كسور العظم الزورقي((SCAPHOID FRACTURES))
تقدر نسبة حدوث كسور العظم الزورقي بنسبة75% من كل كسور عظام رسغ اليد.ويكثر مشاهدتها في سن الشباب وتقل بسن الكهولة والأطفال.
قد تترافق الكسور بحالات تمزق أربطة عظمي الزورقي و الهلالي مما ينتج عنه دوران وتبدل نحو ظهر الرسغ لعظم الهلالي.
ماهي ميكانيكية الإصابة وآلية حدوث الكسر؟؟ مع لمحة عن التشريح المرضي:
يتوضع العظم الزورقي بشكل مائل عبر صفين من عظام رسغ اليد, ومكانه يعتبر مكان حصول جهد وتحميل وضغط والذي ينجم من انتقال القوة من إبهام اليد عبر العظم الزورقي ,,ثم تنتقل القوة نحو الساعد ثم الذراع .
إن مزيج من حركات الرسغ القوية المؤثرة والتي تحصل عند وقوع المريض أرضاً , وكمحاولة من المريض للدفاع عن النفس وحماية نفسه,, بأن يتلافى الإصابة,,, فإنه يستقبل الصدمة على الأرض بيده واليد تكون بوضعية الإنحناء بالعطف الظهري. مما يولد ضغطاً شديداً(outstretched hand in dorsal flexion positon)
على عظم الزورقي ومن ثم ينكسر العظم لعدم تحمله لتلك القوة الضاغطة.
من حسن الحظ أن معظم كسور العظم الزورقي تكون ثابتة, وغير الثابتة تسبب في انزياح قطعة من العظم المكسورة وابتعادها عن خط الكسر.وقد تبتعد القطعة المكسورة باتجاه ظهر الرسغ وتحدث منظراً تشوهياً كالإنتباج والإنتفاخ أو التورم المُمِض.
إن تغذية العظم الزورقي بالتروية الدموية يأتي من الناحية المركزية للساعد باتجاه اليد وعندما يحصل الكسر, قد يحدث عدم التحام أوعدم شفاء, بسبب تأذي التروية الدوية للقطعة المنكسرة ويكون بنسبة1% في حالة كسر القطعة البعيدة و20% للقطعة المتوسطة و40% للقطعة المركزية(أي القريبة للساعد)
حالة المريض السريرية:
قد يكون المريض طبيعياً أي لا يشكو من شيء بعد حصول الإصابة مباشرة ,,وقد يتألم في منطقة من ظهر الرسغ تدعى(منشقة المشرحين هي فوق العظم الزورقي وأقرب للعظم الكعبري في الرسغ.)
وكذلك فإنها تكون ممضة وبالضغط على الإبهام باتجاه الساعد يزداد الألم.كما قد يحصل التورم والإنتفاخ بظهر الرسغ,وإن طلب من المريض عطف رسغ اليد نحو الخلف(عطف ظهري) فإنه سيشعر بالألم الشديد..
الفحص الإشعاعي:
هام جداً ويجب أن يتم بثلاثة أوضاع(خلفي أمامي-جانبي-مائل) حيث غالباً ما يظهر خط الكسر بالوضع المائل ,,أو ما يسمى وضع الزورقي.
لكنه في بعض الكسور الحديثة لا يظهر خط الكسر إلا بعد انقضاء فترة من أسبوع إلى اسبوعين بعد الكسر ,,وبعد ارتشاف النزف الدموي بمكان الكسر,,لذلك يجب معالجة اشتباه كسر الزورقي كما أنه موجود أي تطبيق الجهاز الجبسي المناسب,, ومن ثم الطلب من المريض إعادة الصورة بعد عشرة أيام للتأكد.وأحيانا نلجأ للتصوير المحوري الطبقي (كات سكان)
يجب دراسة الصور الشعاعية جيدا ويجب التمعن بها ملياً والبحث عن تبدل أو تباعد. وخط الكسر غالباً ما يكون معترضاً في منطقة وسط العظم الزورقي أي خصر العظم.أو قد يكون بأمكنة أخرى كحدبة العظم الزورقي الذي يعامل علاجياً معاملة الإلتواء أو الوثي.بتطبيق جبيرة ورباط ضاغط.
