لقد فشل التقدم العلمي في إطالة عمر الإنسان ، فما أن يتجاوز الأربعين حتى تبدأ علامات التقدم بالعمر من شعر رمادي، وجلد متعب تملؤه التجاعيد بالظهور... ليتبعها فيما بعد العديد من العلامات الأخرى. وإذا أمعنا النظر بالسبب فهو يرجع إلى بطء عملية نمو وانقسام الخلايا، وبالتالي ضعف أداء مختلف الأعضاء في الجسم. الوقت، هو العامل الوحيد الذي يمكنه إظهار التغيرات الجذرية في البشرة، تلك البشرة التي كانت يوماً ما ناعمة ومتألقة كبشرة الأطفال، ما تلبث أن تصبح خشنة وتغطيها التجاعيد.
وهناك سبب لكل هذا، تعد البشرة أكبر عضو في جسم الإنسان، وتصل مساحتها تقريباً إلى 21 قدم مربع، فهي تتأثر بأدنى تغير قد يصيب الأعضاء الأخرى. فنوعية الطعام وأسلوب حياتك يؤديان إلى بشرة صحية وأكثر نعومة. ولا تنسى أن الأفضل لبشرتك سيكون بلا أدنى شك الأفضل لصحتك بشكل عام: الطعام قليل الدسم والغني بالألياف، الخضروات والحبوب وتناول كمية كافية من الماء والنوم الليلي المناسب... وليس في عطلة نهاية الأسبوع فقط!!!
التمارين الرياضية ضرورية أيضاً فهي تنشط القلب وتفتح المسامات، وتزيد من فعالية عملية التمثيل الغذائي كما أن التعرق يسمح لبدنك بتنظيف نفسه.
ويؤثر التوتر بشكل سلبي على بشرتنا، وغالباً ما تؤدي التغيرات الداخلية في جسمنا إلى آثار خارجية، وهناك صلة قوية بين العقل والمشاعر من جهة وصحة بشرتنا من جهة أخرى. والعلاقة نابعة على ما يبدو من جهاز المناعة وطريقته في الدفاع عن الجسم في حالة التوتر المزمن.
لذا من الضروري أن يتمكن الشخص من السيطرة على مصادر التوتر في حياته اليومية والإلمام بكيفية تجنبها. و التمرن على تقنيات الاسترخاء، رد الفعل الحيوي وتدريبات التنفس التي يمكنها جميعاً أن تقلل من عوامل التوتر والآثار السلبية على بشرتنا.
لا تعد الشيخوخة مرضاً بل هي ظاهرة معقدة تعرف على أنها ضعف القدرة على التكيف مع البيئة المحيطة. مع التقدم بالعمر تبدأ العلامات الحيوية مثل الهرمونات بالانخفاض التدريجي بالإضافة إلى قصور المستقبلات. ولهذه الأسباب يبدأ جهاز المناعة بفقدان توازنه ما يؤدي إلى ظهور الأمراض المرتبطة بالسن. ولهذا تتوجه جميع الجهود البحثية نحو محاربة انخفاض الهرمونات في الأنظمة والمستقبلات الخلوية، بالإضافة إلى معالجة الخلل في النظام الحيوي للجسم.
تؤثر عوامل كثيرة أخرى سلبا على الجلد مثل التدخين الذي يسرع من عملية التقدم بالعمر قبل الأوان بسبب زيادة عملية الأكسدة، مما يبطئ عملية التجديد الطبيعي للجلد. وقال د.ناي: "لقد تبين أن الأشعة الشمسية تؤثر سلباً على الجلد، وخاصة في حالة التعرض لساعات طويلة الشمس ويمكن أن يكون الاستلقاء لساعات طويلة على الشاطئ أكثر ضرراً مما تعتقدون."
وأشار الدكتور ناي في حديثه إلى العرب، وخاصة النساء يحاولون بجدية حماية بشرتهم على مدار العام، وقال: "من خلال خبرتي مع المرضى العرب الذين أعالجهم لاحظت أن بشرتهم تقاوم أكثر عوامل الطقس، والتقدم بالعمر، كما أن بشرتهم أقل عرضة للأمراض الجلدية مثل الأكزيما. ولكن بشرتهم حساسة نوعاً ما وخاصة للتعرض للشمس لذا عليهم استخدام المزيد من الزيوت الواقية."
في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الخليج بشكل عام، تؤثر الطبيعة القاسية مثل الشمس، الرياح والغبار على البشرة بشكل سلبي، وهذا ما يفسر العناية الإضافية التي تتطلبها البشرة وخاصة بشرة النساء في هذه المنطقة. كما تتطلب بالإضافة إلى استخدام الزيوت الواقية تجنب التعرض لأشعة الشمس في ساعات الظهيرة.
