هناك أمراض عديدة وكثيرة تتشابه بين الجنسين (الذكر والأنثى)، ولكن هذا الأمر قد يختلف، إذا تعلق بمرض القلب. وهو ما اثبتته سنوات من الأبحاث. وأحد الأمثلة البارزة على ذلك هو مشكلة القلب المعروفة باسم "اعتلال تاكوتسيبو للقلب" التي وصفت لأول مرة عام 1990 في اليابان لدى النساء، وعربت باسم "متلازمة القلب المنكسر".
وقد سجلت أكثر من 90 في المئة من حالات الاصابة بهذه العلة بين النساء في أعمار راوحت بين 58 و75 سنة. وتفترض الابحاث أن ستة في المئة، على الأقل، من النساء اللواتي تم توصيف حالاتهن بأنهن اصبن بنوبة قلبية، كن في الواقع مصابات بهذه العلة، التي ظلت غير مشخصة في الولايات المتحدة، والتي لم يتم الاعتراف بها حتى زمن يسير. ومن حسن الحظ، أن اغلبية المصابات بهذه العلة يشفين بسرعة من دون حدوث أضرار بعيدة المدى على القلب.
و»اعتلال تاكوتسيبو للقلب» ينجم عن ضعف البطين الأيسر (وهو الحجرة الرئيسية لضخ الدم من القلب) في العادة نتيجة للتعرض لتوتر عاطفي أو بدني شديد، مثل المرض المفاجئ، أو فقدان شخص عزيز، أو التعرض لحادث خطير أو لكارثة طبيعية مثل الزلازل. ولذا يسمى هذا المرض أيضا اعتلال القلب الناجم عن التوتر stress - induced cardiomyopathy أو «متلازمة القلب المنكسر». وأهم أعراضه آلام الصدر وصعوبة التنفس.
أسباب المرض
ولا تزال أسباب هذا الاعتلال غير معلومة، إلا أن الخبراء يعتقدون أن الازدياد المفاجئ في هرمونات التوتر (مثل الأدرينالين) هو الذي يؤدي جوهريا إلى «صعق» القلب، الأمر الذي يحفز على حدوث تغيرات في خلايا عضلات القلب، أو الأوعية الدموية التاجية (أو في كليهما) مما يمنع البطين الأيسر من تنفيذه لعملية انقباضه بشكل فعال.
ويشك الباحثون في أن النساء الأكبر سنا مهددات أكثر من غيرهن بهذا الاعتلال بسبب المستويات المنخفضة للاستروجين بعد عبورهن سن اليأس من المحيض.
وقد أظهرت دراسات أجريت على إناث لجرذان أزيلت مبايضها، أن تلك منها التي أعطيت الاستروجين، حينما كانت تتعرض للتوتر، قد عانت بشكل أقل من الضعف في وظيفة البطين الأيسر، كما ازدادت لديها مستويات بعض المركبات الواقية للقلب.
أعراض المرض
إن أعراض اعتلال «تاكوتسيبو» للقلب يصعب تمييزها عن أعراض النوبة القلبية. وقد يظهر تخطيط القلب الكهربائي وجود شكل غريب مماثل لما يوجد في تخطيط النوبة القلبية - وعلى وجه الخصوص التغيرات المعروفة باسم ST-segment elevation. ونتيجة لذلك فإن دراسة الصور التشخيصية والوسائل الأخرى تتطلب استبعاد وجود نوبة قلبية. ولذا، وللحصول على تشخيص نهائي، يجب على الأطباء التدقيق، ورصد الأمور التالية:
لا وجود لدليل على انسداد في الشرايين التاجية -وهو السبب الشائع للنوبة القلبية- عند تدقيق تصوير الأوعية الدموية angiogram (ولا يحدث انسداد في الشرايين التاجية أيضا في حالات المرض الوعائي المايكروي microvessel disease وهو سبب شائع لحدوث النوبة القلبية أكثر لدى النساء الأكبر سنا. وتنجم حالات المرض الوعائي المايكروي عن التمدد غير الطبيعي للأوعية الدموية المغذية للقلب).
زيادة سريعة لكنها صغيرة في العلامات البيولوجية للقلب (المركبات التي يتم إفرازها نحو مجرى الدم عند تعرض القلب للضرر). وعند حدوث النوبة القلبية تحتاج العلامات البيولوجية للقلب إلى وقت أطول للزيادة إلا أن زيادتها تكون كبيرة.
