من طرف Dr.Nasser Alkhalaf الأربعاء سبتمبر 15, 2010 9:45 am
[size=18][size=12]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا بحب اشكر رفيقةالاحلام على هالموضوع الحلو والذي قد يسأل عنه كل واحد منا.
وكونه من المواضيع المهمة راح أعيد طرحه ومناقشته بإسلوب علمي وبالقليل من الشرح المفصل.
مقدمة :
يعتبر مغص الرضيع من الشكاوى الشائعة في عيادات طب الأطفال، وتعامل هذه الحالة السليمة بأساليب شائعة مؤذية أحياناً وغير مجدية غالباً، و لعل من المشاهد القاسية أن تحضر الأم وليدها للطبيب بشكوى البكاء لتخرج بوصفة حليب و دواء منوم!، ومن المشاهد الشائعة تبادل الأمهات للنصائح باستعمال الأدوية المهدئة. وتنجم عن هذه الممارسات الخاطئة حوادث مؤسفة أحياناً من التسمم الدوائي، مع عدم معرفتنا تماماً بما يمكن أن تؤثر به هذه الأدوية على مستقبل الطفل الدراسي، ناهيك عن الهدر المادي فعلى ما يبدو أن مهدئات الأطفال من أكثر الأدوية مبيعاً في صيدلياتنا. وهذه المقالة تعرض هذه المشكلة ضمن الأسس العلمية مع استعراض الدراسات العالمية في هذا المجال.
التعريف:
عرف الباحث Wessel مغص الرضيع بأنه نوبات من الانزعاج، والسلوك الصعب أو البكاء تستمر لأكثر من 3ساعات باليوم وتحدث لأكثر من 3 أيام في الأسبوع وعلى مدى أكثر من 3أسابيع (قاعدة الثلاثة). ويحدث المغص بنسبة 10 – 25 % من الرضع. وتبدأ نوبات المغص في الأسبوع الثاني إلى الثالث للحياة، وتصل ذروتها في الفترة ما بين 6 – 8أسابيع، و تشفى عفوياً بعمر 3 – 4أشهر (Brazelton.1962) وتحدث النوبة عادة عند المساء، و يبدو الرضيع بمظهر المتألم مقطباً جبينه، قابضاً راحتيه، عاطفاً ساقيه للأعلى و عادة يخرج الغازات.
تصنيف بكاء الرضيع :
1- البكاء الطبيعي: Physiological crying
بكاء يستمر حوالي ساعتين باليوم في الأسبوع الثاني للعمر، وقد يزداد مدة لحوالي 3ساعات في الأسبوع السادس ثم يتناقص لحوالي الساعة في الشهر الثالث، وذروة حدوثه ما بين الساعة 3بعد الظهر وحتى 11ليلاً عند رضيع يبدو بصحة جيدة و يرضع بشكل طبيعي.
2- البكاء الشديد الثانوي :Secondary crying
ويكون بسبب ثانوي، قد يكون خطيراً كالتهاب السحايا أو الفتق المختنق، وكشف السبب هو مهمة الطبيب بإجراء الفحص السريري الكامل للطفل الرضيع، ودوماً يجب التركيز على فحص الفوهات (الفم، الأنف، صماخ البول، فوهة الشرج)، وقد يكون السبب بسيطاً وإنما لا يدع الرضيع ينام كشعرة تحك القرنية، أو خيط مربوط على إصبعه.
3- البكاء الشديد البدئي : Primary excessive crying
و هو المقصود بمغص الرضيع منهم من يسميه بكاء الرضيع المديد مجهول السبب:Cause obscure lenqthy - infant crying ( colic )
انتشار مغص الرضيع :
يبدأ المغص في الشهر الأول للحياة، وعادة خلال الأسبوع الأول، ويكون الحدوث نفسه عند الخدج إلا أنه يبدأ بشكل متأخر حتى بلوغ سن 39 – 44 أسبوع حمل، وليس للمغص علاقة بجنس المولود، وهو أكثر شيوعاً في المولود الأول، و هناك ميل للحدوث العائلي فـ50 % من أخوة الرضيع المصاب لديهم قصة إيجابية سابقة ويعتبر تدخين الأم عامل خطورة، وإن حدوث المغص بعد الأسبوع الرابع من العمر يرجح وجود مشاكل عائلية.