وبسبب نسبة الميلانين العالية في بشرتهم، تتجنب النساء التعرض للشمس وتغيير لونهن، ويستخدمن بدل ذلك عناصر طبيعية كاللبن والخيار، هذه الطريقة التقليدية الفعالة التي اعتادتها النساء قديماً في تلك المنطقة للحفاظ على بشرتهن ناعمة وطرية.
"ومع تقدمنا في السن" يقول د.ناي: "ينمو الجلد معنا، وتبدأ التجاعيد بالظهور، وتبدأ الإشارات الحيوية مثل الهرمونات - وهي العناصر البيولوجية المنظمة للعديد من العمليات الهامة في الجسم - بالانخفاض تدريجياً.
الرجال كما النساء، يهتمون ببشرتهم بشكل يومي ويحاولون تطهيرها وترطيبها للمحافظة على البشرة والمظهر الخارجي السليم. تشكل البشرة خط الدفاع الأول ضد المرض والجراثيم، لذا يجب العناية بها بشكل إضافي وينبغي التأكد من عدم تقدم البشرة بالعمر قبل الأوان. البشرة، وخاصة لدى الذكور، تكون غنية بالإيلاستين والكولاجين. مع تقدمنا بالعمر تطرأ تغيرات بيوكيميائية على نسب الإيلاستين والكولاجين، وهذه العناصر تمنح البشرة التألق والمرونة. ورغم أن عملية شيخوخة الجلد هي نفسها لدى الرجل والمرأة، لكن الأدمة لدى الرجل عادة ما تكون أسمك وأغنى بالكولاجين وغالبا ما تكون دهنية أكثر من المرأة. ولكن رغم هذا يبقى التضرر من العوامل البيئية واحداً، ربما كان الرجل أكثر قدرة على مقاومه الأمراض الجلدية. لكن لا يعني هذا إهمال العناية المطلوبة للبشرة.
ويكمل د. ناي: "عندما نبلغ سن 40-50، يأخذ مستوى الكولاجين في الأدمة بالنقصان، ما يسبب بالتالي التجاعيد، وفي هذه الحالة لا تفلح الرعاية الإضافية للبشرة بمنع ظهور علامات الشيخوخة."
قبل بضعة عقود اعتبر الجميع وجود دواء يؤخر ظهور علامات الشيخوخة ضرباً من الخيال. لكن الآن بعد كل هذه السنين وبعد إجراء العديد من الدراسات والبحوث الطبية البحوث بات الحلم حقيقة علمية.
ويعد الطب المتخصص بتأخير علامات الشيخوخة علماً قائماً بحد ذاته، تهتم به العديد من المؤسسات العلمية الكبرى، بحيث تهتم بالكشف، الوقاية وعلاج الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن.
تشتهر كلينيك لا بيرير في مونترو بسويسرا، عالمياً بتقنية الCLP وهي إعادة إحياء نسيج البشرة، الطريقة التي تتعامل بفعالية مع الخلل في الجهاز المناعي، وتبطئ عملية الشيخوخة. وقد أدت العديد من الأبحاث التي قامت بها كلينيك لا بيرير - سويسرا في مجال "عملية الشيخوخة" على مدى عقود، عن اكتشافات وعلاجات جديدة في الجهاز المناعي.
ويقول الدكتور ثيري والي رئيس الأطباء في كلينيك لا بيرير: "أقام الخبراء في مركزنا سلسلة من التجارب على إعادة إحياء الخلايا، واكتشفوا أن الخلايا تحتوي محتوى مقاوم لعلامات التقدم بالسن أو حتى يمكنه عكس العملية، عبر إعادة النظام المناعي إلى توازنه، الذي عادة ما يفقده عند التقدم في السن مؤدياً إلى الإصابة بالعديد من الأمراض. وكانت ثمرة هذه الأبحاث حقنة إعادة إحياء الخلايا CLPعام 1988.
إعادة إحياء الخلايا CLP:
تستخلص الحقنة من كبد أجنة الأغنام قبل 14 يوماً من ولادتها بحيث يتم معالجتها فوراً من قبل الأخصائيين في شروط صارمة من التعقيم. تعطى حقنة في العضل للمريض قبل تعقدها من قبل الممرضات المتخصصات مرتين على التوالي حقنة واحدة في اليوم ، يومي الأربعاء والخميس. يجرى فحص لداخل الجلد لاختبار فعاليتها، وللتأكد من عدم وجود حساسية أو تفاعلات فرط الحساسية. بالإضافة إلى مراقبة المريض لمدة ساعتين بعد الحقن لتجنب أي آثار جانبية غير مرغوبة، بعدها يعود المريض لاستئناف حياته الطبيعية داخل المستشفى. بعيداً عن أي قيود إضافية، قد ينصح الطبيب بالانتباه إلى عدة نقاط:
يمنع ممارسة أي نشاط رياضي حتى اليوم التالي، وتحديد الأنشطة بالسير، الاسترخاء والحركات البسيطة.
