تمكن باحثون من المركز الطبي المعمداني في جامعة ويك فورست بالولايات المتحدة من إنتاج نسخة مصغرة جدا من الكبد البشري في المعمل باستخدام تقنية الخلايا الجذعية.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن رئيس فريق البحث البروفيسور شاي سوكر قوله "نحن سعداء بالإمكانيات التي يتيحها هذا البحث لكن يجب أن نؤكد إننا في مرحلة مبكرة جدا وهناك العديد من العقبات التقنية التي تحتاج للتغلب عليها قبل أن يفيد المرضى".
وأضاف سوكر "لا يتعين أن نتعلم كيف ننمي مليارات الخلايا الكبدية في ذات الوقت لكي نصنع كبدا بحجم يكفي للإنسان فحسب، بل علينا التأكد من إن تلك الأعضاء مأمونة الاستخدام".
ويعطي هذا التطور مزيدا من الأمل في معالجة بعض أمراض الكبد الخطيرة ومنها الفشل الكلوي الحاد الناتج عن تلف أو موت لخلايا الكبد، تلك الخلايا التي تقوم بتصنيع البروتينات الضرورية وإزالة السموم من الدورة الدموية.
واعتمد العلماء في بحثهم على تقنية الخلايا الجذعية التي يمكنها الانقسام في ظروف معينة لتنتج خلايا لأنسجة الجسم المختلفة رغم صعوبة عملية تكوين عضو جسدي ثلاثي الأبعاد من الخلايا الجذعية.
والطريقة التي استخدمها الباحثون هي تكوين نسيج كبدي على هيكل من كبد أصلي وفي تلك الحالة تستخدم مطهرات لإزالة الخلايا من الكبد والإبقاء على الهيكل الكولاجيني وشبكة من الأوعية الدموية الدقيقة ثم يتم تطوير الخلايا الجذعية الجديدة، وهي في تلك الحالة خلايا كبدية أولية، والخلايا الجدارية لتشكل جدرانا للأوعية الدموية.
وشاهد العلماء نموا ملحوظا للخلايا في الهيكل وحتى علامات نشاط طبيعي في العضو الصغير بعد أسبوع من وضعها في "مفاعل حيوي"، حيث تغذى بالعناصر والأوكسجين.
ويتجاوز الطلب على أكباد للزرع ما هو معروض، وركزت الأبحاث في السنوات الأخيرة على استخدام تكنولوجيا الخلايا لدعم الأعضاء المعطوبة في الجسم وربما استبدالها تماما.
وكان استخدام تقنية الخلايا الجذعية فتح صفحة جديدة في مجال الطب بعد استخدامه في علاج أحد المرضى المصابين بالشلل كأول شخص في العالم يتلقى علاجاً باستخدام هذه التقنية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال هذا شهر تشرين الأول من هذا العام.