دلائل من أشعة اكس ومن تخطيط الصدى للقلب (بالموجات فوق الصوتية) أو بأي من وسائل التصوير الأخرى على وجود حركات غير طبيعية في جدران البطين الأيسر. وأكثر الأمور غير الطبيعية شيوعا في اعتلال «تاكوتسيبو» للقلب -التي منحت هذا المرض اسمه- هي تضخم ballooning البطين الأيسر (apex). وعند انقباض هذا البطين المتضخم فإنه يشابه التاكوتسيبو وهو وعاء يستخدمه الصيادون اليابانيون لصيد الأخطبوط. ولذا فإن المصطلح الآخر لهذا المرض هو مرض التضخم القمّي apical ballooning syndrome.
العلاج
لا توجد إرشادات خاصة مستندة إلى دلائل الإصابة باعتلال تاكوتسيبو للقلب. ويوصي الأطباء المعالجون عادة بتناول أدوية لعلاج عجز القلب مثل «حاصرات بيتا» beta blockers، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE inhibitors، وأدوية مدرّات البول. كما قد ينصح الأطباء بتناول الأسبرين للمرضى المصابين أيضا بتصلب الشرايين (الناجم عن الترسبات على جدران الشرايين).
ورغم وجود دلائل قليلة على العلاج البعيد المدى، فإنه قد يوصى بتناول حاصرات بيتا (أو أدوية حاصرات ألفا وبيتا سوية) لفترة غير محدودة، بهدف درء عودة المرض وذلك بعملها على خفض تأثيرات الأدرينالين وهرمونات التوتر الأخرى. كما أن من المهم تجنب أي إجهاد بدني أو توتر عاطفي، اللذين قد يلعبان دورهما في تحفيز حدوث هذا المرض.
وتزول أغلب العمليات الشاذة في وظيفة الانقباض في البطين الأيسر وفي حركة جدرانه، خلال أربعة أسابيع ويتماثل أكثر المصابين للشفاء تماما في غضون شهرين.
ولا تحدث وفيات بسبب المرض إلا نادرا، غير أن عجز القلب يحدث بنسبة 20 في المائة. وهذا العجز يعالج بأدوية مدرات البول التي تحسن عملية انقباض القلب، وبعلاجات أخرى. أما المضاعفات النادرة التي تم رصدها فتشمل خفقان القلب، إعاقة تدفق الدم من البطين الأيسر، وتفتق جدار البطين.
بتصرف عن "رسالة هارفارد/كمبردج/ولاية ماساشوستس الأمريكية.
وقد سجلت أكثر من 90 في المئة من حالات الاصابة بهذه العلة بين النساء في أعمار راوحت بين 58 و75 سنة. وتفترض الابحاث أن ستة في المئة، على الأقل، من النساء اللواتي تم توصيف حالاتهن بأنهن اصبن بنوبة قلبية، كن في الواقع مصابات بهذه العلة، التي ظلت غير مشخصة في الولايات المتحدة، والتي لم يتم الاعتراف بها حتى زمن يسير. ومن حسن الحظ، أن اغلبية المصابات بهذه العلة يشفين بسرعة من دون حدوث أضرار بعيدة المدى على القلب.
و»اعتلال تاكوتسيبو للقلب» ينجم عن ضعف البطين الأيسر (وهو الحجرة الرئيسية لضخ الدم من القلب) في العادة نتيجة للتعرض لتوتر عاطفي أو بدني شديد، مثل المرض المفاجئ، أو فقدان شخص عزيز، أو التعرض لحادث خطير أو لكارثة طبيعية مثل الزلازل. ولذا يسمى هذا المرض أيضا اعتلال القلب الناجم عن التوتر stress - induced cardiomyopathy أو «متلازمة القلب المنكسر». وأهم أعراضه آلام الصدر وصعوبة التنفس.
أسباب المرض
ولا تزال أسباب هذا الاعتلال غير معلومة، إلا أن الخبراء يعتقدون أن الازدياد المفاجئ في هرمونات التوتر (مثل الأدرينالين) هو الذي يؤدي جوهريا إلى «صعق» القلب، الأمر الذي يحفز على حدوث تغيرات في خلايا عضلات القلب، أو الأوعية الدموية التاجية (أو في كليهما) مما يمنع البطين الأيسر من تنفيذه لعملية انقباضه بشكل فعال.
ويشك الباحثون في أن النساء الأكبر سنا مهددات أكثر من غيرهن بهذا الاعتلال بسبب المستويات المنخفضة للاستروجين بعد عبورهن سن اليأس من المحيض.
