يعتبر سرطان عنق الرحم من المشاكل الخطيرة التي تحدث للمرأة في حياتها. ويُعد سرطان عنق الرحم في المرتبة الثانية في الحدوث بعد سرطان الرحم بالنسبة للأورام التي تحدث في الجهاز التناسلي للمرأة.
يمثل عنق الرحم جزءاً مهماً من الرحم، حيث عن طريقه يتم التوصيل إلى باطن الرحم، ومن ثم إلى قناة فالوب حيث يتم تلقيح البويضة الناضجة بواسطة الحيوان المنوي، وكذلك يحافظ عنق الرحم على بقاء الحمل في الرحم ويمنع الإجهاض في حالة سلامته. ويمر عنق الرحم بالعديد من التغيرات تبدأ من مرحلة مبكرة جداً وتستمر خلال فترة البلوغ حتى حصول الحمل. حيث يتم التقاء نسيجين مختلفين يتأثران بعوامل عدة منها الهرمونات وكذلك في حالة حصول الالتهابات. وكون عنق الرحم من السهل مشاهدته وفحصه، فإنه من السهل جداً اكتشاف أي تغيرات تحدث فيه وذلك بإجراء المسح الروتيني لعنق الرحم باستخدام لطخة عنق الرحم للاكتشاف المبكر للتغيرات قبل حدوث السرطان حيث بدأ تطبيق المسح الروتيني الشامل لعنق الرحم منذ عام 1941م الذي ساهم في التقليل من حالة سرطان عنق الرحم بنسبة 70% وكذلك التقليل من حالات الوفيات من هذا المرض وذلك في الدول المتقدمة.
ففي عام 2000م تم تشخيص 12800حالة سرطان عنق رحم في الولايات المتحدة وبلغت الوفيات 4600حالة وفاة من سرطان عنق الرحم، وتزداد حالات سرطان عنق الرحم في الدول الفقيرة وذلك لعدم وجود تقنية الفحص المبكر لتغيرات عنق الرحم.
عوامل الخطورة
تعتبر نسبة سرطان عنق الرحم ضئيلة جداً في بلادنا نظراً لقلة عوامل الخطورة المسببة لهذا المرض ولله الحمد مثل الإباحة الجنسية ووجود الالتهابات الجنسية مثل الالتهابات الفيروسية كالفيروس الحليمي البشري وفيروس نقص المناعة المكتسب. وتزداد حالات سرطان عنق الرحم في حالات ضعف المناعة بشكل عام وقلة التغذية والمدخنات.
وتزداد الحالات إذا كان الأزواج غير مختونين، وكذلك في حالات انعدام النظافة بشكل عام، ويوجد دور بسيط لحبوب منع الحمل في حدوث تغيرات في عنق الرحم في حالة استمرار استخدامه بطريقة متواصلة لمدة تزيد عن عشر سنوات.
رغم قلة حدوث حالات سرطان عنق الرحم في بلادنا إلا أن معظم الحالات التي تحدث للأسف تأتي في مراحل متقدمة يصعب علاجها. ويعود السبب لقلة الوعي بإجراءات الفحص المبكر لسرطان عنق الرحم.
يستغرق التحول من التغيرات ما قبل السرطانية إلى السرطانية سنين عديدة وبالتالي من الممكن اكتشاف المرض باستخدام مسحة عنق الرحم في المراحل الأولية واعطاء العلاج المناسب والسهل وبالتالي المحافظة على الرحم خصوصاً في النساء اللواتي لا يزلن في سن الانجاب حيث تحدث هذه التغيرات في النساء الأصغر سناً مقارنة بحدوث الأورام الأخرى.
وتؤخذ مسحة عنق الرحم بسهولة جداً ولا تؤثر على المريضة مطلقاً ولا تسبب أي آلام. وتجرى مسحة عنق الرحم مرة كل ثلاث سنوات في السيدات ذوات الخطورة القليلة، أما السيدات اللواتي تكون خطورتهن أعلى فتُجرى مرة كل سنة وقد أثبتت فائدتها في الاكتشاف المبكر للتغيرات وبالتالي قلة حالة السرطان والوفيات.
