اختصاصي بالأمراض الجلدية والتناسلية والعلاج التجميلي دكتوره " فلسفة " في العلوم الطبية سوريا ـ دمشق.
قال تعالى : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (سورة الإسراء الآية 36).
ينشأ الصوت عن حركة اهتزازية على درجات مختلفة (1) . والآذن تسمع الأصوات التي يكون مقدار اهتزازاتها ما بين 16 ـ 20 ألف هزة /ثا ، وما زاد عن ذلك لا يسمع ، لأنه يحدث اضطراباً في الأذن وشعوراً مزعجاً غامضاً. ويعرف العالم " زيلر" الضوضاء بأنها الأصوات التي تحدث اضطراباً ويمكن القول بأن الأصوات العالية تحدث اضطراباً أكثر من المنخفضة ، والأصوات الحادة أكثر خطورة من الغليظة، وكذا الأصوات غير المنسقة أكثر من الأصوات جيدة التلحين .
ولا شك بأن الضوضاء هي إحدى أسباب التوتر النفسي والقلق في المجتمعات (2) خاصة بعد انتشار الراديو والتلفيزيون ومكبرات الصوت ووسائط النقل وغيرها من وسائل الضجة . لكن الضوضاء (1) لم تعد مشكلة نفسية فقط، بل أصبحت مشكلة جسمانية فهي تؤثر على أعضاء السمع وعلى أعضاء الجسم مجتمعة .
ففي بحث نشرته المجلة الطبية العربية (3) قسمت الأضرار الناجمة عن الضجيج إلى :
أولاً : أضرار لها علاقة بالسمع: منها ضعف سمع عصبي مؤقت تختلف درجته حسب نوع الضجيج وشدته ومدته التعرض له يرافقه طنين في الأذن ومنها سمع عصبي دائم يحدث نتيجة التعرض المديد للأصوات العالية ، وقد يحدث انثقاب غشاء الطبل وتحطيم عظيمات السمع نتيجة التعرض للإنفجارات المفاجئة .
ثانياً : آثار ليس لها علاقة بالسمع:منها الانزعاج المفرط من الضجيج والقلق والإرهاق واضطرابات نفسية وسلوكية منها العصبية المفرطة وعدم الاستقرار والإحباط والاكتئاب وغيرها .
وقد يصاب ببعض الاضطرابات القلبية الوعائية كخناق الصدر وارتفاع الضغط ولعل أهم نتائج تراجع الإنتاج والتهرب من العمل .
وبرهن د. هيلدنج (1)أن سبب الصمم يرجع إلى تأثير الأصوات العالية على عضو كورتي الموجود في الأذن الباطنية وأن التعرض المديد لبضع ساعات كل يوم يؤدي إلى استحالة في بعض أعضاء الأذن الباطنية. وتؤثر الضوضاء علىمختلف مراكز المخ ووظائفه وبالتالي يمتد تأثيرها إلى العضوية كلها .
يقول د. أحمد شوقي الفنجري(2) : " ومن أخطر الأمور في حياة الإنسان ألا يأخذ حظه من الراحة والنوم بسبب الضجيج ، فهو أحد عوامل الإجهاد الذهني والعصبي وأحد عوامل الإجهاد الذهني والعصبي وأحد معوقات الإنتاج والعمل . والضوضاء من أهم أسباب انتشار الأمراض النفسية ـ العصبية ، وأكثر الناس تأثراً هم أصحاب المهن الثقافية والفنية ، وكلما ثقل رأس الإنسان بالعلم والمعرفة كان أكثر حاجة من غيره إلى الهدوء والراحة حتى ينتج لمجتمعه من علمه وفكره .
ويعلم الرياضيون أيضاً (1) أن تناسق حركات الجسم يستلزم قدراً كبيراً من التركيز و لا يتسنى لهم الحصول عليه ضمن أجواء الضجيج .
وينقل د. سلطان أن الأبحاث الغريزية أثبتت أن التعرض المديد للضجيج يسبب ازدياداً في عملية الاستقلاب والهدم وارتفاعاً في الضغط وازدياداً في التوتر العضلي ، ولها تأثيراً سيئ على رجولة الرجل وأنوثة المرأة ، ومجموع هذه الاضطرابات يدل على أضرار تلحق الجهاز العصبي اللاإرادي بشكل حاد نتيجة الضجيج .
