بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع من إعداد: د.مؤيد إبراهيم الروح
لقد كشفت دراسة علمية ، نشرها الباحث الطبي الأميركي، الدكتور دانيال هال أن المواظبة على أداء الصلاة، تطيل الأعمار، وهي مضادة للقلق .
وأوضح الباحث أنه أجرى تجارب على مئات الأشخاص، واكتشف علاقة إيجابية بين طول العمر وممارسة الشعائر الدينية.
وأضاف أن المصلين يعيشون 3 سنوات وشهراً واحداً زيادة كمعدل عن الذين لا يصلون "مع أن ظروفهم الصحية واحدة"(طبعا الأعمار بيد الله ).
كما ذكر الباحث أن تأدية الصلاة تبعث نوعاً من المكافحات في الجسم، كفيلة بالقضاء على الكوليسترول المرتفع، وهي أرخص علاج لهذا المرض.
وشرح أن التكاليف المرتفعة للعلاج من بعض الأمراض تؤثر على الموازنة الشخصيةمما يرفع نسبة التوتر العصبي لدى بعض الأشخاص، فتسبب لهم مضاعفات مرضية، بينما تبعث الصلاة على الاطمئنان وتبث في الجسم سكينة تؤدي مع الوقت إلى علاج مماثل للذي تقدمه الأدوية المرتفعة الثمن(مضادات القلق والاكتئاب)
وقدم الدكتور هال جردة مفصلة بأسعار بعض الأدوية في الصيدليات، ومدى تأثيرها على المصروف الشخصي، وتوابع هذا التأثير على الصحة النفسية والعضوية، وقارنها بمدى ما تحققه الراحة النفسية الناتجة عن تأدية الصلاة بشكل دوري، فتوصل إلى أن ممارسة الشعائر الدينية أرخص وأكثر فعالية وتطيل الأعمار، ومع ذلك نصح في دراسته الراغبين بطول العمر باستشارة الطبيب عند كل طارئ صحي.
***الفوائد الصحية للصلاة***
:والآن نصنف الفوائد التي تعودعلى الجسم من هذه الحركات البدنية المنتظمة فيتبين أن للصلاة فوائد صحية متعددة نذكر منها:
1-مرونة عضلات ومفاصل الجسم المختلفة:وقد وجد أن المصلين تندر بينهم أمراض العمود الفقري مثل اللمباجووعرق النسا وكذلك تندر بينهم التهابات المفاصل وتيبس المفاصل ومرض النقرس. وهذه النعمة العظيمة تدوم للمؤمنين يوم القيامة يوم الكرب العظيم فلا يجدون مشقة في السجود خضوعا وخشوعا لله سبحانه وتعالى يوم يدعون للسجود، بينما تتيبس أصلاب وظهورالمنافقين والكافرين فلا يستطيعون السجود.
2-تنشيط الدورةالدموية بالأوردة المحيطية:أ ) وضع اليد اليمنى على اليسرى: يمنع ركود الدم بالأطراف العليا ويحول دون تخثره بالأوردة، كما أن حركة التكبيرة هي بمثابة جرعة تنشيط للدورة الدموية بالأطراف من آن لآخر.
ب ) أثناء السجود: انبساط عضلات الربلة وانقباض عضلات السلق الأمامية تعمل على تدليك الأوعية الدموية وتنشيط الدورة الدموية بالساقين وتندر بذلك نسبة حدوث الدوالي وجلطات الأوردة العميقة بالساقين.
ج ) يفيد السجود: في إزالة الاحتقان الدموي عند منطقة الحوض والعجان، ولهذا تقل نسبة حدوث البواسير والنزيف الرحمي.