لا توجد أي أعراض تشتكي منها المريضة نتيجة حدوث التغيرات في عنق الرحم في البداية ولذلك فإن دور مسحة عنق الرحم مفيدة.
وفي معظم حالات سرطان عنق الرحم في المرحلة الأولى لا توجد أي أعراض أو علامات للمرض ولكن بعد ذلك تظهر بعض الأعراض مثل حدوث إفرازات مهبلية بنية اللون أو نزول نزيف أو حدوث نزيف أثناء الجماع وتدريجياً تزداد هذه الأعراض كلما تقدم المرض وتبدأ المريضة بالشعور بآلام أسفل البطن والحوض، وقد تؤثر على المثانة والمستقيم وفي الحالات المتقدمة تمتد إلى جدار الحوض وبالتالي تشد الحالب وتؤدي إلى تضخم في الكلى وربما فشل كلوي وهذه مراحل متقدمة يصعب العلاج فيها. وقد ينتقل المرض إلى أجزاء الجسم البعيدة، بالاضافة إلى هذه الأعراض فإن أعراض السرطان بشكل عام تكون مصاحبة للمرض مثل الضعف الشديد وقلة الشهية.
التشخيص والفحوصات
يتم التشخيص الأولي كما ذكرنا سابقاً باستخدام مسحة عنق الرحم وفي حالة رؤية أي تغيرات في عنق الرحم تؤخذ عينة نسيجية وترسل لمختبر الأنسجة لدراستها. كذلك قد يتم إجراء منظار مجهري مهبلي لعنق الرحم لمعرفة التغيرات التي تحدث في عنق الرحم إذا كان لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة وبالتالي تؤخذ خزعة من عنق الرحم.
كذلك يتم إجراء أشعة مقطعية لمنطقة عنق الرحم والحوض لمعرفة مدى تطور المرض بالاضافة إلى إجراء فحص تحت التخدير العام لمنطقة الرحم ومنظار للمثانة والمستقيم.
العلاج
إذا تم اكتشاف المرض في المراحل ما قبل السرطانية فإن علاج هذه الحالات يتم بسهولة ويحافظ على بقاء الرحم وتفادي مضاعفات العمليات الجراحية الكبرى التي يوجد لها مضاعفات عديدة. ففي حالة التغيرات ما قبل السرطانية من الممكن العلاج باستخدام الليزر لإزالة الخلايا المتأثرة دون أن تؤثر على عنق الرحم أو استخدام الكي الكهربائي أو الكي التبريدي أو الإزالة الجراحية للجزء المصاب من عنق الرحم. وتعطى نتائج عالية جداً، ومن الممكن في بعض الحالات أن يتم إجراء الخزعة المخروطية لعنق الرحم وإذا استمرت التغيرات ما قبل السرطانية ولا ترغب المريضة بقاء الرحم لغرض الحمل فإنه من الممكن إجراء استئصال للرحم. وفي حالة حدوث التغيرات السرطانية في عنق الرحم وفي المراحل المبكرة جداً من الممكن المحافظة على الرحم وإزالة الجزء المصاب باستخدام الخزعة المخروطية وذلك في السيدات صغيرات السن أو بإجراء عملية استئصال الرحم في حالة السيدات اللواتي تخطين سن الإنجاب.
إذا كان السرطان أكثرتقدماً وهذا يعتمد على مرحلة الورم ففي المرحلة الأولى يتم العلاج بإجراء إستصئال جذري للرحم وازالة الغدد الليمفاوية. أما في المراحل المتقدمة فإنه يتم العلاج باستخدام العلاج الإشعاعي بمساعدة العلاج الكيماوي. وتقل نسبة الشفاء من المرض كلما تقدمت حالة الانتشار، ولكن يوجد نسب للشفاء حتى في المراحل المتقدمة وذلك بقدرة الله سبحانه وتعالى. بعد العلاج تحتاج المريضة لمتابعة مستمرة لعيادات الأورام كل ثلاث أشهر أو كلما استدعت الحالة في السنين الأولى، وبعد ذلك تراجع كل ستة أشهر إلى أن تتم 5سنوات من المراجعة.