ومن أجل درء الخطر الناجم عن الضجيج (2) خصصت هيئة الأمم أسبوعاً في العالم كله لمحاربة الضوضاء وجعلت شعارها في ذلك الأسبوع " الهدوء ذوق وأخلاق والضجة جهل وتخلف " يمتنع فيه عن استعمال الزمور العالي ورفع صوت المسجلات والمكبرات والراديو وسواها .
وتعاليم الإسلام الحنيف التي جاءت لسعادة البشر في دنياهم وآخرتهم جاءت لبناء حياة رغيدة ومجتمع هادئ لا يعرف الضوضاء ، عكس ما يفعله المسلمون اليوم في كل مفاصل الحياة (4) وينتهي عن الصخب واللغو . وقد وصف الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " عباد الرحمن " بمشيتهم الهادئة بلا استكبار ولا جبروت ، يتعاملون بالرحمة فيما بينهم ولا يؤذون الناس بضجيجهم ورفع أصواتهم . قال تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) سورة الفرقان
والمجتمع الفاضل الذي يدعو إليه الإسلام لا ترتفع فيه الأصوات العالية دون مبرر والتي توتر الأعصاب .
ومن مقال آخر:
الضوضاء سبب لكثير من الامراض النفسية والعقلية . ارتفاع الاصوات ممكن ان يؤدي الى الصمم.
تعد الضوضاء نوعاً من أنواع التلوث الفيزيائي الذي لم يعن به العلماء بعد، ولقد تزايد الاهتمام بهذا النوع من التلوث في السنوات الأخيرة لملازمته للإنسان حتى في عقر داره. فصار الإنسان اليوم يعيش وسط محيط هائل من الأصوات المزعجة التي تحيط به أينما ذهب، حتى أصبح من الصعب عليه أن ينعم بالراحة والهدوء، ناهيك عمن يسعى وراء الضوضاء وخصوصاً جيل الشباب الذي أصبح الاستماع للاغاني الصاخبة جزءاً من حياته اليومية،
ولأخذ صورة أوضح حول موضوع الضوضاء والأصوات العالية وتأثيراتها السلبية على السمع عند الإنسان كان لـ «للصحة أولاً» هذا التحقيق لمعرفة ضرر استخدام «wok man»، إذ قال الدكتور نادر أسطة اختصاصي أعصاب: «يوجد تأثير كبير من (wok man) على الصغار والكبار، لأنه سلسة من ذبذبات الراديو، فهذه الذبذبات توثر على العمل الدماغي، استخدامه باستمرار يؤدي إلى التأثير على السمع وإضعافه،
إذ إن التركيز الصوتي يكون على العصب الثامن للأذن والجهاز العصبي الدهليزي المرافق معه وهما فقط يعملان على الاستقبال السمعي فالتنبيه المستمر من هذه الذبذبات وخاصة أنها أصوات غير طبيعية ينتج عنها الأذى، والأطفال الذين يستخدمون (wok man) بشكل يومي ولساعات طويلة يصابون بتوتر ذهني، واضطرابات عصبية أحياناً، وقلة التركيز، وهذه الأعراض يمكن أن تظهر خلال سنة أو سنتين،
وأضاف ان الأصوات العالية قد تتسبب في أمراض عديدة تصيب الجهاز العصبي وخاصة كلما كانت الأصوات مركزة. فالأصوات العالية تندفع إلى الجهاز العصبي في صورة تنبيهات كهربائية وتعبر الألياف العصبية حتى تصل إلى لحاء المخ فتهيج المنطقة، وهذا التهييج يكون له تأثير سلبي على كثير من أعضاء الجسم كالقلب الذي يسرع في نبضاته، والجهاز الهضمي الذي تتقلص بعض عضلاته حيث تزيد إفرازات المعدة مما قد يؤدي إلى القرحة المعدية وقرحة الإثنى عشر،
ويمكن أن تتأثر أيضاً إفرازات الكبد والبنكرياس والأمعاء والغدد الصماء، وزيادة بعض هذه الإفرازات يمكن أن تؤدي إلى حدوث ارتفاع في نسبة السكر في الدم وإلى ارتفاع ضغط الدم، وقد تؤدي هذه الأصوات المستمرة إلى إحداث توتر عصبي ومن ثم التقلب المزاجي الذي يشكو منه الكثيرون في العصر الحديث،
قال تعالى : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (سورة الإسراء الآية 36).