3-تنشيط الدورة الدموية المركزية:أثناء السجود كذلك الركوع ومع انقباض عضلات جدار البطن مع الضغط من الأحشاء يرتفع الحجاب الحاجز ويدفع الهواء أثناء الزفير قسرا وخاصة أنه أثناء السجود والركوع يكون التسبيح بصوت مهموس مما يؤدي إلى حدوث الزفير القسري أو الجبري. ويتولد عن هذا الزفير زيادة الضغط السلبي في تجويف الصدر مما يدفع بالدم الوريدي القادم من أطراف الجسم والمخ بسرعة إلى الأذين الأيمن ومنه إلى البطين الأيمن ويزداد بذلك إنتاج القلب.
4-تنشيط الدورة الدموية بالعنق:مع انخفاض وارتفاع الرأس أثناء الركوع والسجود الذي يتكرر ( 6 ) مرات بكل ركعة مع الالتفات يمين اويسارا عند التسليم تضمن هذه الحركات لفقرات العنق مرونة فائقة وتكون بمثابة حركة تدليك للأوعية الدموية مما يدفع بالدم إلى المخ ولهذا تندر بين المصلين أعراض التيهان و الخرف الشيخي. وهكذا فمع كل ركعة يزداد سريان الدم دفقة وتزداد ضربات القلب خفقة.
5-انشراح الصدر:ومع حدوث الزفيرالجبري تتخلص الرئتين من الهواء المحبوس المشبع بثاني أوكسيد الكربون ليحل محله هواء جديد مشبع بالأوكسجين مما يبعث على الحركة والنشاط. كما أن إفرازات الجهازالتنفسي المتراكمة في القصيبات الهوائية والقصبات والرغامى يسهل التخلص منها مما يزيد من انشراح الصدر عند التنفس مع المحافظة على مرونة الرئتين وتقوية عضلات التنفس وخاصة الاحتياطية.
وبعد فهذه كانت بإيجاز نبذة عما تحدثه الصلاة من بالغ الأثر من صفاء النفس وصحة البدن
وعسى أن نوجز كل ما سبق في كلمتين اعتاد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكني بهما عن بالغ الأثر للصلاة فكان يخاطب بلالا إذا أقام الصلاة فيقول: (( أقم الصلاة، أرحنا بها يا بلال))
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحزنه أمر فزع إلى الصلاة عملا بقوله تعالى:
((ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ( 97 ) فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ( 98)) سورة الحجر
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( جعلت قرة عيني في الصلاة))
ولقد أثبتت بحوث طبية مصرية أن أداء الصلاة والتأمل والتعبد هي من أهم المنشطات الطبيعي التي تساعد على إفراز هرمون الشباب الميلاتونين وبالتالي تؤخر أعراض الشيخوخة،وقال الدكتور مدحت الشاي استشاري التغذية والميكروبيولوجي في بحث علمي أن السلوك الشخصي له أثر فعال في صناعة هذا الهرمون المهم داخل الجسم
لمكافحة آثار الشيخوخة والتقدم في العمر كما أن تناول أطعمة معينة يلعب دورا مهما في إفرازه، وذكر أن صناعة هرمون الميلاتونين في الجسم لا تحتاج إلى استخدام العقارات الدوائية المصنعة بأشكالها المختلفة، وإنما اتباع سلوك غذائي ومعيشي مريح مع الراحة النفسية التي توفرها العبادات والابتعاد عن المهيجات السلوكية الضارة.
***خصوصيات كل صلاة***
صلاة الفجر: يستيقظ المسلم في الصباح ليصلي صلاة الصبح وهو على موعد مع ثلاثة تحولات مهمة الإستعداد لاستقبال الضوء في موعده - مما يخفض من نشاط الغدة الصنوبرية *وينقص الميلاتونين *وينشط العمليات الأخرى المرتبطة بالضوء * نهاية سيطرة الجهاز العصبي ( غير الودّي ) المهدّئ ليلاً -وانطلاق الجهاز ( الودّي ) المنشّط نهاراً الاستعداد لاستعمال الطاقة التي يوفرها -ارتفاع الكورتيزون صباحاً وهو ارتفاع يحدث ذاتياً وليس بسبب الحركة والنزول من الفراش بعد وضع الإستلقاء كما ان هرمون السيروتونين يرتفع في الدم وكذلك الأندروفين.
