يعد الاكتئاب النفسي من أكثر الأمراض النفسية شيوعا وقد يتراوح في شدته بين الإحساس بالحزن والضيق والغم وبين الشعور باليأس من الحياة ومحاولة الانتحار. هو يصيب النساء أكثر مرتين من الرجال ويكثر في الشباب أكثر من صغار السن والمسنين.
الإكتئاب جزء من طيف كامل من الأمزجة المختلفة التي يمر بها الناس، فكلنا يمر في أوقات سعادة وحزن وغالباً ما ينعكس ذلك على احاسيسنا وشعورنا، والشعور بالحزن أمر طبيعي بين الحين والآخر، لكن إن أصبح شعورا مستمرا يصبح اكتئابآ، وهذا يدل على وجود خلل ما في توازن النواقل العصبية في الدماغ، الأمر الذي يحتم القيام بشيء تجاه.
بالمثل يشعر كل منا بفترات من الزهو والنشاط، لكن إن أصبحت تلك الحالة دائمة وكان النشاط مفرطاً أو ما يعرف بالهوس mania فهذا يعني أن وظيفتك العقلية تعاني من خلل وتستدعي مساعدة طبية لإعادة وظائف العقل وسلوكياته إلى الوضع الطبيعي
يطلق علي الاكتئاب "بمرض الجسم الكلى" فهو ليس مرضاً نفسياً فقط وإنما يؤثر علي الأعضاء والمزاج، والتفكير، ويؤثر أيضاً علي نومك وطعامك، والطريقة التي تفكر بها عن نفسك وعن الأشياء التي تحيط بك. لا يمكننا وصفه بأنه إحدى علامات لضعف الشخص أو أنها حالة ترتبط بقوة الإرادة للتغلب على الأزمة النفسية التي يمر بها الإنسان.
الإكتئاب هو حالة نفسانية تشتدّ فيها الأحاسيس بحيث تؤثر سلباً في النشاطات اليومية، والاكتئاب هو أحد أكثر المشاكل الذهنية شيوعاً، وغالباً ما يزول الإكتئاب تلقائياً بعد أيام أو اسابيع قليلة، لكنه في حالات أخرى قد يتطلب دعماً ومساعدة متخصصة.
أعراض الاكتئاب:1- الشعور بالحزن والكآبة.
2- عدم وجود الرغبة في عمل أي شيء.
3- فقدان الرغبة في أي ملذات الدنيا.
4- الإنطواء والعزلة وكثرة التفكير السلبي.
5- التشاؤم والنظر إلى الأمور بمنظار أسود.
6- الشعور بالذنب ولوم النفس وتأنيب الضمير.
7- قلة النشاط الجسماني والجنسي.
8- قلة النوم أو الميل إلى النوم والراحة.
9- قلة الشهية للطعام أو الإفراط في الأكل.
10- قلة التركيز والنسيان.
11- وفي الحالات الشديدة هلاوس سمعية وأفكار اضطهادية والتفكير أو محاولة الانتحار.
عند معاينة مريض الاكتئاب فقد يبدو عليه إهمال المظهر الخارجي ولا يهتم بنفسه، ويميل إلى البكاء، والانطواء، تفادي النظر مباشرة في وجوه الآخرين، والميل نحو النظر إلى الأرض (أسفل)، قلة الحركة، (وفي بعض الأحيان زيادتها) المزاج يكون مخيماً عليه الحزن والكآبة، وقد يكون مزاجه عصبياً سريع الانفعال، الكلام عادة يكون قليلاً وفي الحالات الشديدة مفقوداً كلية، ويميل المريض إلى عدم بداية الحديث ويعطي إجابات متقطعة يتخللها فترات وقوف متكرر وبصوت خافت من غير تغير نغمة الصوت.
دراسات
تشير الدراسات التي عملت في الغرب إلى أن حوالي 60% من مرضى الاكتئاب لديهم أفكار انتحارية، وحوالي 15% يقومون فعلاً بالانتحار، إضافة إلى ذلك فإن أفكار مريض الاكتئاب قد تحتوي على أفكار وسواسية وأفكار مستمرة عن فقدان الأمل وفقدان قيمة الذات، الإحساس غير المبرر بالذنب لأفعال غير مهمة، أو لوم النفس على أشياء لم يرتكبها، التردد في اتخاذ القرارات وفي الحالات الشديدة قد تكون هنالك أعراض ذهانية مثل الهلاوس، والاعتقادات الخاطئة (الضلالات).