ينشأ الصوت عن حركة اهتزازية على درجات مختلفة (1) . والآذن تسمع الأصوات التي يكون مقدار اهتزازاتها ما بين 16 ـ 20 ألف هزة /ثا ، وما زاد عن ذلك لا يسمع ، لأنه يحدث اضطراباً في الأذن وشعوراً مزعجاً غامضاً. ويعرف العالم " زيلر" الضوضاء بأنها الأصوات التي تحدث اضطراباً ويمكن القول بأن الأصوات العالية تحدث اضطراباً أكثر من المنخفضة ، والأصوات الحادة أكثر خطورة من الغليظة، وكذا الأصوات غير المنسقة أكثر من الأصوات جيدة التلحين .
ولا شك بأن الضوضاء هي إحدى أسباب التوتر النفسي والقلق في المجتمعات (2) خاصة بعد انتشار الراديو والتلفيزيون ومكبرات الصوت ووسائط النقل وغيرها من وسائل الضجة . لكن الضوضاء (1) لم تعد مشكلة نفسية فقط، بل أصبحت مشكلة جسمانية فهي تؤثر على أعضاء السمع وعلى أعضاء الجسم مجتمعة .
ففي بحث نشرته المجلة الطبية العربية (3) قسمت الأضرار الناجمة عن الضجيج إلى :
أولاً : أضرار لها علاقة بالسمع: منها ضعف سمع عصبي مؤقت تختلف درجته حسب نوع الضجيج وشدته ومدته التعرض له يرافقه طنين في الأذن ومنها سمع عصبي دائم يحدث نتيجة التعرض المديد للأصوات العالية ، وقد يحدث انثقاب غشاء الطبل وتحطيم عظيمات السمع نتيجة التعرض للإنفجارات المفاجئة .
ثانياً : آثار ليس لها علاقة بالسمع:منها الانزعاج المفرط من الضجيج والقلق والإرهاق واضطرابات نفسية وسلوكية منها العصبية المفرطة وعدم الاستقرار والإحباط والاكتئاب وغيرها .
وقد يصاب ببعض الاضطرابات القلبية الوعائية كخناق الصدر وارتفاع الضغط ولعل أهم نتائج تراجع الإنتاج والتهرب من العمل .
وبرهن د. هيلدنج (1)أن سبب الصمم يرجع إلى تأثير الأصوات العالية على عضو كورتي الموجود في الأذن الباطنية وأن التعرض المديد لبضع ساعات كل يوم يؤدي إلى استحالة في بعض أعضاء الأذن الباطنية. وتؤثر الضوضاء علىمختلف مراكز المخ ووظائفه وبالتالي يمتد تأثيرها إلى العضوية كلها .
يقول د. أحمد شوقي الفنجري(2) : " ومن أخطر الأمور في حياة الإنسان ألا يأخذ حظه من الراحة والنوم بسبب الضجيج ، فهو أحد عوامل الإجهاد الذهني والعصبي وأحد عوامل الإجهاد الذهني والعصبي وأحد معوقات الإنتاج والعمل . والضوضاء من أهم أسباب انتشار الأمراض النفسية ـ العصبية ، وأكثر الناس تأثراً هم أصحاب المهن الثقافية والفنية ، وكلما ثقل رأس الإنسان بالعلم والمعرفة كان أكثر حاجة من غيره إلى الهدوء والراحة حتى ينتج لمجتمعه من علمه وفكره .
ويعلم الرياضيون أيضاً (1) أن تناسق حركات الجسم يستلزم قدراً كبيراً من التركيز و لا يتسنى لهم الحصول عليه ضمن أجواء الضجيج .
وينقل د. سلطان أن الأبحاث الغريزية أثبتت أن التعرض المديد للضجيج يسبب ازدياداً في عملية الاستقلاب والهدم وارتفاعاً في الضغط وازدياداً في التوتر العضلي ، ولها تأثيراً سيئ على رجولة الرجل وأنوثة المرأة ، ومجموع هذه الاضطرابات يدل على أضرار تلحق الجهاز العصبي اللاإرادي بشكل حاد نتيجة الضجيج .