صلاة الظهر: يصلي المسلم الظهر وهو على موعد مع ثلاث تفاعلات مهم يهدئ نفسه بالصلاة إثر الإرتفاع الأول -لهرمون الأدرينالين آخر الصباح يهدئ نفسه من الناحية الجنسية -حيث يبلغ التستوستيرون قمته في الظهر
تطالب الساعة البيولوجية الجسم بزيادة الإمدادات -من الطاقة إذا لم يقع تناول وجبة سريعة وبذلك تكون الصلاة عاملاً مهدئاً للتوتر الحاصل من الجوع
صلاة العصر:مع التأكيد البالغ على أداء الصلاة لأنها مرتبطة بالقمة الثانية للأدرينالين وهي قمة يصحبها نشاط ملموس في عدة وظائف خاصة النشاط القلبي كما ان اكثر المضاعفات عند مرضى القلب تحدث بعد هذه الفتره مباشرة مما يدل على الحرج الذي يمر به العضوالحيوي في هذه الفترة ومن الطريف ان اكثر المضاعفات عند الأطفال حديثي الولادة تحدث أيضاً في هذه الفترة حيث ان موت الاطفال حديثي الولادة يبلغ اقصاه في الساعة الثانية بعد الظهر كما أن اكثر المضاعفات لديهم تحدث بين الثانية والرابعة بعد الظهر وهذا دليل آخر على صعوبة الفترة التي تلي الظهر بالنسبة للجسم عموماً والقلب خصوصاً، أغلب مشكلات الأطفال حديثي الولادة مشكلات قلبية تنفسية وحتى عند البالغين الأسوياء حيث تمر أجسامهم في هذه الفترة بصعوبة بالغة وذلك بارتفاع ببتيد خاص يؤدي إلى حوادث وكوراث رهيبة وتعمل صلاة العصر على توقف الإنسان عن أعماله ومنعه من الإنشغال بأي شيء آخر اتقاءً لهذه المضاعفات.
صلاة المغرب: فهي موعد التحول من الضوء إلى الظلام وهو عكس ما يحدث في صلاة الصبح ويزداد إفراز الميلاتونين بسبب بدء دخول الظلام فيحدث الإحساس بالنعاس والكسل وبالمقابل ينخفض السيروتين والكورتيزون والأندروفين
صلاة العشاء: في موعد الإنتقال من النشاط إلى الراحة عكس صلاة الصبح وتصبح محطة ثابتة لانتقال الجسم من سيطرة الجهاز العصبي الودّي إلى سيطرة الجهاز غير الودّي لذلك فقد يكون هذا هو السر في سنّة تأخير هذه الصلاة إلى قبيل النوم للإنتهاء من كل المشاغل ثم النوم مباشرة بعدها وفي هذا الوقت تنخفض حرارة الجسم ودقات قلبه وترتفع هرمونات الدم.
ومن الجدير بالملاحظة أن توافق هذه المواعيد الخمسة مع التحولات البيولوجية المهمة في الجسم يجعل من الصلوات الخمس منعكسات شرطية مؤثرة مع مرور الزمن فيمكن أن نتوقع أن كل صلاة تصبح في حد ذاتها إشارة لانطلاق عمليات ما حيث أن الثبات على نظام يومي في الحياة ذي محطات ثابتة كما يحدث في الصلاة مع مصاحبة مؤثر صوتي وهو الأذان يجعل الجسم يسير في نسق مترابط جداً مع البيئة الخارجية ونحصل من جراء ذلك على انسجام تام بين المواعيد البيولوجية داخل الجسم -والمواعيد الخارجية للمؤثرات البيئية كدورة الضوء ودورة الظلام والمواعيد الشرعية بإداء الصلوت الخمس في أوقاتها
***مضار ترك الصلاة***
1- عدم إقامة الصلاة مدعاة للخمول والكسل مما يؤدي إلى بلادة الذهن وخمود وظائف البدن
2- بردوة الدم وعدم تطهره وضعف حيويته، وكما هو معروف فإن الاعمال العضوية متوقفة على قوة الدم وجريانه في انحاء الجسم فهو الذي يحمل الاكسجين من الرئتين إلى جميع اجزاء الجسم ، ويوصل الغذاء إلى هذه الاجزاء ، وينقل جميع ما تحلل واستهلك من انسجتها إلى الاعضاء التي وظيفتها الافراز، والكسل موجب لضعف هذه الامور التي يتوقف عليها عمل الاعضاء المختلفة القائمة بضروريات الحياة.