لا تكون لدى المريض عادة القدرة على أخذ المبادرة في عمل أي شيء، ويعاني قلة التركيز والنسيان المتكرر، بطء التفكير، وقد يكون غير مدرك بما يعانيه نتيجة لإحساسه بعدم قيمته، أو نتيجة لتأثر قدراته الإدراكية.
اختلاف أعراض الاكتئاب في مراحل العمر:- عند الأطفال: الشكاوى الجسدية، كثر الحركة، اضطرا بات القلق، الرهاب، (الخوف المرضي).
- عند المراهقين: استخدام المخدرات، السلوك المضاد للمجتمع، ازدياد الحركة، مشكلات الدراسة، الانحراف الجنسي، إهمال المظهر الخارجي.
- عند كبار السن: اضطرابات الذاكرة والقدرات العقلية، فقدان الإدراك بالزمان والمكان، الخوف الكاذب، تبلد الأحاسيس وقلة التركيز.
أنواع الاكتئاب
يجب أن نعرف أن الاكتئاب ليس اضطراباً نفسياً واحداً، ولكنه يشمل اضطرابات نفسية متعددة تجمعها بعض الصفات والمميزات، وتختلف في حدتها وأعراضها واستجابتها للعلاج حسب نوعها.
1- الاضطراب الاكتئابي الرئيس:
هو أكثر حدوثاً في النساء منه في الرجال، ولكي يتم تشخيصه يجب أن تكون الأعراض الموجودة لمدة أسبوعين على الأقل، ويجب أن تمثل تغييراً جذرياً في أداء المريض في حياته، و قد يسبقه حادث مؤلم أو غير مرغوب فيه في حوالي 25% من المرضى.
يتميز بشدته وسوء المزاج والأعراض في الصباح مع تحسن نسبي كلما مر اليوم، وبالأعراض والعلامات التي ذكرناها سابقاً، وعادة يحدث في سن الأربعين، غير أنه يمكن حدوثه في أي مرحلة من العمر، كما أن العوامل الوراثية تلعب فيه دوراً.
ويشمل الاضطراب الاكتئابي الرئيس عدة فصائل منها:
أ- نوبة الاكتئاب المزمن: على الأقل تكون الأعراض الموجودة لمدة عامين، كثير الحدوث في كبار السن خصوصاً عند من يستخدمون الكحول والمخدرات، استجابته ضعيفة للعلاج العقاقيري.
ب- الاضطراب الاكتئابي المرتبط بوقت معين من السنة (الفصلي):
قد يحدث في فصل الشتاء ويختفي في فصلي الربيع والصيف، يتميز بكثرة النوم، زيادة الشهية والوزن وبطء الحركة والتفكير. يعتقد أنه مرتبط بتغير في إفراز مادة الميلاتونين من الغدة الصنوبرية. يشمل العلاج تعرض المريض لضوء صناعي ساطع.
ج- الاضطراب الاكتئابي المختلف في أعراضه عن الاكتئاب المعروف ويتميز بزيادة الشهية للأكل وزيادة الوزن، أكثره في النساء، وقد يأخذ شكل اكتئاب فصلي.
2- الاضطراب الاكتئابي التفاعلي (العصابي):
هو أقل شدة من الاضطراب الاكتئابي الرئيس، ويبدأ بالحدوث تدريجياً، وعادة يحدث في الأشخاص الذين لديهم تاريخ لضغوط نفسية مزمنة، أو يحدث بعد فقدان مفاجئ (مثل فقدان شخص عزيز، فقدان الوظيفة).
قد يحدث مصاحباً لاضطرابات نفسية أخرى مثل الاضطرابات الوسواسية، اضطرابات الشخصية، استخدام المخدرات، و يبدأ عادة في عمر العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، غير أن هناك نوعاً منه يبدأ قبل سن الـ21 سنة.
أعراضه تتفاوت في حدتها من يوم إلى يوم وتشمل: قلة الشهية للأكل أو زيادتها، اضطراب النوم (عادة التأخر في بداية النوم)، قلة النشاط، الإحساس بالإحباط والكآبة، نقصان التركيز، عدم القدرة على اتخاذ القرارات وفقدان الشهية للأكل.
