيق بالبالون ، كما أن هناك حالات تستوجب إجراء عملية وصل شرايين القلب التاجية ، وخاصة إذا فشلت العلاجات الدوائية في السيطرة على الألم الصدري .
*المعالجة :
أولاً : القثطرة القلبية :
كثيرا ما يسمع مريض القلب هذه الكلمة من الطبيب : أنت بحاجة إلى " قسطرة قلب " أو إلى " تصوير لشرايين القلب " .
# كيف تجرى قسطرة القلب ؟
يتم إجراء القسطرة القلبية عادة دون اللجوء إلى تخدير عام ، وكل ما يحتاجه الأمر إعطاء تخدير موضعي في منطقة المرفق أو المغبن . ويدخل الطبيب قثطارا ( لي ) من شريان في الذراع أو في المغبن ( أعلى الفخذ ) ، ومنه إلى الشريان الأبهر ( الأورطي ) .
وكل ما يشعر به المريض هو وخز الإبرة فقط . ويدفع القثطار حتى يصل إلى الشريان الأبهر تحت المراقبة الشعاعية ، ثم يدخل القثطار في فوهة الشريانين التاجيين ، حيث تحقن هناك مادة ظليلة تصور الشرايين ، ثم يدخل القثطار إلى البطين الأيسر لتصوير هذا البطين .
وقد يشعر المريض بحرارة عابرة في الصدر تنتشر إلى باقي الجسم ، أثناء حقن المادة الظليلة ، ولكن سرعان ما يزول هذا الشعور خلال لحظات . ويمكن للمريض مشاهدة كل ما يجري على شاشة تلفزيونية تعرض مباشرة صورة الشرايين والقلب عند المريض .
وبعد أن يسحب الثقطار من الشريان توضع بعض القطب مكان إدخاله في المرفق ، أو يضغط على الشريان في المغبن لمدة 10 دقائق على الأقل ، وينبغي أن يريح المريض ذراعه أو ساقه التي أجريت فيها القسطرة لعدة ساعات بعد القسطرة .
ولا تجرى القسطرة القلبية عادة إلا إذا كان لدى الطبيب شعور بأنها سوف تعطي معلومات إضافية هامة في خطة علاج المريض . وقسطرة القلب فحص أساسي لتقرير ما إذا كان المريض بحاجة إلى توسيع للشرايين التاجية بالبالون ، أو لعلمية وصل لشرايين القلب .
# هل للقسطرة القلبية من مشاكل ؟
مشاكل القسطرة القلبية نادرة جدا ، فقد تحدث كدمة مكان إدخال القثطار في المغبن ، أو قد يصبح النبض في الساعد ضعيفا في حالات نادرة . وقد يستدعي الأمر أن يريح المريض ساعده أو ساقه الذي أجريت فيه القسطرة لعدة أيام . وفي حالات نادرة جدا جدا قد تحدث جلطة في القلب عند المصابين بمرض شديد في شرايين القلب ، وهم عادة المرضى الذين تكون عندهم القسطرة القلبية هامة جدا لتحديد خطة العلاج . أما بالنسبة للأصحاء فالمخاطر شبه معدومة عندهم .
ولا تستغرق قسطرة الشرايين التاجية عادة أكثر من ثلاثين دقيقة . وأما عن خطرها ، فهو أقل بكثير مما يتصور الناس ، إذ لا يتعدى الواحد في الألف على الأكثر . وهذا الخطر مرتبط ارتباطا وثيقا بشدة التضيق في الشرايين التاجية . ومقابل ذلك فهي ذات فائدة عظيمة ، إذ أن تصوير الشرايين القلبية هي :
1- الطريقة الوحيدة المباشرة لرؤية شرايين القلب التاجية ، ولا بديل عنها .
2- الطريقة الوحيدة للتشخيص النهائي لأمراض شرايين القلب التاجية ، وبالتالي لتحديد العلاج بالأدوية أو بواسطة الجراحة .
3- الطريقة الوحيدة لرؤية هذه الشرايين تتجاوب مع العلاج المناسب ، وخاصة بعد توسيع الشرايين بالبالون .
ثانياً : توسيع الشرايين التاجية بالبالون :
استعملت هذه الطريقة في علاج أمراض شرايين القلب التاجية لأول مرة عام 1977 . ومنذ ذلك الحين انتشر استعمالها على نطاق واسع . وقد أثبتت هذه الطريقة جدارتها كبديل عن عمليات وصل شرايين القلب ( Coronary bypass ) في حالات محددة .
ومن فوائدها تجنب مشاكل إجراء عملية كبرى كعملية وصل الشرايين . وتمتاز بأنها أقل كلفة من الناحية المادية للمريض ، كما أنه لا يحتاج فيها للمكوث في المستشفى لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام . ويعود فيها المريض إلى حياته الطبيعية بصورة أٍسرع .
ويتضمن إجراء توسيع الشريان بالبالون إدخال قثطار ( لي ) خاص داخل الشريان الفخذي عادة ، ويتم دفع هذا القثطار حتى يصل إلى الشريان الأبهر ( الأورطي ) ، من ثم يدخل إلى الشريان التاجي ( الإكليلي ) المتضيق . ويوجد قرب نهاية القثطار بالون يتم نفخه عند مكان التضيق في الشريان لفترة قصيرة جدا ، مما يوسع الشريان ويزيد من لمعته .
