إذا كنت لا تستطيع أن تعبّر عن نفسك أو عن مشاعرك وعواطفك فاعبر حاجز الخوف بشجاعة... وإلا فلن تستطيع العبور إلى الأمام، وستبقى تراوح في مكانك.
إذا كنت غير قادر على قول ما تريد قوله، ولا على فعل ما ترغب بفعله، فإن هذه الطاقة التي لا تستطيع التعبير عنها سوف تُحبس في الحنجرة، مقام النطق وباب الحق، لأن الحنجرة هي مركز التعبير...
الحنجرة ليست مركزاً لمجرد البلع... لكن معظم الناس يستخدمون الحنجرة للبلع فقط، وبذلك يستعملون نصف إمكانياتها ويبقى النصف الأهم عاطلاً عاجزاً عن العمل فيصنعون
بذلك حاجزاً بينهم وبين أنفسهم، وبينهم وبين الوجود والحياة...
التعبير لا يقتصر على بني البشر فحسب، بل هو واحد في كل ذرة من ذرات الوجود، ينساب بكل بساطة ووداعة وعفوية... الزهور تنشر الشذا والأريج، والسماء
تجود بالخير والمطر، والشمس ترسل الحرارة والنور، فلماذا لا تتناغم معهم بهذه الأنشودة الكونية؟
لتهجر زمن الترهيب والتحذير إلى آفاق التحليق والتعبير... فإذا أحببتَ شخصاً ما أخبره بكل ما تريد قوله، وبكل ما تشعر به، حتى وإنْ بدا الأمر سخيفاً مضحكاً، حتى وإن ظهرتَ مجنوناً أحمقاً.....
قل الأشياء التي تتولّد فيك وتشعر بها في حال لحظتها، فإذا لم يكن الآن فمتى؟ لا تحاول كبتها أو قمعها... نحن لا نملك سوى هذه اللحظة وهي نعمة وبركة من الله،
هي كل الوجود... فالماضي تاريخ مضى وانطوى.. والمستقبل غيب وغريب.. لنعش هذه اللحظة بحكمة ويقظة... إذا كنت غاضباً وأردتَ الصياح والصراخ، فافعل ذلك مباشرة
، وبشكل حاد عنيف... لا تسيطر على غضبك، ولا تتحكم به، لأن كبته وحبسه سيلحق بك الضرر والأذى.... لكن المجتمع يعلّمك للأسف أن تظل ميتاً هادئاً.. بارداً.. جامداً.. حتى عندما تشتعل غضباً،
فيبقى هذا السم داخل جسدك... لذلك من الأفضل لك أن تصرخ وتصيح في بعض الأحيان، وتعيش كل انفعال يتولد في داخلك.. لتكسر حاجز الخوف الذي بنى جدرانه فوق قلبك ومشاعرك... وسيساعدك هذا التمرين:
اجلس على شيء صلب.. ابدأ بالتمايل والتأرجح ليُلامس أحد ردفيك الأرض مع كل تمايل.. وهكذا ستجري الطاقة ابتداءً من قاعدة العمود الفقري.. وإذا كان هناك أية مشاعر محتجزة
في حنجرتك ستحتاج عندها للمزيد من التدفق في سيل الطاقة وستزداد الطاقة شيئاً فشيئاً دون أن تستطيع السيطرة عليها..... بعد انقضاء عشر دقائق ابدأ بقول الله... الله.... مع كل تمايل.. سواء لليمين.. أو لليسار...
ستشعر تدريجياً بتزايد الطاقة، وستصبح كلمة الله أعلى فأعلى، حتى تصل لمرحلة تصرخ فيها عالياً: الله.... سترتفع حرارتك وتبدأ بالتعرق، وعندها ستصرخ بطريقة مجنونة هستيرية..
مع انهيار سدود الممنوعات والمحظورات من فكرك.. ومع تحرر كل تلك الانفعالات والمشاعر السجينة الأسيرة... سيكون ذلك أمراً عجيباً غريباً، ولكن ستستمتع به،
وهكذا سيعود للحنجرة دورها لتنطق بالحق والحقيقة الأزلية.. ليغدو كلامك رحمةً واستغفاراً لا رجمة واستكباراً....
يمكننا تطبيق هذا التمرين مرتين يومياً، صباحاً ومساءً، لعشرين دقيقة كل مرة.....