د. محمد بن حسن عدار استشاري امراض النساء والاورام
يمثل عنق الرحم جزءاً مهماً من الرحم، حيث عن طريقه يتم التوصيل إلى باطن الرحم، ومن ثم إلى قناة فالوب حيث يتم تلقيح البويضة الناضجة بواسطة الحيوان المنوي، وكذلك يحافظ عنق الرحم على بقاء الحمل في الرحم ويمنع الإجهاض في حالة سلامته. ويمر عنق الرحم بالعديد من التغيرات تبدأ من مرحلة مبكرة جداً وتستمر خلال فترة البلوغ حتى حصول الحمل. حيث يتم التقاء نسيجين مختلفين يتأثران بعوامل عدة منها الهرمونات وكذلك في حالة حصول الالتهابات. وكون عنق الرحم من السهل مشاهدته وفحصه، فإنه من السهل جداً اكتشاف أي تغيرات تحدث فيه وذلك بإجراء المسح الروتيني لعنق الرحم باستخدام لطخة عنق الرحم للاكتشاف المبكر للتغيرات قبل حدوث السرطان حيث بدأ تطبيق المسح الروتيني الشامل لعنق الرحم منذ عام 1941م الذي ساهم في التقليل من حالة سرطان عنق الرحم بنسبة 70% وكذلك التقليل من حالات الوفيات من هذا المرض وذلك في الدول المتقدمة.
ففي عام 2000م تم تشخيص 12800حالة سرطان عنق رحم في الولايات المتحدة وبلغت الوفيات 4600حالة وفاة من سرطان عنق الرحم، وتزداد حالات سرطان عنق الرحم في الدول الفقيرة وذلك لعدم وجود تقنية الفحص المبكر لتغيرات عنق الرحم.
عوامل الخطورة
تعتبر نسبة سرطان عنق الرحم ضئيلة جداً في بلادنا نظراً لقلة عوامل الخطورة المسببة لهذا المرض ولله الحمد مثل الإباحة الجنسية ووجود الالتهابات الجنسية مثل الالتهابات الفيروسية كالفيروس الحليمي البشري وفيروس نقص المناعة المكتسب. وتزداد حالات سرطان عنق الرحم في حالات ضعف المناعة بشكل عام وقلة التغذية والمدخنات.
وتزداد الحالات إذا كان الأزواج غير مختونين، وكذلك في حالات انعدام النظافة بشكل عام، ويوجد دور بسيط لحبوب منع الحمل في حدوث تغيرات في عنق الرحم في حالة استمرار استخدامه بطريقة متواصلة لمدة تزيد عن عشر سنوات.
رغم قلة حدوث حالات سرطان عنق الرحم في بلادنا إلا أن معظم الحالات التي تحدث للأسف تأتي في مراحل متقدمة يصعب علاجها. ويعود السبب لقلة الوعي بإجراءات الفحص المبكر لسرطان عنق الرحم.
يستغرق التحول من التغيرات ما قبل السرطانية إلى السرطانية سنين عديدة وبالتالي من الممكن اكتشاف المرض باستخدام مسحة عنق الرحم في المراحل الأولية واعطاء العلاج المناسب والسهل وبالتالي المحافظة على الرحم خصوصاً في النساء اللواتي لا يزلن في سن الانجاب حيث تحدث هذه التغيرات في النساء الأصغر سناً مقارنة بحدوث الأورام الأخرى.
وتؤخذ مسحة عنق الرحم بسهولة جداً ولا تؤثر على المريضة مطلقاً ولا تسبب أي آلام. وتجرى مسحة عنق الرحم مرة كل ثلاث سنوات في السيدات ذوات الخطورة القليلة، أما السيدات اللواتي تكون خطورتهن أعلى فتُجرى مرة كل سنة وقد أثبتت فائدتها في الاكتشاف المبكر للتغيرات وبالتالي قلة حالة السرطان والوفيات.
لا توجد أي أعراض تشتكي منها المريضة نتيجة حدوث التغيرات في عنق الرحم في البداية ولذلك فإن دور مسحة عنق الرحم مفيدة.