الأعراض و العلامات :
في دراسةTreem ورفاقه توزعت نسب الأعراض والعلامات كما في الجدول التالي:
العرض
بكاء / ملامح ألم100 %
بدء مفاجئ للنوبة98 %
بكاء مستمر > 15 دقيقة100 %
صعوبة في تهدئة الرضيع100 %
إفراغ غازات89 %
نوم مضطرب47 %
مشاكل في التغذية56 %
جدول بعلامات مغص الرضيع (العلامات: في وقت الفحص السريري)
العلامة
بكاء58 %
عطف الساقين56 %
تطبل بطن44 %
فرط مقوية86 %
احتقان 56 %
تقوس20 %
صعوبة تهدئة الرضيع28 %
الأسباب المقترحة لمغص الرضيع:
في دراسة أخرى لـ Treem ورفاقه عام 1994 ذكرت نسب أسباب بكاء الرضيع كما يلي:
1- بكاء طبيعي (65%).
2- قلق الأبوين، شدة أو كرب منزلي (10%).
3- عدم تحمل بروتين (10%).
4- تناذر تهيج كولون (5%).
5- جذر معدي مريئي ( 5%).
6- أسباب أخرى (5%).
وبشكل عام يمكن تقسيم الأسباب لمجموعتين:
أ- الأسباب الهضمية:
• فرط تحسس لمكونات غذائية.
• زيادة غازات.
• فرط حركية معوية.
• عوامل هرمونية.
ب – التفسيرات البديلة:
• نموذج من البكاء الطبيعي للرضيع.
• عوامل نفسية عند الوالدين.
• مشاكل في العلاقة بين الأبوين و الرضيع.
و سنستعرض هذه التفسيرات بشكل أوسع فيما يلي:
أ- العوامل الهضمية
1ً – الأرج المعدي المعوي: Gastrointestinal Allergy
يبدو أن هناك دور لحليب البقر في إحداث المغص، ولكنه محدود في مجموعة صغيرة من الرضع المصابين بالمغص تشمل:
1- الرضع الذين لم تنجح معهم النصائح الطبية و العلاجات الدوائية.
2- وجود الإقياء عند أغلبيتهم.
3- درجة البكاء شديدة و تبلغ وسطياً 5-6 ساعات باليوم.
4- تجاوز العمر الاعتيادي لمغص الرضيع (22 أسبوع).
2ً- دور الغازات الهضمية:
لقد قدرت دراسة بواسطة Chami ورفاقه عام 1991 أن 10–30% من الكهول لديهم أعراض متعلقة بالغازات. وعادة ما يكون تعبير الأمهات عن مغص الرضيع بأن لديه غازات زائدة. وإن انتاج الغازات كسبب للمغص يمكن تأكيده بما يلي:
1- نسبة المغص متساوية عند من يرضعون من الثدي ومن يرضعون حليب مستحضرات الحليب الصناعي المختلفة.
2- حدوث المغص في الفترة المسائية بعد تراكم محتمل للسكريات غير الممتصة من الغذاء.
3- شفاء الأعراض بحدود الشهر الرابع حيث يلاحظ تناقص في إطراح هيدروجين التنفس بعد الوجبات.
و إن مصادر الغازات الزائدة في الجهاز الهضمي تشمل:
1- الهواء المبتلع.
2- التخمر الكولوني.
يحدث الابتلاع الزائد للهواء كنتيجة لبكاء الرضيع، أو ممارسات غير مناسبة في الإرضاع كإعطاء الرضيع الزجاجة فارغة، أو حلمة قاسية، أو فوهة الحلمة ضيقة جداً. أما الاختمار الجرثومي في الكولون فيحول الكربوهيدرات غير الممتصة إلى حموض دسمة طيارة و هيدروجين و غاز CO2. ويبدو أن هذا الانتاج الزائد للغاز يؤدي إلى توسع الأمعاء وما يرافق ذلك من ازدياد في الحساسية للألم و هذا ما يسمى تناذر الكولون المتهيج.
3ً – دور الحركية المعوية:
يوجد هرمون الموتيلين Motilin في مخاطية المعي في الأسبوع25 من الحمل، وتكون تراكيزه المصلية عالية في فترة الوليد و تتناقص مع ازدياد العمر، وقد أوضح Lothe و رفاقه عام 1990 ارتفاع تراكيز الموتيلين عند الرضع مع مغص أكثر من غيرهم، و هذا ما اقترح احتمال وجود سبب مؤهب بيولوجي لمغص الرضيع. ولكن دراسة لـMoor ورفاقه عام 1988 أظهرت عدم اختلاف زمن المرور الفمي _ السيني بين المجموعتين. وكذلك دراسة عام 1969 لـ Harley لم تظهر زيادة في الغازات بالدراسة الشعاعية عند الرضع مع مغص.