3- حبس فضلات الجسم بسبب خمول الأعضاء وقلة الاحتراق.
4--تعرض الساقين للاصابة بمرض دوالي الساقين حيث تكثر الاصابة به بين غير المصلين.
5- عدم اداء الصلاة يؤدي إلى السمنة ويؤهب للاصابة بأمراض خطيرة ومنها اضطرابات في الجهاء الهضمي والعدة والامعاء ، وصعوبات في الجهاز التنفسي وخناق الصدر ، وارتفاع ضغط الدم ، ومرض البول السكري ، وامراض القلب وتصلب الشرايين ، وفشل لبعض الاعضاء كالقلب والرئتين ، وتورم الساقين والقدمين والتهاب المفاصل.
***أهمية الصلاة في الدين الإسلامي***
1-قال (عليه الصلاة والسلام)): (( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله))
2-أول أسباب الشقاء ترك الصلاة ،قال تعالى: ((قالوا لم نكُ من المصلين ولم نكُ نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين))
3-وقال (عليه الصلاة والسلام): ((إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة)) ((رواه مسلم].
4-وقال أيضا: (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر )) [رواهأحمد وأهل السنن بإسناد صحيح]
كاتب الموضوع
د.مؤيد إبراهيم الروح
الموضوع من إعداد: د.مؤيد إبراهيم الروح
لقد كشفت دراسة علمية ، نشرها الباحث الطبي الأميركي، الدكتور دانيال هال أن المواظبة على أداء الصلاة، تطيل الأعمار، وهي مضادة للقلق .
وأوضح الباحث أنه أجرى تجارب على مئات الأشخاص، واكتشف علاقة إيجابية بين طول العمر وممارسة الشعائر الدينية.
وأضاف أن المصلين يعيشون 3 سنوات وشهراً واحداً زيادة كمعدل عن الذين لا يصلون "مع أن ظروفهم الصحية واحدة"(طبعا الأعمار بيد الله ).
كما ذكر الباحث أن تأدية الصلاة تبعث نوعاً من المكافحات في الجسم، كفيلة بالقضاء على الكوليسترول المرتفع، وهي أرخص علاج لهذا المرض.
وشرح أن التكاليف المرتفعة للعلاج من بعض الأمراض تؤثر على الموازنة الشخصيةمما يرفع نسبة التوتر العصبي لدى بعض الأشخاص، فتسبب لهم مضاعفات مرضية، بينما تبعث الصلاة على الاطمئنان وتبث في الجسم سكينة تؤدي مع الوقت إلى علاج مماثل للذي تقدمه الأدوية المرتفعة الثمن(مضادات القلق والاكتئاب)
وقدم الدكتور هال جردة مفصلة بأسعار بعض الأدوية في الصيدليات، ومدى تأثيرها على المصروف الشخصي، وتوابع هذا التأثير على الصحة النفسية والعضوية، وقارنها بمدى ما تحققه الراحة النفسية الناتجة عن تأدية الصلاة بشكل دوري، فتوصل إلى أن ممارسة الشعائر الدينية أرخص وأكثر فعالية وتطيل الأعمار، ومع ذلك نصح في دراسته الراغبين بطول العمر باستشارة الطبيب عند كل طارئ صحي.