3- الاضطرابات الاكتئابية التي تصاحب الأمراض الجسدية:
يتمثل هذا النوع في اضطرابات الغدد الصماء، الأورام الخبيثة والأمراض النفسية الأخرى مثل القلق، الوسواس القهري، الفصام، الرهاب، واضطراب الشخصية، استخدام المواد المخدرة.
المعدلات
الدراسات التي عملت في الغرب تشير إلى أن معدلات حدوث الاكتئاب في النساء حوالي (3%) وفي الرجال حوالي (1%).
عادة يحدث الاكتئاب الرئيس في سن الأربعينيات بينما يحدث الهوس الاكتئابي في الثلاثينيات، وتزداد معدلات الاكتئاب في الطبقات الفقيرة بينما الهوس الاكتئابي يزداد قليلاً في الطبقات العليا، كما يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دوراً أكبر في الهوس الاكتئابي أكثر منه في الاكتئاب.
أسباب الاكتئاب:1- العوامل الوراثية والبيولوجية:
يكون هناك كثرة في حالات الاكتئاب في أسر مرضى الاكتئاب نتيجة نقص في بعض المواد الناقلة العصبية في المراكز الدماغية المسؤولة عن المزاج والانفعالات والتفكير والسلوك.
2- العوامل التربوية:
قد يتعلم الأطفال من آبائهم المصابين بالاكتئاب بعض الأنماط الفكرية السلبية مثل التشاؤم واساءة الظن والحساسية المفرطة وبعض السلوكيات مثل الإنطواء و العصبية. كل هذه الأمور من العوامل التي تجعل من يتصف بها أكثر عرضة للإكتئاب من غيره.
3- ظروف الحياة:
مثل فقد الأعزاء وفقد العمل والصحة وعدم الزواج والتقاعد غير المخطط له والوحدة والأزمات المالية والمشاكل الزوجية والأسرية والمهنية.
4- اضطرا بات الشخصية:
مثل الشخصيات الوسواسية التي تتسم بالتشدد وعدم المرونة ، والشخصيات الهستيرية التي تغلب عليها الانفعالات وتقلبات المزاج وتضخيم الأمور، وهذه أكثر احتمالا للإصابة بالإكتئاب من الشخصيات السوية.
5- الأمراض العضوية:
مثل داء باركنسون واضطرابات الغدد وإستعمال مضادات الضغط وقرحة المعدة وغيرها.
علاج الاكتئابفي أغلب الحالات يزول الاكتئاب بدون علاج أو بواسطة العلاج الداعم ومناقشة الحالة مع الناصح أو الدواء.
لكن يظل البعض يعاني من نوائب إكتئاب طوال حياتهم مما يتطلب منهم الخضوع لعلاج متخصص لفترات طويل.
1- العلاج الدوائي:
يكون ذلك عن طريق تناول مضادات الاكتئاب. وهي أدوية مأمونة بشكل كبير ولا تؤدي إلى تعود أو إدمان ويلزم الاستمرار على هذه الأدوية مدة لا تقل عن أسبوعين لكي تبدأ حالة المريض في التحسن ، والإستمرار عليها حوالي ستة أشهر بعد ذلك رغم التحسن لكي يستمر المريض بحالة جيدة بعد توقف العلاج.
2- العلاج النفسي:
يهدف إلى تحسين قدرات المريض الفكرية والذهنية والاجتماعية والسلوكية ويكون ذلك عن طريق أنواع متعددة من العلاج النفسي منها :
(أ) العلاج المعرفي: ويعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المريض حيال نفسه ومجتمعه واستبدال هذه المفاهيم بأخرى أكثر إيجابية.
(ب) العلاج السلوكي: ويعمل على تعديل السلوكيات المؤدية للاكتئاب وتعليم المريض سلوكيات إيجابية تؤدي إلى رفع كفاءته وقدراته العلمية والاجتماعية.
3- المساعدة الذاتية
- يمكن زيادة فعالية أي علاج للاكتئاب في العديد من الحالات بالانتباه إلى نمط الحياة والروتين اليومي.
- من المهم القيام بالكثير من التمارين اليومية ويفضل أن تكون في الهواء الطلق(الرياضة تطلق الأندروفين من الجسم وهي مادة كيميائية مضادة للإكتئاب)
ويجب أن يكون الطعام صحيا.