4ً – دور الجذر المعدي المريئي: GER
إن نسبة صغيرة من الرضع مع GER يبدون هيوجية زائدة بسبب تطور التهاب المري الهضمي وتبدو مظاهر عدم الارتياح أثناء الرضعة من رفض الزجاجة إلى سحنة التألم، إلى الاستيقاظ بعد الرضعة بـ 1-2 ساعة على بكاء شديد، وعادة ما تتظاهر هذه العلامات بشكل متأخر عند البدء المعتاد لأعراض المغص وتشتد بسن 4 أشهر وهو السن المفترض لشفاء المغص.
ب- التفسيرات البديلة:
1ً- العوامل النفسية عند الوالدين:
لقد أشار Spok عام1944 إلى انتقال التوتر من الأم إلى رضيعها، وأضاف Brazelton عام1962 أن بكاء الرضيع ما هو إلا تفريغ للتوتر المتراكم لديه عبر آلية فيزيولوجية عصبية.
وقد لوحظ وجود ارتباط بين حدوث التوتر العاطفي أو الهمود عند الحامل مع حدوث المغص عند وليدها فيما بعد.
2ً- التفاعل بين الرضيع ومحيطه:
يبدو المغص عند الرضيع كتعبير عن العلاقة بين خصائصه الداخلية وحاجاته ورغبته من المحيط، وهناك فرضيتان في هذا المجال:
- فرضية Carey :
تعتمد على وجود علاقة بين صفات موروثة كسهولة اليقظة، وصعوبة التلاؤم مع بيئة تحيط بالرضيع وتثير مَيلَهُ للبكاء، أكثر ما تساعد على تهدئته (عدم خبرة الوالدين، التملق والهمود، أو الغضب).
- فرضية Taubman :
1- البكاء محاولة من الرضيع للتعبير عن احتياجاته.
2- يستمر البكاء عند فشل الأم بالاستجابة المناسبة لإشارة الرضيع.
3- وإبداء النصائح للأم لتحسين تعاملها واستجابتها مع الرضيع يخفف البكاء.
تدبير مغص الرضيع :
• تدبير الرضيع المصاب بالمغص:
- قصة سريرية وفحص فيزيائي كامل.
- مشعرات مهمة: وقت بدء الأعراض، النموذج اليومي للبكاء، تحسنه مع مرور الوقت.
- اطلب من الأم أن تكتب لك ملاحظاتها على مدى 4 – 7 أيام عن سلوك الرضيع: صفات البكاء، التغوط، الإرضاع، الإقياء، وهذا يساعد على تفاعلها مع المشكلة، وتقبلها لنصائحك.
• المقاربات العلاجية لمغص الرضيع:
1- تثقيف الأهل عن النموذج الطبيعي لبكاء الرضيع.
2- تعليم الأهل كيفية الاستجابة لبكاء الرضيع.
3- المعالجات التجريبية.
إن تطمين الأهل، وتعليمهم الخطوات في التعامل مع الرضيع المصاب بالمغص، هي الخطوة الأولى والأكثر فائدة في هذا المجال. واستناداً إلى فرضيته المذكورة سابقاً، وضع Taubman نصائحه التالية:
- حاولي دوماً أن لا تدعي الرضيع يبكي.
- للبحث عن سبب بكاء الرضيع، اعتبري هذه الاحتمالات:
• الرضيع جائع و يرغب بالرضاعة.
• يريد أن يمص فقط، رغم أنه ليس جائعاً.
• يريد أن تحمليه.
• يريد أن يتنبه لما حوله.
• يريد أن ينام.
