سرطان الجلد skin cancer
هو أكثر أنواع السرطانات حدوثاً في الإنسان ، ويظهر غالباً في الأماكن المكشوفة من الجسد والمعرضة لتأثير أشعة الشمس وخاصة في مناطق الوجه والعنق واليدين ، ويظهر في الأشخاص الذين تتطلب مهنتهم البقاء في الفلاة لأمد طويل كالزراع والبحارة ويظهر غالباً في الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة أكثر منن ذوي البشرة الداكنة إذ تحمي المادة الصباغية الموجودة بصورة طبيعية في الجلد وتلعب دوراً واقياً من التأثير المؤذي لأشة الشمس ويظهر عادة في الأشخاص المتقدمين في السن ، وقد تظهر سرطانات متعددة في الأماكن المكشوفة من الجسد .
تتميز هذه السرطانات بأنها من السهل رؤيتها والوصول إليها لمعالجتها ، وهي بطيئة النمو وتبدو بشكل عقيدة أو قرحة غير مؤلمة تنمو على مدى عدة سنين ، غير أنها إذا ما أهمت فإنها تؤدي إلى إتلاف النسج بانتشارها إلى الأعضاء المجاورة ، وإن كل قرحة في الجلد لا تندمل بالمعالجة العادية خلال أسبوعين يجب معها مراجعة الطبيب .
تعالج سرطانات الجلد إما باستئصالها جراحياً أو بالمعالجة الشعاعية ، ويرجع تقدير وسيلة العلاج إلى الطبيب المعالج ، وبصورة عامة ينصح باللجوء إلى المعالجة الجراحية في الحالات المتقدمة وتلك التي انتشر الورم فيها إلى العقد اللنفاوية أو العظام ، ولا ينصح بالمعالجة الشعاعية في الأشخاص الذين تضطرهم أعمالهم إلى العودة للتعرض إلى أشعة الشمس ، وفي الأورام الناشئة قرب الغضاريف ، كما في الأذن أو حيث يكون النسيج تحت الجلد قليلاً كما في فروة الرأس ، وقدر نسبة الشفاء من هذه السرطانات بحوالي 95 % من الحالات .
هناك نوع نادر ، لحسن الحظ ، من سرطانات الجلد ينشأ عن الخلايا الصباغية هي الوحمة ( الشامة ) وهو أحد أخبث أنواع السرطانات في الإنسان وهي السبب في ثلاثة أرباع الوفيات من سرطن الجلد . وتعد المنطقة الرأس والعنق من أكثر الأماكن تعرضاً لحدوثه ، على أنه قد يظهر في أي مكان من البدن حتى تحت الأظافر ، ومع أنه قد يظهر في أس سن إلا أن أكثر حوادثه تقع في العقدين الخامس والسادس ، والإناث أكثر عرضة للإصابة إلا أن إمكانية الشفاء لديهن أكبر منها في الذكور . ويشاهد الورم غالباً في الأشخاص ذوي البشرة الفاهية وفي الأماكن المعرضة لأشعة الشمس ، كما في أنواع سرطانات الجلد الأخرى .
تنشأ هذه الأورام غالباً من وحمة ( شامة ) موجودة سابقاً . لهذه الوحمات المعرضة لأن تتحول إلى نوع خبيث صفات خاصة ، فهي مسطحة في سمك الجلد وغير مرتفعة عن سطحه ، وذات لون غامق وسطحها خال من الأشعار . وإن كل وحمة ( شامة ) معرضة للإحتكاك المزمن ، كالشامات الموجودة تحت غدة الثدي في النساء ( يتعرضها للإحتكاك بحمالة الثدي ) ، وفي الرقبة عند الذكور ( بتعرضها للإحتكاك بياقة القميص ) أو في منطقة الحزام أو القدمين أو المناطق التناسلية يجب استئصالها . وإن ظهور وحمة جديدة أو ظهور تبدلات في وحمة سابقة بظهور تغيرات في شكلها أو حجمها أو لونها أو ارتفاعها عن سطح الجلد ، أو أن يظهر فيها علامات التهاب أو تقرح أو نزف أو أنها تحدث شعوراً بالحك أو حس الحرق يجب معها مراجعة الطبيب حالاً .
إن سلوك هذه الأورام لا يمكن التنبؤ به ، وتنتشر هذه عن طريق الأوعية اللنفاوية إلى العقد اللنفاوية المجاورة وعن طريق الدم إلى الرئتين وأماكن الجسد المختلفة وتكون معالجتها بالاستئصال الجراحي ، وقد أظهرت المعالجة المناعية في هذا الورم نتائج مشجعة .