- كما أنه من المهم ايضآ ملء كل يوم بنشاطات ممتعة ومشوقة لكن مع ضرورة عدم الإكثار منها.
- إن التواصل مع الأصدقاء والتحادث معهم يمكن أن يساعد أيضا في مواجهة الاكتئاب.
4- مساعدة الأهل والأصدقاء:
- قائمة التأييد:علي الرغم من أننا أشرنا مسبقاً إلي أن الاكتئاب ليس مرضاً نفسياً وإنما نفسياً وعضوياً، ومعناه أن العلاج النفسي ضرورة حتمية له طريق العائلة والأصدقاء والطبيب المختص.
فاستحسان استخدام الكلمات له عامل كبير في تقدم الحالة وخاصة من جانب الأصدقاء والأهل، لأن العلاج الدوائي معروف طريقه عند الطبيب. فسوف نذكر لك قائمة التأييد وقائمة الرفض بالكلمات التي يمكن أن تستخدمها وتساهم في علاج المريض بشكل إيجابي:
1- كلمات الحب: أنا أحبك/كلنا نحبك.
2- كلمات الاهتمام: أنا/ نحن نهتم بك.
3- أنت لست بمفردك.
4- لن أتركك.
5- لا تقلق ستمر الأزمة وكلنا معك.
6- أنا بجانبك دائماً.
7- أنت لست مخطئاً، وتحسن التصرف.
8- أنت مهم بالنسبة لي.
9- اتخذني صديق لك.
10- أنا اتفق معك حتى وإن لم استطع الشعور والإحساس بما يدور في داخلك.
- قائمة الرفض:
ما هي مشكلتك؟! (لا تخصص الكلام بضمير المخاطبة ولتقل "ما هي المشكلة؟").
إنه يوم جميل (كلمات غير مفيدة على الإطلاق).
من الأفضل أن تتناول مقويات وفيتامينات من أجل صحتك.
يوجد أشخاص أسوأ منك بكثير.
هذه ليست مشاكل كما تعتقد ؟!!
توقف عن التفكير في الأمر أو الشعور بالأسى.
الحياة لا تعطى للمرء كل ما يريده.
كنت أعتقد أنك أقوى من ذلك.
لا تفكر فى كل ما يقلقك؟!!
ألا تمل من لوم النفس وتكرار كلمة "أنا".
لم لا تكف عن الشكوى الدائمة، لماذا تنظر إلي تفاصيل الأمور بتحامل.
لم تستسلم للأحزان، فأنت محتاج إلي دفعة من داخلك.
لا تحمل نفسك فوق طاقتها.
إذا كنت تريد أن تصبح قوياً وتتغلب علي ما يضايقك، لا تبكى علي ما فاتك.
ما الذي يدفعك لأن تكون مكتئباً؟!
لديك العديد من الأشياء التي تدعوك علي التفاؤل، لماذا تكون مكتئباً.
لم يحدث ما يدعوك لأن تكون حزيناً لهذه الدرجة.
هذا الأمر ليس محبطاً كما تتخيل.
لا تلتفت إلي الأزمات وعليك نسيانها.
هل تشعر الآن بتحسن (عند إجراء أي حديث مع الشخص الذي يعانى من اضطرابات الاكتئاب).
5- نصائح أخرى مهمة في علاج الإكتئاب
- التقرب من الله عز وجل عن طريق:
- المحافظة على الصلوات الخمس والنوافل.
- الإكثار من قراءة القرآن.
- الإكثار من قراءة الأدعية وأذكر لكم هذه الأدعية
يعد الاكتئاب النفسي من أكثر الحالات استجابة للعلاج إذا ما أسرع المريض في زيارة الطبيب النفسي وحافظ على استعمال الدواء كما يصفه له و تعاون في الجلسات النفسية التي يحضر لها.
كذلك فإن لاهتمام المريض بعلاقته بربه والمحافظة على الصلوات وقراءة القرآن والأدعية المأثورة له أثر كبير في سرعة الشفاء بإذن الله.
من المعروف أن هناك الكثير من حالات الاكتئاب التي لا يتم اكتشافها أو علاجها، إما نتيجة لأن المريض لا يطلب المساعدة، وإما لعدم قدرة الطبيب على تشخيص الحالة أو إعطائها العلاج المناسب، رغم أن معظم الحالات تستجيب للعلاج.