ومن أجل درء الخطر الناجم عن الضجيج (2) خصصت هيئة الأمم أسبوعاً في العالم كله لمحاربة الضوضاء وجعلت شعارها في ذلك الأسبوع " الهدوء ذوق وأخلاق والضجة جهل وتخلف " يمتنع فيه عن استعمال الزمور العالي ورفع صوت المسجلات والمكبرات والراديو وسواها .
وتعاليم الإسلام الحنيف التي جاءت لسعادة البشر في دنياهم وآخرتهم جاءت لبناء حياة رغيدة ومجتمع هادئ لا يعرف الضوضاء ، عكس ما يفعله المسلمون اليوم في كل مفاصل الحياة (4) وينتهي عن الصخب واللغو . وقد وصف الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " عباد الرحمن " بمشيتهم الهادئة بلا استكبار ولا جبروت ، يتعاملون بالرحمة فيما بينهم ولا يؤذون الناس بضجيجهم ورفع أصواتهم . قال تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) سورة الفرقان
والمجتمع الفاضل الذي يدعو إليه الإسلام لا ترتفع فيه الأصوات العالية دون مبرر والتي توتر الأعصاب .
ومن مقال آخر:
الضوضاء سبب لكثير من الامراض النفسية والعقلية . ارتفاع الاصوات ممكن ان يؤدي الى الصمم.
تعد الضوضاء نوعاً من أنواع التلوث الفيزيائي الذي لم يعن به العلماء بعد، ولقد تزايد الاهتمام بهذا النوع من التلوث في السنوات الأخيرة لملازمته للإنسان حتى في عقر داره. فصار الإنسان اليوم يعيش وسط محيط هائل من الأصوات المزعجة التي تحيط به أينما ذهب، حتى أصبح من الصعب عليه أن ينعم بالراحة والهدوء، ناهيك عمن يسعى وراء الضوضاء وخصوصاً جيل الشباب الذي أصبح الاستماع للاغاني الصاخبة جزءاً من حياته اليومية،
ولأخذ صورة أوضح حول موضوع الضوضاء والأصوات العالية وتأثيراتها السلبية على السمع عند الإنسان كان لـ «للصحة أولاً» هذا التحقيق لمعرفة ضرر استخدام «wok man»، إذ قال الدكتور نادر أسطة اختصاصي أعصاب: «يوجد تأثير كبير من (wok man) على الصغار والكبار، لأنه سلسة من ذبذبات الراديو، فهذه الذبذبات توثر على العمل الدماغي، استخدامه باستمرار يؤدي إلى التأثير على السمع وإضعافه،
إذ إن التركيز الصوتي يكون على العصب الثامن للأذن والجهاز العصبي الدهليزي المرافق معه وهما فقط يعملان على الاستقبال السمعي فالتنبيه المستمر من هذه الذبذبات وخاصة أنها أصوات غير طبيعية ينتج عنها الأذى، والأطفال الذين يستخدمون (wok man) بشكل يومي ولساعات طويلة يصابون بتوتر ذهني، واضطرابات عصبية أحياناً، وقلة التركيز، وهذه الأعراض يمكن أن تظهر خلال سنة أو سنتين،
وأضاف ان الأصوات العالية قد تتسبب في أمراض عديدة تصيب الجهاز العصبي وخاصة كلما كانت الأصوات مركزة. فالأصوات العالية تندفع إلى الجهاز العصبي في صورة تنبيهات كهربائية وتعبر الألياف العصبية حتى تصل إلى لحاء المخ فتهيج المنطقة، وهذا التهييج يكون له تأثير سلبي على كثير من أعضاء الجسم كالقلب الذي يسرع في نبضاته، والجهاز الهضمي الذي تتقلص بعض عضلاته حيث تزيد إفرازات المعدة مما قد يؤدي إلى القرحة المعدية وقرحة الإثنى عشر،
ويمكن أن تتأثر أيضاً إفرازات الكبد والبنكرياس والأمعاء والغدد الصماء، وزيادة بعض هذه الإفرازات يمكن أن تؤدي إلى حدوث ارتفاع في نسبة السكر في الدم وإلى ارتفاع ضغط الدم، وقد تؤدي هذه الأصوات المستمرة إلى إحداث توتر عصبي ومن ثم التقلب المزاجي الذي يشكو منه الكثيرون في العصر الحديث،