مقدمة
التوليد وأمراض النساء هو ذلك الفرع من الطب الذي يهتم بشريحة من المجتمع وهي النساء وبشكل أساسي الناحية التكاثرية للمرأة وذلك سواء في الحالة الفيزيولوجية أو المرضية.
نحاول في هذا الدليل أن نتحدث عن هذا الاختصاص فنوضح فيه بعض الجوانب عسى أن تساعد الطالب على اختيار اختصاصه.
لقد أدرجنا ضمن الدليل بعض المخططات التي تمثل النتائج التي حصلنا عليها لدى استطلاع آراء بعض الأطباء في هذا الاختصاص حول هذه النقاط.
نشأة الاختصاص
قبل عام 1930 اعتبر اختصاص التوليد اختصاصاً مختلفاً عن اختصاص النسائية, حيث كان التوليد أحد اختصاصات الطب الداخلي بينما كانت النسائية اختصاصاً من اختصاصات الجراحة. ولكن حقيقة وجود عدة حالات نسائية لا تتطلب الجراحة (كحالات الأمراض المنتقلة جنسياً) وزيادة التقنيات الطبية المستخدمة ومع التطور العلمي الهائل، أدت هذه التحولات إلى نشوء اختصاص التوليد وأمراض النساء ككيان مستقل.
أهمية الاختصاص
بالنظر بعمق أكثر إلى ماهية هذا الاختصاص بكلا جناحيه، التوليد وأمراض النساء، يمكننا بشكل سريع إدراك الأهمية التي يلعبها هذا الاختصاص ضمن إطار صحة الأم والمجتمع وسنورد بعض هذه النقاط الهامة بشيء من الاختصار.
إن أهم ما يميز هذا الاختصاص "التوليد" هو أنه يهتم بنفس الوقت بكائنين حيّين: الأم والجنين، وهذا ما يجعل الطبيب أمام مسؤولية كبرى وذلك للتوفيق والتوازن بين صحة الأم وصحة الجنين، وهذا النوع من المحاكمة العقلية لا يمكن أن نجده في أي اختصاص طبي أخر.
هذا الاختصاص يهتم بشريحة عمرية تمتد من الولادة وحتى نهاية حياة المرأة وهذا ما يعطي هذا الاختصاص صفة الامتداد بالزمان، مما يجعل الطبيب أمام مواجهة حقيقية لفهم التغيرات الفيزيولوجية والمرضية للمرأة خلال كل مراحل حياتها.
يواجه الطبيب في هذا الاختصاص مشاكل مختلفة ومتنوعة تخص المرأة، منها حالات فيزيولوجية كالحمل والولادة والبلوغ وسن اليأس ويساهم الطبيب بشكل فعال جداً في تدبيرها، وأيضا حالات بمنتهى الخطورة كالأورام السرطانية والنزوف الشديدة المهددة لحياة المرأة.
إن هذه المحاور المتعددة لعمل طبيب التوليد وأمراض النساء تجعل منه بمثابة طبيب الرعاية الأولي للنساء وكأنه المسؤول عن صحة هذه الشريحة من المجتمع.
وأظن أن ما سبق ذكره يكفي ليضع بين أيدينا الدليل على مكانة هذا الاختصاص بين الاختصاصات الطبية. ولا يجب أن يغيب عن الذهن بأن مشعر التقدم الصحي في أي بلد من البلدان مرتبط بنقص معدل وفيات الأمهات والولدان ما حول الولادة في ذلك البلد، وهو النتيجة المباشرة للتقدم الطبي في هذا الاختصاص واختصاص طب الوليد.
الحالات التي يهتم بها الاختصاص
إذاً نحن أمام اختصاص طبي متعدد الجوانب ويمكننا القول أنه ممتد بالزمان والمكان ويطرح مشاكل طبية متنوعة تدور حول صحة المرأة والعناية بها, وللتوضيح سنذكر بعض المجالات التي يهتم بها هذا الاختصاص:
الحمل الطبيعي والولادة والنفاس (حالات فيزيولوجية)
كافة أنواع الحمول المرضية (الحمول عالية الخطورة وتدبيرها)
الأعمال الجراحية التوليدية
أمراض الجهاز التناسلي خارج الحمل
الأورام النسائية وجراحتها
الجراحة النسائية بما فيها الجراحة التنظيرية
العقم والغدد الصم التكاثرية
العناية الطبية الأولية بالنساء والذي يعد من واجبات طبيب التوليد وأمراض النساء.
ويمكن أن نضيف أيضاً أن طبيب التوليد وأمراض النساء قد يستشار ببعض المشاكل المتعلقة بالوظيفة الجنسية ومشاكلها.
عدل سابقا من قبل Golden messi في الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 1:56 pm عدل 1 مرات