وفي معظم حالات سرطان عنق الرحم في المرحلة الأولى لا توجد أي أعراض أو علامات للمرض ولكن بعد ذلك تظهر بعض الأعراض مثل حدوث إفرازات مهبلية بنية اللون أو نزول نزيف أو حدوث نزيف أثناء الجماع وتدريجياً تزداد هذه الأعراض كلما تقدم المرض وتبدأ المريضة بالشعور بآلام أسفل البطن والحوض، وقد تؤثر على المثانة والمستقيم وفي الحالات المتقدمة تمتد إلى جدار الحوض وبالتالي تشد الحالب وتؤدي إلى تضخم في الكلى وربما فشل كلوي وهذه مراحل متقدمة يصعب العلاج فيها. وقد ينتقل المرض إلى أجزاء الجسم البعيدة، بالاضافة إلى هذه الأعراض فإن أعراض السرطان بشكل عام تكون مصاحبة للمرض مثل الضعف الشديد وقلة الشهية.
التشخيص والفحوصات
يتم التشخيص الأولي كما ذكرنا سابقاً باستخدام مسحة عنق الرحم وفي حالة رؤية أي تغيرات في عنق الرحم تؤخذ عينة نسيجية وترسل لمختبر الأنسجة لدراستها. كذلك قد يتم إجراء منظار مجهري مهبلي لعنق الرحم لمعرفة التغيرات التي تحدث في عنق الرحم إذا كان لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة وبالتالي تؤخذ خزعة من عنق الرحم.
كذلك يتم إجراء أشعة مقطعية لمنطقة عنق الرحم والحوض لمعرفة مدى تطور المرض بالاضافة إلى إجراء فحص تحت التخدير العام لمنطقة الرحم ومنظار للمثانة والمستقيم.
العلاج
إذا تم اكتشاف المرض في المراحل ما قبل السرطانية فإن علاج هذه الحالات يتم بسهولة ويحافظ على بقاء الرحم وتفادي مضاعفات العمليات الجراحية الكبرى التي يوجد لها مضاعفات عديدة. ففي حالة التغيرات ما قبل السرطانية من الممكن العلاج باستخدام الليزر لإزالة الخلايا المتأثرة دون أن تؤثر على عنق الرحم أو استخدام الكي الكهربائي أو الكي التبريدي أو الإزالة الجراحية للجزء المصاب من عنق الرحم. وتعطى نتائج عالية جداً، ومن الممكن في بعض الحالات أن يتم إجراء الخزعة المخروطية لعنق الرحم وإذا استمرت التغيرات ما قبل السرطانية ولا ترغب المريضة بقاء الرحم لغرض الحمل فإنه من الممكن إجراء استئصال للرحم. وفي حالة حدوث التغيرات السرطانية في عنق الرحم وفي المراحل المبكرة جداً من الممكن المحافظة على الرحم وإزالة الجزء المصاب باستخدام الخزعة المخروطية وذلك في السيدات صغيرات السن أو بإجراء عملية استئصال الرحم في حالة السيدات اللواتي تخطين سن الإنجاب.
إذا كان السرطان أكثرتقدماً وهذا يعتمد على مرحلة الورم ففي المرحلة الأولى يتم العلاج بإجراء إستصئال جذري للرحم وازالة الغدد الليمفاوية. أما في المراحل المتقدمة فإنه يتم العلاج باستخدام العلاج الإشعاعي بمساعدة العلاج الكيماوي. وتقل نسبة الشفاء من المرض كلما تقدمت حالة الانتشار، ولكن يوجد نسب للشفاء حتى في المراحل المتقدمة وذلك بقدرة الله سبحانه وتعالى. بعد العلاج تحتاج المريضة لمتابعة مستمرة لعيادات الأورام كل ثلاث أشهر أو كلما استدعت الحالة في السنين الأولى، وبعد ذلك تراجع كل ستة أشهر إلى أن تتم 5سنوات من المراجعة.
د. محمد بن حسن عدار استشاري امراض النساء والاورام