تتفاوت الأعراض وحدتها من مريض إلى آخر، وليس بالضرورة وجود كل الأعراض لتشخيص المرض، ولكن وجود مجموعة من الأعراض قد يكفي لتشخيص الحالة
الإكتئاب جزء من طيف كامل من الأمزجة المختلفة التي يمر بها الناس، فكلنا يمر في أوقات سعادة وحزن وغالباً ما ينعكس ذلك على احاسيسنا وشعورنا، والشعور بالحزن أمر طبيعي بين الحين والآخر، لكن إن أصبح شعورا مستمرا يصبح اكتئابآ، وهذا يدل على وجود خلل ما في توازن النواقل العصبية في الدماغ، الأمر الذي يحتم القيام بشيء تجاه.
بالمثل يشعر كل منا بفترات من الزهو والنشاط، لكن إن أصبحت تلك الحالة دائمة وكان النشاط مفرطاً أو ما يعرف بالهوس mania فهذا يعني أن وظيفتك العقلية تعاني من خلل وتستدعي مساعدة طبية لإعادة وظائف العقل وسلوكياته إلى الوضع الطبيعي
يطلق علي الاكتئاب "بمرض الجسم الكلى" فهو ليس مرضاً نفسياً فقط وإنما يؤثر علي الأعضاء والمزاج، والتفكير، ويؤثر أيضاً علي نومك وطعامك، والطريقة التي تفكر بها عن نفسك وعن الأشياء التي تحيط بك. لا يمكننا وصفه بأنه إحدى علامات لضعف الشخص أو أنها حالة ترتبط بقوة الإرادة للتغلب على الأزمة النفسية التي يمر بها الإنسان.
الإكتئاب هو حالة نفسانية تشتدّ فيها الأحاسيس بحيث تؤثر سلباً في النشاطات اليومية، والاكتئاب هو أحد أكثر المشاكل الذهنية شيوعاً، وغالباً ما يزول الإكتئاب تلقائياً بعد أيام أو اسابيع قليلة، لكنه في حالات أخرى قد يتطلب دعماً ومساعدة متخصصة.
أعراض الاكتئاب:1- الشعور بالحزن والكآبة.
2- عدم وجود الرغبة في عمل أي شيء.
3- فقدان الرغبة في أي ملذات الدنيا.
4- الإنطواء والعزلة وكثرة التفكير السلبي.
5- التشاؤم والنظر إلى الأمور بمنظار أسود.
6- الشعور بالذنب ولوم النفس وتأنيب الضمير.
7- قلة النشاط الجسماني والجنسي.
8- قلة النوم أو الميل إلى النوم والراحة.
9- قلة الشهية للطعام أو الإفراط في الأكل.
10- قلة التركيز والنسيان.
11- وفي الحالات الشديدة هلاوس سمعية وأفكار اضطهادية والتفكير أو محاولة الانتحار.
عند معاينة مريض الاكتئاب فقد يبدو عليه إهمال المظهر الخارجي ولا يهتم بنفسه، ويميل إلى البكاء، والانطواء، تفادي النظر مباشرة في وجوه الآخرين، والميل نحو النظر إلى الأرض (أسفل)، قلة الحركة، (وفي بعض الأحيان زيادتها) المزاج يكون مخيماً عليه الحزن والكآبة، وقد يكون مزاجه عصبياً سريع الانفعال، الكلام عادة يكون قليلاً وفي الحالات الشديدة مفقوداً كلية، ويميل المريض إلى عدم بداية الحديث ويعطي إجابات متقطعة يتخللها فترات وقوف متكرر وبصوت خافت من غير تغير نغمة الصوت.
دراسات
تشير الدراسات التي عملت في الغرب إلى أن حوالي 60% من مرضى الاكتئاب لديهم أفكار انتحارية، وحوالي 15% يقومون فعلاً بالانتحار، إضافة إلى ذلك فإن أفكار مريض الاكتئاب قد تحتوي على أفكار وسواسية وأفكار مستمرة عن فقدان الأمل وفقدان قيمة الذات، الإحساس غير المبرر بالذنب لأفعال غير مهمة، أو لوم النفس على أشياء لم يرتكبها، التردد في اتخاذ القرارات وفي الحالات الشديدة قد تكون هنالك أعراض ذهانية مثل الهلاوس، والاعتقادات الخاطئة (الضلالات).