علاج الكسور:
في حالة الكسور غير المتبدلة أو المبتعدة:
هذا النوع من الكسور لا يحتاج إلى رد للكسر,يجب تطبيق جهاز من الجبس يمتد من أعلى الساعد إلى قرب المفاصل المشطية السلامية بوضعية تشبه إمساك الكأس للشرب ويجب تثبيت السلامية الأولى للإبهام مع الجهاز الجبسي( وضعيةالزورقي)أي اليد بالإنعطاف الظهري, ويجب إبقاء الجهاز الجبسي لمدة زمنية تقدر بستة أسابيع على أن يفك الجبس بعيادة الطبيب ويعاد فحص المريض فإن لم يظهر مضضص وألم مكان الكسر وكانت الصور الشعاعية تبدي التحام للكسر عندها يكتفى بالتثبيت ويطلب من المريض العلاج الطبيعي, وإن ظهر مضض مكان الفحص ولم يظهر التحام للكسر شعاعياً فيجب وضع جهاز جبسي ثانٍ وتمديد التثبيت فترة أسبوعين آخرين.ومن ثم يعاد فحصه.
وإن ظهر عدم التحام فيمدد التثبيت أيضاً وحتى ستة أسابيع أخرى..مع العلم أن الإلتحام التام قد يأخذ شهوراً كي يكتمل في الإلتحام شعاعياً.. ومن صفات الشفاء أن يكون الرسغ غير مؤلم.وإن أظهرت الأشعة وجود امتصاص عظمي أو تجاويف داخل الزورقي وحول الكسر وبعد أشهر متعددة, هنا نفكر بمعاملة الكسر كحالة عدم التئام ونفكر بالعمل الجراحي والتطعيم العظمي مع التثبيت الداخلي ببرغي اسفنجي ضاغط. الذي يسرع بالشفاء ويقلل من فترات التثبيت.
الإختلاطات:
1-التموت اللاوعائي: خاصة للقطعة المنكسرة والمركزية القريبة للساعد فقد يحدث لها تموت وتظهر بالأشعة بعد 2-3 شهر بشكل زيادة بالكثافة العظمية(ابيضاض) وقد تعود لها التروية الدموية بعد سنوات وتلتئم من جديد بشكل نظري.والتموت قد يسبب التهاب مفصل رسغ تنكسي ثانوي.
إن التطعيم العظمي للكسر المتأخر بالإندمال يمكن أن يكون ناجحاً. ولكن إن بقي الألم موجوداً فيمكن أن نفكر بعمل جراحي ألا وهو استئصال القطعة المتموتة أو التثبيت العظمي للرسغ(إيثاق)
بحالة عدم شفاء الكسر:
أي بعد انقضاء 3 أشهر على الأقل من تاريخ الكسر,لابد من التطعيم العظمي وخاصة عند الشباب.
وبحالة وجود الإلتهاب التنكسي الثانوي قد نجأ إلى أحد هذين الحلين عبر الفتح الظهري وبعد تحضير طعم عظمي يؤخذ من العرف الحرقفي العلوي يشمل نوعين من العظم القشري والاسفنجي بشكل اسفيني.ومن ثم يوضع مكان الكسر ويدخل البرغي الاسفنجي داخل العظم مع الضغط للقطعتين.أو إدخال سيخ كيرشنر.وإن فشلت هذه التقنيات نلجأ للتطعيم الحي ذي الوعاء أو المُوَعَّى بالشريان الدموي, وأخيرا بحالة الفشل نلجأ للإيثاق رباعي الزاوية مع استئصال الصف المركزي لكل صف الرسغ المكزي . مع الإيثاق الكعبري الرسغي.
وجود عدم الإلتحام عند كبار السن يترك وشأنه ولا حاجة للجراحة.
ويوجد حل جراحي بحالة وجود الإلتهاب التنكسي الثانوي وهو استئصال الناتىء الكعبري الإبري.
الخلاصة:
هذا الكسر من أكثر كسور عظام رسغ اليد حدوثاً ويجب الإنتباه جيداً لطريقة علاجه الصحيحة ... ويجب عدم الإغفال عن تشخيصه ,,لأن الغفلة تؤدي إلى مشاكل واختلاطات لا تحمد عواقبها.. نصيحتي:
بحالة الوقوع أرضاً وشعور المريض بالألم بالرسغ يجب أخذ الأمر بمحمل الجد والإسراع إلى إخصائي جراحة العظام وإجراء الصور الشعاعية قبل أن نقول سبق السيف العذل أو واحسرتاه...