ويمكن تجريب 5 دقائق لكل احتمال سابق ليجرب غيره، وستتعلمين بخبرتك مع الرضيع أن تختاري طريقة وترتيب ما سبق من الإجراءات والاحتمالات. وإن تعليم الأم طريقة الإرضاع المناسبة، وتجشئة الرضيع بشكل متكرر، والانتباه إلى حاجته للرضاعة مثل علامات اليقظة والبحث عن الثدي، وعدم انتظار البكاء الذي هو علامة متأخرة للجوع. من الأمور البسيطة والهامة بنفس الوقت لتخفيف معاناة الأم ورضيعها. وسنستعرض المقاربات العلاجية لمغص الرضيع إلى ما ورد من دراسات عالمية خاضعة للمبادئ الإحصائية والتي تعتمد طريقة الدراسة العشوائية المقارنة:
1- العلاجات الدوائية:
- هل يفيد السيميثيكون Simethicone في علاج مغص الرضع؟
لم تبين الدراسات الحالية تأثيراً مفيداً بشكل حاسم لهذا الدواء كمعالجة لمغص الرضيع.
- هل المعالجة بـDicyclomine أنقصت أعراض المغص عند الرضع؟
إن مشعرات التحسن كانت أفضل عند من أعطي لهم الدواء مقارنة بالدواء Placebo إنما كان هناك ازدياد في حدوث الأعراض الجانبية مثل النعاس والإمساك والإسهال، و قد سجلت حالات خطرة مثل توقف التنفس والاختلاجات والسبات خاصة عند المجموعة أصغر من 7 أسابيع، مما حدا بشركة Merrell أن لا تعتبر مغص الرضيع من استطبابات هذا الدواء، و أنه مضاد استطباب دون سن 6 أشهر.
2- العلاجات الغذائية:
- هل يفيد تطبيق حمية غذائية معينة عند الأم المرضع لتخفيف أعراض مغص الرضيع؟
إن تطبيق حمية عن حليب البقر عند المرضع لم يظهر تأثيراً واضحاً على أعراض المغص، إنما من الملاحظ أن أعراض المغص تزيد في الأيام التي تتناول فيها الأم الفواكه أو الشوكولا، و لكن من المهم أن نذكر أن وجود حالة من التأتب عند الأم (اكزما، ربو، التهاب أنف تحسسي) يستدعي تطبيق حمية غذائية عندها بوجود أعراض مغص عند الرضيع، والأطعمة التي ينصح بإيقافها حليب البقر والبيض والفستق والبندق والسمك.
- هل إرضاع المستحضرات ناقصة الأرجية ينقص من الأعراض؟
يبدو أن إعطاء الرضيع هذه المستحضرات له تأثير مفيد على أعراض مغص الرضيع (من الزجاجة) وهناك الحاجة لمزيد من الدراسات في هذا المجال.
- هل استعمال حليب الصويا ينقص أعراض المغص عند رضيع الزجاجة؟
الإجابة كالسابق، مع الحاجة للمزيد من الدراسات.
- هل المعالجة بخمائر اللاكتاز لإنقاص اللاكتوز تنقص من أعراض مغص الرضيع؟
لا يوجد أي دليل أن اللاكتاز معالجة فعالة لمغص الرضيع.
- هل استعمال المستحضرات الغنية بالألياف مفيدة عند رضيع الزجاجة؟
تظهر فائدتها في تخفيف تواتر التبرز و زيادة قوام البراز، إلا أنه لم يظهر فرق في مدى البكاء بين مجموعتين المعالجة.
3- العلاجات البديلة (الطب البديل):
- هل يفيد مغلي الأعشاب في تخفيف مغص الرضيع؟
لهذه المواد نتائج مشجعة إلا أن إعطاءها بكثرة و بشكل متكرر قد يصل لـ 30 مل/كغ/اليوم يمكن أن يكون له نتائج غذائية سلبية إذا أدت هذه المعالجات إلى نقص الوارد من الحليب على فترة طويلة
- هل السكروز معالجة فعالة لأعراض المغص؟
أبدى استعمال السكروز عند مجموعة من الرضع تناقصاً في الأعراض في 89% منهم مقابل 32% من المجموعة المقابلة، والعديد من الدراسات الحالية أثبتت فعالية السكروز كمسكن جيد عند الولدان و الرضع الصغار.
4- العلاجات التقليدية:
- إن الوسائل التي تطبق بشكل شعبي لمعالجة مغص الرضيع مثل ما يسمونه برد اللية، التمطيط، تمسيد ظهر الرضيع، ووضع بيضة عليه بطريقة خاصة ؟... كل ذلك لم يثبت فائدته كما بين Olafsdottir و رفاقه عام2001
- أما التقميط (لف المولود بالقماط) فقد يساعد في تهدئة بكاء الرضيع بحمايته من المنبهات الخارجية والداخلية كما بين Ohgi ورفاقه عام 2004.
[/size][/size]