لا تكون لدى المريض عادة القدرة على أخذ المبادرة في عمل أي شيء، ويعاني قلة التركيز والنسيان المتكرر، بطء التفكير، وقد يكون غير مدرك بما يعانيه نتيجة لإحساسه بعدم قيمته، أو نتيجة لتأثر قدراته الإدراكية.
اختلاف أعراض الاكتئاب في مراحل العمر:- عند الأطفال: الشكاوى الجسدية، كثر الحركة، اضطرا بات القلق، الرهاب، (الخوف المرضي).
- عند المراهقين: استخدام المخدرات، السلوك المضاد للمجتمع، ازدياد الحركة، مشكلات الدراسة، الانحراف الجنسي، إهمال المظهر الخارجي.
- عند كبار السن: اضطرابات الذاكرة والقدرات العقلية، فقدان الإدراك بالزمان والمكان، الخوف الكاذب، تبلد الأحاسيس وقلة التركيز.
أنواع الاكتئاب
يجب أن نعرف أن الاكتئاب ليس اضطراباً نفسياً واحداً، ولكنه يشمل اضطرابات نفسية متعددة تجمعها بعض الصفات والمميزات، وتختلف في حدتها وأعراضها واستجابتها للعلاج حسب نوعها.
1- الاضطراب الاكتئابي الرئيس:
هو أكثر حدوثاً في النساء منه في الرجال، ولكي يتم تشخيصه يجب أن تكون الأعراض الموجودة لمدة أسبوعين على الأقل، ويجب أن تمثل تغييراً جذرياً في أداء المريض في حياته، و قد يسبقه حادث مؤلم أو غير مرغوب فيه في حوالي 25% من المرضى.
يتميز بشدته وسوء المزاج والأعراض في الصباح مع تحسن نسبي كلما مر اليوم، وبالأعراض والعلامات التي ذكرناها سابقاً، وعادة يحدث في سن الأربعين، غير أنه يمكن حدوثه في أي مرحلة من العمر، كما أن العوامل الوراثية تلعب فيه دوراً.
ويشمل الاضطراب الاكتئابي الرئيس عدة فصائل منها:
أ- نوبة الاكتئاب المزمن: على الأقل تكون الأعراض الموجودة لمدة عامين، كثير الحدوث في كبار السن خصوصاً عند من يستخدمون الكحول والمخدرات، استجابته ضعيفة للعلاج العقاقيري.
ب- الاضطراب الاكتئابي المرتبط بوقت معين من السنة (الفصلي):
قد يحدث في فصل الشتاء ويختفي في فصلي الربيع والصيف، يتميز بكثرة النوم، زيادة الشهية والوزن وبطء الحركة والتفكير. يعتقد أنه مرتبط بتغير في إفراز مادة الميلاتونين من الغدة الصنوبرية. يشمل العلاج تعرض المريض لضوء صناعي ساطع.
ج- الاضطراب الاكتئابي المختلف في أعراضه عن الاكتئاب المعروف ويتميز بزيادة الشهية للأكل وزيادة الوزن، أكثره في النساء، وقد يأخذ شكل اكتئاب فصلي.
2- الاضطراب الاكتئابي التفاعلي (العصابي):
هو أقل شدة من الاضطراب الاكتئابي الرئيس، ويبدأ بالحدوث تدريجياً، وعادة يحدث في الأشخاص الذين لديهم تاريخ لضغوط نفسية مزمنة، أو يحدث بعد فقدان مفاجئ (مثل فقدان شخص عزيز، فقدان الوظيفة).
قد يحدث مصاحباً لاضطرابات نفسية أخرى مثل الاضطرابات الوسواسية، اضطرابات الشخصية، استخدام المخدرات، و يبدأ عادة في عمر العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، غير أن هناك نوعاً منه يبدأ قبل سن الـ21 سنة.
أعراضه تتفاوت في حدتها من يوم إلى يوم وتشمل: قلة الشهية للأكل أو زيادتها، اضطراب النوم (عادة التأخر في بداية النوم)، قلة النشاط، الإحساس بالإحباط والكآبة، نقصان التركيز، عدم القدرة على اتخاذ القرارات وفقدان الشهية للأكل.
3- الاضطرابات الاكتئابية التي تصاحب الأمراض الجسدية:
يتمثل هذا النوع في اضطرابات الغدد الصماء، الأورام الخبيثة والأمراض النفسية الأخرى مثل القلق، الوسواس القهري، الفصام، الرهاب، واضطراب الشخصية، استخدام المواد المخدرة.