***الفوائد الصحية للصلاة***
:والآن نصنف الفوائد التي تعودعلى الجسم من هذه الحركات البدنية المنتظمة فيتبين أن للصلاة فوائد صحية متعددة نذكر منها:
1-مرونة عضلات ومفاصل الجسم المختلفة:وقد وجد أن المصلين تندر بينهم أمراض العمود الفقري مثل اللمباجووعرق النسا وكذلك تندر بينهم التهابات المفاصل وتيبس المفاصل ومرض النقرس. وهذه النعمة العظيمة تدوم للمؤمنين يوم القيامة يوم الكرب العظيم فلا يجدون مشقة في السجود خضوعا وخشوعا لله سبحانه وتعالى يوم يدعون للسجود، بينما تتيبس أصلاب وظهورالمنافقين والكافرين فلا يستطيعون السجود.
2-تنشيط الدورةالدموية بالأوردة المحيطية:أ ) وضع اليد اليمنى على اليسرى: يمنع ركود الدم بالأطراف العليا ويحول دون تخثره بالأوردة، كما أن حركة التكبيرة هي بمثابة جرعة تنشيط للدورة الدموية بالأطراف من آن لآخر.
ب ) أثناء السجود: انبساط عضلات الربلة وانقباض عضلات السلق الأمامية تعمل على تدليك الأوعية الدموية وتنشيط الدورة الدموية بالساقين وتندر بذلك نسبة حدوث الدوالي وجلطات الأوردة العميقة بالساقين.
ج ) يفيد السجود: في إزالة الاحتقان الدموي عند منطقة الحوض والعجان، ولهذا تقل نسبة حدوث البواسير والنزيف الرحمي.
3-تنشيط الدورة الدموية المركزية:أثناء السجود كذلك الركوع ومع انقباض عضلات جدار البطن مع الضغط من الأحشاء يرتفع الحجاب الحاجز ويدفع الهواء أثناء الزفير قسرا وخاصة أنه أثناء السجود والركوع يكون التسبيح بصوت مهموس مما يؤدي إلى حدوث الزفير القسري أو الجبري. ويتولد عن هذا الزفير زيادة الضغط السلبي في تجويف الصدر مما يدفع بالدم الوريدي القادم من أطراف الجسم والمخ بسرعة إلى الأذين الأيمن ومنه إلى البطين الأيمن ويزداد بذلك إنتاج القلب.
4-تنشيط الدورة الدموية بالعنق:مع انخفاض وارتفاع الرأس أثناء الركوع والسجود الذي يتكرر ( 6 ) مرات بكل ركعة مع الالتفات يمين اويسارا عند التسليم تضمن هذه الحركات لفقرات العنق مرونة فائقة وتكون بمثابة حركة تدليك للأوعية الدموية مما يدفع بالدم إلى المخ ولهذا تندر بين المصلين أعراض التيهان و الخرف الشيخي. وهكذا فمع كل ركعة يزداد سريان الدم دفقة وتزداد ضربات القلب خفقة.
5-انشراح الصدر:ومع حدوث الزفيرالجبري تتخلص الرئتين من الهواء المحبوس المشبع بثاني أوكسيد الكربون ليحل محله هواء جديد مشبع بالأوكسجين مما يبعث على الحركة والنشاط. كما أن إفرازات الجهازالتنفسي المتراكمة في القصيبات الهوائية والقصبات والرغامى يسهل التخلص منها مما يزيد من انشراح الصدر عند التنفس مع المحافظة على مرونة الرئتين وتقوية عضلات التنفس وخاصة الاحتياطية.