وقد أظهرت دراسات أجريت على إناث لجرذان أزيلت مبايضها، أن تلك منها التي أعطيت الاستروجين، حينما كانت تتعرض للتوتر، قد عانت بشكل أقل من الضعف في وظيفة البطين الأيسر، كما ازدادت لديها مستويات بعض المركبات الواقية للقلب.
أعراض المرض
إن أعراض اعتلال «تاكوتسيبو» للقلب يصعب تمييزها عن أعراض النوبة القلبية. وقد يظهر تخطيط القلب الكهربائي وجود شكل غريب مماثل لما يوجد في تخطيط النوبة القلبية - وعلى وجه الخصوص التغيرات المعروفة باسم ST-segment elevation. ونتيجة لذلك فإن دراسة الصور التشخيصية والوسائل الأخرى تتطلب استبعاد وجود نوبة قلبية. ولذا، وللحصول على تشخيص نهائي، يجب على الأطباء التدقيق، ورصد الأمور التالية:
لا وجود لدليل على انسداد في الشرايين التاجية -وهو السبب الشائع للنوبة القلبية- عند تدقيق تصوير الأوعية الدموية angiogram (ولا يحدث انسداد في الشرايين التاجية أيضا في حالات المرض الوعائي المايكروي microvessel disease وهو سبب شائع لحدوث النوبة القلبية أكثر لدى النساء الأكبر سنا. وتنجم حالات المرض الوعائي المايكروي عن التمدد غير الطبيعي للأوعية الدموية المغذية للقلب).
زيادة سريعة لكنها صغيرة في العلامات البيولوجية للقلب (المركبات التي يتم إفرازها نحو مجرى الدم عند تعرض القلب للضرر). وعند حدوث النوبة القلبية تحتاج العلامات البيولوجية للقلب إلى وقت أطول للزيادة إلا أن زيادتها تكون كبيرة.
دلائل من أشعة اكس ومن تخطيط الصدى للقلب (بالموجات فوق الصوتية) أو بأي من وسائل التصوير الأخرى على وجود حركات غير طبيعية في جدران البطين الأيسر. وأكثر الأمور غير الطبيعية شيوعا في اعتلال «تاكوتسيبو» للقلب -التي منحت هذا المرض اسمه- هي تضخم ballooning البطين الأيسر (apex). وعند انقباض هذا البطين المتضخم فإنه يشابه التاكوتسيبو وهو وعاء يستخدمه الصيادون اليابانيون لصيد الأخطبوط. ولذا فإن المصطلح الآخر لهذا المرض هو مرض التضخم القمّي apical ballooning syndrome.
العلاج
لا توجد إرشادات خاصة مستندة إلى دلائل الإصابة باعتلال تاكوتسيبو للقلب. ويوصي الأطباء المعالجون عادة بتناول أدوية لعلاج عجز القلب مثل «حاصرات بيتا» beta blockers، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE inhibitors، وأدوية مدرّات البول. كما قد ينصح الأطباء بتناول الأسبرين للمرضى المصابين أيضا بتصلب الشرايين (الناجم عن الترسبات على جدران الشرايين).
ورغم وجود دلائل قليلة على العلاج البعيد المدى، فإنه قد يوصى بتناول حاصرات بيتا (أو أدوية حاصرات ألفا وبيتا سوية) لفترة غير محدودة، بهدف درء عودة المرض وذلك بعملها على خفض تأثيرات الأدرينالين وهرمونات التوتر الأخرى. كما أن من المهم تجنب أي إجهاد بدني أو توتر عاطفي، اللذين قد يلعبان دورهما في تحفيز حدوث هذا المرض.
وتزول أغلب العمليات الشاذة في وظيفة الانقباض في البطين الأيسر وفي حركة جدرانه، خلال أربعة أسابيع ويتماثل أكثر المصابين للشفاء تماما في غضون شهرين.
ولا تحدث وفيات بسبب المرض إلا نادرا، غير أن عجز القلب يحدث بنسبة 20 في المائة. وهذا العجز يعالج بأدوية مدرات البول التي تحسن عملية انقباض القلب، وبعلاجات أخرى. أما المضاعفات النادرة التي تم رصدها فتشمل خفقان القلب، إعاقة تدفق الدم من البطين الأيسر، وتفتق جدار البطين.
بتصرف عن "رسالة هارفارد/كمبردج/ولاية ماساشوستس الأمريكية.