المعدلات
الدراسات التي عملت في الغرب تشير إلى أن معدلات حدوث الاكتئاب في النساء حوالي (3%) وفي الرجال حوالي (1%).
عادة يحدث الاكتئاب الرئيس في سن الأربعينيات بينما يحدث الهوس الاكتئابي في الثلاثينيات، وتزداد معدلات الاكتئاب في الطبقات الفقيرة بينما الهوس الاكتئابي يزداد قليلاً في الطبقات العليا، كما يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دوراً أكبر في الهوس الاكتئابي أكثر منه في الاكتئاب.
أسباب الاكتئاب:1- العوامل الوراثية والبيولوجية:
يكون هناك كثرة في حالات الاكتئاب في أسر مرضى الاكتئاب نتيجة نقص في بعض المواد الناقلة العصبية في المراكز الدماغية المسؤولة عن المزاج والانفعالات والتفكير والسلوك.
2- العوامل التربوية:
قد يتعلم الأطفال من آبائهم المصابين بالاكتئاب بعض الأنماط الفكرية السلبية مثل التشاؤم واساءة الظن والحساسية المفرطة وبعض السلوكيات مثل الإنطواء و العصبية. كل هذه الأمور من العوامل التي تجعل من يتصف بها أكثر عرضة للإكتئاب من غيره.
3- ظروف الحياة:
مثل فقد الأعزاء وفقد العمل والصحة وعدم الزواج والتقاعد غير المخطط له والوحدة والأزمات المالية والمشاكل الزوجية والأسرية والمهنية.
4- اضطرا بات الشخصية:
مثل الشخصيات الوسواسية التي تتسم بالتشدد وعدم المرونة ، والشخصيات الهستيرية التي تغلب عليها الانفعالات وتقلبات المزاج وتضخيم الأمور، وهذه أكثر احتمالا للإصابة بالإكتئاب من الشخصيات السوية.
5- الأمراض العضوية:
مثل داء باركنسون واضطرابات الغدد وإستعمال مضادات الضغط وقرحة المعدة وغيرها.
علاج الاكتئابفي أغلب الحالات يزول الاكتئاب بدون علاج أو بواسطة العلاج الداعم ومناقشة الحالة مع الناصح أو الدواء.
لكن يظل البعض يعاني من نوائب إكتئاب طوال حياتهم مما يتطلب منهم الخضوع لعلاج متخصص لفترات طويل.
1- العلاج الدوائي:
يكون ذلك عن طريق تناول مضادات الاكتئاب. وهي أدوية مأمونة بشكل كبير ولا تؤدي إلى تعود أو إدمان ويلزم الاستمرار على هذه الأدوية مدة لا تقل عن أسبوعين لكي تبدأ حالة المريض في التحسن ، والإستمرار عليها حوالي ستة أشهر بعد ذلك رغم التحسن لكي يستمر المريض بحالة جيدة بعد توقف العلاج.
2- العلاج النفسي:
يهدف إلى تحسين قدرات المريض الفكرية والذهنية والاجتماعية والسلوكية ويكون ذلك عن طريق أنواع متعددة من العلاج النفسي منها :
(أ) العلاج المعرفي: ويعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المريض حيال نفسه ومجتمعه واستبدال هذه المفاهيم بأخرى أكثر إيجابية.
(ب) العلاج السلوكي: ويعمل على تعديل السلوكيات المؤدية للاكتئاب وتعليم المريض سلوكيات إيجابية تؤدي إلى رفع كفاءته وقدراته العلمية والاجتماعية.
3- المساعدة الذاتية
- يمكن زيادة فعالية أي علاج للاكتئاب في العديد من الحالات بالانتباه إلى نمط الحياة والروتين اليومي.
- من المهم القيام بالكثير من التمارين اليومية ويفضل أن تكون في الهواء الطلق(الرياضة تطلق الأندروفين من الجسم وهي مادة كيميائية مضادة للإكتئاب)
ويجب أن يكون الطعام صحيا.
- كما أنه من المهم ايضآ ملء كل يوم بنشاطات ممتعة ومشوقة لكن مع ضرورة عدم الإكثار منها.
- إن التواصل مع الأصدقاء والتحادث معهم يمكن أن يساعد أيضا في مواجهة الاكتئاب.