وبعد فهذه كانت بإيجاز نبذة عما تحدثه الصلاة من بالغ الأثر من صفاء النفس وصحة البدن
وعسى أن نوجز كل ما سبق في كلمتين اعتاد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكني بهما عن بالغ الأثر للصلاة فكان يخاطب بلالا إذا أقام الصلاة فيقول: (( أقم الصلاة، أرحنا بها يا بلال))
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحزنه أمر فزع إلى الصلاة عملا بقوله تعالى:
((ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ( 97 ) فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ( 98)) سورة الحجر
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( جعلت قرة عيني في الصلاة))
ولقد أثبتت بحوث طبية مصرية أن أداء الصلاة والتأمل والتعبد هي من أهم المنشطات الطبيعي التي تساعد على إفراز هرمون الشباب الميلاتونين وبالتالي تؤخر أعراض الشيخوخة،وقال الدكتور مدحت الشاي استشاري التغذية والميكروبيولوجي في بحث علمي أن السلوك الشخصي له أثر فعال في صناعة هذا الهرمون المهم داخل الجسم
لمكافحة آثار الشيخوخة والتقدم في العمر كما أن تناول أطعمة معينة يلعب دورا مهما في إفرازه، وذكر أن صناعة هرمون الميلاتونين في الجسم لا تحتاج إلى استخدام العقارات الدوائية المصنعة بأشكالها المختلفة، وإنما اتباع سلوك غذائي ومعيشي مريح مع الراحة النفسية التي توفرها العبادات والابتعاد عن المهيجات السلوكية الضارة.
***خصوصيات كل صلاة***
صلاة الفجر: يستيقظ المسلم في الصباح ليصلي صلاة الصبح وهو على موعد مع ثلاثة تحولات مهمة الإستعداد لاستقبال الضوء في موعده - مما يخفض من نشاط الغدة الصنوبرية *وينقص الميلاتونين *وينشط العمليات الأخرى المرتبطة بالضوء * نهاية سيطرة الجهاز العصبي ( غير الودّي ) المهدّئ ليلاً -وانطلاق الجهاز ( الودّي ) المنشّط نهاراً الاستعداد لاستعمال الطاقة التي يوفرها -ارتفاع الكورتيزون صباحاً وهو ارتفاع يحدث ذاتياً وليس بسبب الحركة والنزول من الفراش بعد وضع الإستلقاء كما ان هرمون السيروتونين يرتفع في الدم وكذلك الأندروفين.
صلاة الظهر: يصلي المسلم الظهر وهو على موعد مع ثلاث تفاعلات مهم يهدئ نفسه بالصلاة إثر الإرتفاع الأول -لهرمون الأدرينالين آخر الصباح يهدئ نفسه من الناحية الجنسية -حيث يبلغ التستوستيرون قمته في الظهر
تطالب الساعة البيولوجية الجسم بزيادة الإمدادات -من الطاقة إذا لم يقع تناول وجبة سريعة وبذلك تكون الصلاة عاملاً مهدئاً للتوتر الحاصل من الجوع
صلاة العصر:مع التأكيد البالغ على أداء الصلاة لأنها مرتبطة بالقمة الثانية للأدرينالين وهي قمة يصحبها نشاط ملموس في عدة وظائف خاصة النشاط القلبي كما ان اكثر المضاعفات عند مرضى القلب تحدث بعد هذه الفتره مباشرة مما يدل على الحرج الذي يمر به العضوالحيوي في هذه الفترة ومن الطريف ان اكثر المضاعفات عند الأطفال حديثي الولادة تحدث أيضاً في هذه الفترة حيث ان موت الاطفال حديثي الولادة يبلغ اقصاه في الساعة الثانية بعد الظهر كما أن اكثر المضاعفات لديهم تحدث بين الثانية والرابعة بعد الظهر وهذا دليل آخر على صعوبة الفترة التي تلي الظهر بالنسبة للجسم عموماً والقلب خصوصاً، أغلب مشكلات الأطفال حديثي الولادة مشكلات قلبية تنفسية وحتى عند البالغين الأسوياء حيث تمر أجسامهم في هذه الفترة بصعوبة بالغة وذلك بارتفاع ببتيد خاص يؤدي إلى حوادث وكوراث رهيبة وتعمل صلاة العصر على توقف الإنسان عن أعماله ومنعه من الإنشغال بأي شيء آخر اتقاءً لهذه المضاعفات.