وقبل القيام بعملية توسيع الشريان التاجي المتضيق ، يجب إجراء قسطرة للقلب ، تصور خلالها شرايين القلب من جديد ، لتحديد مكان التضيق وشدته بدقة ، ومن أجل التأكد من أن الآفات التي سبق أن لاحظناها لا تزال ثابتة لم تتدهور .
وهناك حالات لا يمكن فيها إجراء التوسيع بالبالون ، كوجود تضيق طويل جدا في الشريان أو لكون الشريان التاجي ( الإكليلي ) مسدودا تماما .
ويعتقد حاليا أنه يمكن إجراء التوسيع بالبالون في العديد من حالات تضيق الشرايين التاجية . وتستخدم الآن في توسيع أكثر من شريان متضيق واحد . وتبلغ نسبة نجاح عملية التوسيع بالبالون حوالي 90 % - كما قد يتم وضع دعامة stent – وهي على شكل لولب معدني محمول على البالون – في الشريان بعد توسيعه في عدد من الحالات .
وقد يستخدم التوسيع بالبالون في الساعات الأولى من حدوث جلطة القلب لفتح الشريان المسدود في بعض مراكز القلب المتخصصة .
#كيف يتم إجراء توسيع الشريان بالبالون ؟
يتم إجراء التوسيع – كما في القسطرة القلبية – باستعمال مخدر موضعي في منطقة المغبن ( أعلى الفخذ ) ، ويعطى المريض مهدئا خلال عملية التوسيع إلا أنه يظل واعيا يراقب على شاشة الفيديو ما يجري في القلب .
ولا يسبب نفخ البالون ألما في الصدر في معظم الحالات ، ولكن قد يشكون البعض من ألم صدري أثناء نفخ البالون ، ويزول هذا الألم بمجرد تفريغ البالون .
# ما هي اختلاطات توسيع الشريان التاجي بالبالون
وتتم عملية التوسيع بالبالون في معظم الحالات دون مشاكل . ولكن قد يحدث انسداد في الشريان التاجي ( الإكليلي ) في حالات قليلة جدا . وينجم عن ذلك حدوث جلطة في القلب . وقد يحدث تمزق في الشريان في حالات نادرة جدا . وإذا ما حدثت أية اختلاطات أثناء عملية التوسيع ، فقد يحتاج المريض فورا لعملية وصل شرايين القلب وبصورة مستعجلة . ولهذا لا تجرى عملية التوسيع بالبالون إلا بوجود فريق جراحة قلب جاهز لأية طوارئ قد تحدث أثناء التوسيع .
وينبغي تنبيه المريض الذي سيجرى له توسيع شريان القلب إلى أنه قد يحتاج إلى إجراء عملية جراحية للقلب فيما لو حدثت أية اختلاطات تستوجب ذلك .
إلا أن استخدام دعامة في الشرايين التاجية قد قلل من الحاجة لإجراء عملية جراحية للشرايين .
# ما هي نتائج توسيع الشريان التاجي بالبالون ؟
يؤدي إجراء التوسيع بالبالون إلى زوال ألم الذبحة الصدرية في معظم الحالات ، ويعطى عادة الأسبرين بعد إجراء التوسيع بالبالون ، لمنع حدوث أي تخثر في موقع التوسيع ، كما يعطى دواء يسمى في حال استخدام الدعامة ولمدة محددة يقررها الطبيب المعالج .
ولكن قد يعود الشريان فيتضيق من جديد في ربع الحالات تقريبا ، خلال الأشهر الستة التي تعقب التوسيع بالبالون ، مما يستدعي إعادة التوسيع بالبالون من جديد .
وقد استخدمت أشعة الليزر أثناء التوسيع بالبالون ، كما استخدم جهاز يستأصل العصيدة الشريانية التي تسبب التضيق في الشريان التاجي إلا أن هذه الوسائل لم تتمكن من الإقلال من مضاعفات التوسيع بالبالون ، ولم تقلل من احتمال عودة التضيق في الشريان بعد توسيعه بإحدى هذه الوسائل .
ثالثاً : الدعامة :
إذا لم يتمكن الطبيب من توسيع الشريان بشكل كاف ، أو حدث تسلخ أو ارتداد في الشريان التاجي يقوم الطبيب بوضع دعامة stent في الشريان المتضيق ليضمن جريان الدم بشكل جيد عبر الشريان .
وتصنع هذه الدعامة من معدن غير قابل للصدأ ومعالج بمواد خاصة كي لا يرفضه الجسم . وتحمل هذه الدعامة على سطح بالون خاص ، يوجه نحو المنطقة المصابة من الشريان ثم تأخذ وضعها النهائي في الشريان بعد نفخ البالون ، وتظل في مكانها بعد سحب البالون .
وتغطى هذه الدعامة بعد فترة قصيرة من الزمن بطبقة من الخلايا ، فتصبح جزءا من جدار الشريان . ومن مضاعفات هذه الدعامة احتمال حدوث تخثر ( تجلط ) الدم على جدارها وانسدادها ، وخاصة في الأيام الأولى التي تلي إدخالها . ولتجنب ذلك يعطى دواء مثبطا لتجمع الصفيحات الدموية يدعى Ticlopidine ( Clopedogrel )ولمــدة محدودة .
هذه كانت بعض أمراض الجهاز القلبي الوعائي ومعالجتها وتعتبر هذه الأمراض من أخطر أمراض الجهاز القلبي الوعائي .