4- مساعدة الأهل والأصدقاء:
- قائمة التأييد:علي الرغم من أننا أشرنا مسبقاً إلي أن الاكتئاب ليس مرضاً نفسياً وإنما نفسياً وعضوياً، ومعناه أن العلاج النفسي ضرورة حتمية له طريق العائلة والأصدقاء والطبيب المختص.
فاستحسان استخدام الكلمات له عامل كبير في تقدم الحالة وخاصة من جانب الأصدقاء والأهل، لأن العلاج الدوائي معروف طريقه عند الطبيب. فسوف نذكر لك قائمة التأييد وقائمة الرفض بالكلمات التي يمكن أن تستخدمها وتساهم في علاج المريض بشكل إيجابي:
1- كلمات الحب: أنا أحبك/كلنا نحبك.
2- كلمات الاهتمام: أنا/ نحن نهتم بك.
3- أنت لست بمفردك.
4- لن أتركك.
5- لا تقلق ستمر الأزمة وكلنا معك.
6- أنا بجانبك دائماً.
7- أنت لست مخطئاً، وتحسن التصرف.
8- أنت مهم بالنسبة لي.
9- اتخذني صديق لك.
10- أنا اتفق معك حتى وإن لم استطع الشعور والإحساس بما يدور في داخلك.
- قائمة الرفض:
ما هي مشكلتك؟! (لا تخصص الكلام بضمير المخاطبة ولتقل "ما هي المشكلة؟").
إنه يوم جميل (كلمات غير مفيدة على الإطلاق).
من الأفضل أن تتناول مقويات وفيتامينات من أجل صحتك.
يوجد أشخاص أسوأ منك بكثير.
هذه ليست مشاكل كما تعتقد ؟!!
توقف عن التفكير في الأمر أو الشعور بالأسى.
الحياة لا تعطى للمرء كل ما يريده.
كنت أعتقد أنك أقوى من ذلك.
لا تفكر فى كل ما يقلقك؟!!
ألا تمل من لوم النفس وتكرار كلمة "أنا".
لم لا تكف عن الشكوى الدائمة، لماذا تنظر إلي تفاصيل الأمور بتحامل.
لم تستسلم للأحزان، فأنت محتاج إلي دفعة من داخلك.
لا تحمل نفسك فوق طاقتها.
إذا كنت تريد أن تصبح قوياً وتتغلب علي ما يضايقك، لا تبكى علي ما فاتك.
ما الذي يدفعك لأن تكون مكتئباً؟!
لديك العديد من الأشياء التي تدعوك علي التفاؤل، لماذا تكون مكتئباً.
لم يحدث ما يدعوك لأن تكون حزيناً لهذه الدرجة.
هذا الأمر ليس محبطاً كما تتخيل.
لا تلتفت إلي الأزمات وعليك نسيانها.
هل تشعر الآن بتحسن (عند إجراء أي حديث مع الشخص الذي يعانى من اضطرابات الاكتئاب).
5- نصائح أخرى مهمة في علاج الإكتئاب
- التقرب من الله عز وجل عن طريق:
- المحافظة على الصلوات الخمس والنوافل.
- الإكثار من قراءة القرآن.
- الإكثار من قراءة الأدعية وأذكر لكم هذه الأدعية
يعد الاكتئاب النفسي من أكثر الحالات استجابة للعلاج إذا ما أسرع المريض في زيارة الطبيب النفسي وحافظ على استعمال الدواء كما يصفه له و تعاون في الجلسات النفسية التي يحضر لها.
كذلك فإن لاهتمام المريض بعلاقته بربه والمحافظة على الصلوات وقراءة القرآن والأدعية المأثورة له أثر كبير في سرعة الشفاء بإذن الله.
من المعروف أن هناك الكثير من حالات الاكتئاب التي لا يتم اكتشافها أو علاجها، إما نتيجة لأن المريض لا يطلب المساعدة، وإما لعدم قدرة الطبيب على تشخيص الحالة أو إعطائها العلاج المناسب، رغم أن معظم الحالات تستجيب للعلاج.
تتفاوت الأعراض وحدتها من مريض إلى آخر، وليس بالضرورة وجود كل الأعراض لتشخيص المرض، ولكن وجود مجموعة من الأعراض قد يكفي لتشخيص الحالة