صلاة المغرب: فهي موعد التحول من الضوء إلى الظلام وهو عكس ما يحدث في صلاة الصبح ويزداد إفراز الميلاتونين بسبب بدء دخول الظلام فيحدث الإحساس بالنعاس والكسل وبالمقابل ينخفض السيروتين والكورتيزون والأندروفين
صلاة العشاء: في موعد الإنتقال من النشاط إلى الراحة عكس صلاة الصبح وتصبح محطة ثابتة لانتقال الجسم من سيطرة الجهاز العصبي الودّي إلى سيطرة الجهاز غير الودّي لذلك فقد يكون هذا هو السر في سنّة تأخير هذه الصلاة إلى قبيل النوم للإنتهاء من كل المشاغل ثم النوم مباشرة بعدها وفي هذا الوقت تنخفض حرارة الجسم ودقات قلبه وترتفع هرمونات الدم.
ومن الجدير بالملاحظة أن توافق هذه المواعيد الخمسة مع التحولات البيولوجية المهمة في الجسم يجعل من الصلوات الخمس منعكسات شرطية مؤثرة مع مرور الزمن فيمكن أن نتوقع أن كل صلاة تصبح في حد ذاتها إشارة لانطلاق عمليات ما حيث أن الثبات على نظام يومي في الحياة ذي محطات ثابتة كما يحدث في الصلاة مع مصاحبة مؤثر صوتي وهو الأذان يجعل الجسم يسير في نسق مترابط جداً مع البيئة الخارجية ونحصل من جراء ذلك على انسجام تام بين المواعيد البيولوجية داخل الجسم -والمواعيد الخارجية للمؤثرات البيئية كدورة الضوء ودورة الظلام والمواعيد الشرعية بإداء الصلوت الخمس في أوقاتها
***مضار ترك الصلاة***
1- عدم إقامة الصلاة مدعاة للخمول والكسل مما يؤدي إلى بلادة الذهن وخمود وظائف البدن
2- بردوة الدم وعدم تطهره وضعف حيويته، وكما هو معروف فإن الاعمال العضوية متوقفة على قوة الدم وجريانه في انحاء الجسم فهو الذي يحمل الاكسجين من الرئتين إلى جميع اجزاء الجسم ، ويوصل الغذاء إلى هذه الاجزاء ، وينقل جميع ما تحلل واستهلك من انسجتها إلى الاعضاء التي وظيفتها الافراز، والكسل موجب لضعف هذه الامور التي يتوقف عليها عمل الاعضاء المختلفة القائمة بضروريات الحياة.
3- حبس فضلات الجسم بسبب خمول الأعضاء وقلة الاحتراق.
4--تعرض الساقين للاصابة بمرض دوالي الساقين حيث تكثر الاصابة به بين غير المصلين.
5- عدم اداء الصلاة يؤدي إلى السمنة ويؤهب للاصابة بأمراض خطيرة ومنها اضطرابات في الجهاء الهضمي والعدة والامعاء ، وصعوبات في الجهاز التنفسي وخناق الصدر ، وارتفاع ضغط الدم ، ومرض البول السكري ، وامراض القلب وتصلب الشرايين ، وفشل لبعض الاعضاء كالقلب والرئتين ، وتورم الساقين والقدمين والتهاب المفاصل.
***أهمية الصلاة في الدين الإسلامي***
1-قال (عليه الصلاة والسلام)): (( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله))
2-أول أسباب الشقاء ترك الصلاة ،قال تعالى: ((قالوا لم نكُ من المصلين ولم نكُ نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين))
3-وقال (عليه الصلاة والسلام): ((إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة)) ((رواه مسلم].
4-وقال أيضا: (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر )) [رواهأحمد وأهل السنن بإسناد صحيح]
كاتب الموضوع
د.مؤيد إبراهيم الروح