يجب أن يمتنع المريض عن التدخين وشرب الكحول لبضعة أيام.
لا يسمح بحمام البخار أو الحمامات التركية في نفس اليوم.
ينبغي تجنب التعرض للشمس لمدة يومين بعد الحقن.
تنشط الحقنة عمل الخلايا المسنة، والأنشطة الحيوية، كما تعيد التوازن إلى الجهاز المناعي عبر تفعيل الخلايا المناعية. كما أظهرت الدراسات في كلينيك لا بيرير أن خلايا الأورام تتأثر أيضاً بالحقنة وذلك بسبب تحفيز الجهاز المناعي. بسبب احتوائها على مادة مضادة للأورام، كما تقاوم الحقنة العديد من الأمراض مثل:
أعراض سن اليأس
هشاشة العظام
العجز الهرموني
عجز الذاكرة وقلة التركيز
نقص الشهية
انخفاض الطاقة والقدرة على الشفاء من المرض
اضطرابات النوم
تأخير شفاء الإصابات
حساسية التنفس
داء الشقيقة
الأمراض المرتبطة بتقدم السن.
ولا تعد كلينيك لابيرير في سويسرا رائدة في هذا المجال عالمياً فحسب، بل تعد من بين المراجع العالمية للطب الوقائي وفي تأخير ظهور علامات التقدم بالسن. وقد أنشئ كلينيك لابيرير عام 1931 وبات حالياً من المراكز الرائدة في إجراء الأبحاث والأول في مجال إعادة إحياء الخلايا.
نصائح أخرى من قسم التشخيص بكلينيك لا بيرير:
يحذر الدكتور رولاند ناي من مخاطر أشعة الشمس، ويقول: نعم ضوء الشمس مهم لأجسادنا وخاصة في إنتاج فيتامين د الذي يلعب دورا هاما في صحة الجلد. لكن من المهم أن نؤكد على علم بأن الكثير من أشعه الشمس فوق البنفسجيه يحفز (الميلانوسيتس ميلانين) ومؤدياً بالتالي إلى دمار اليلاستين كولاجين، بحيث تصبح الشيخوخة المبكرة واقعاً."
وحتى في الحجرات المغلقة وصالونات التجميل يمكن أن تتسبب الأشعة فوق البنفسجية في الشيء نفسه وان كان بدرجه اقل. ولا يمكن للزيوت الحماية بشكل كامل من الشمس. يبقى الوعي هو الأساس ويجب على الجميع البدء بتحمل مسؤولية صحتهم. نحن الأطباء، نجدد تحذير المرضى من مخاطر أشعة الشمس، سواء كانت في الخارج أو الداخل. عليهم ألا يتعرضون لأشعة الشمس لفترات طويلة وتجنب ساعات الذروة كما يفضل استخدام مرطبات الجلد بشكل دائم للتخفيف من الضرر.
أخصائية التغذية كريستين غوغنيات تضم صوتها لصوت الدكتور ناي وتتحدث عن كيفية الحد من ظهور علامات الشيخوخة. وتؤكد على أهمية الحبوب والألياف (الفاكهة والخضار) على الأقل كل ثلاثة مرات يومياً. والسبب يعود في رأيها إلى الدور الذي يلعبه ارتفاع مستوى الألياف والفيتامينات المضادة للأكسدة في الحماية من أمراض القلب والسرطان والسكري والسمنة، وتعزيز الصحة العامة.
وتضيف كريستين: "اللياقة البدنية والنشاطات اليومية يجب أن ترافق أي نظام صحي"، بينما يقول مدير اللياقة الشخصية والمدرب فيكتور فرانسوا "تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام تظهر لديهم العديد من المظاهر الصحية مثل زيادة الطاقة، النوم الجيد والتعامل مع الإجهاد بشكل أفضل. لذا نلاحظ أن الرياضيين نادراً ما يعانون من الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن. لدينا فريق من المدربين والمعدات المتطورة في كلينيك لا بيرير لمساعدة المرضى في الاعتياد على التمارين المفيدة لهم."
وتضيف أخصائية التجميل ستيفاني كارنال رأيها أيضاً وتقول: "إن استرخاء جميع أعضاء الجسم عبر العديد من الطرق والتمارين، يعطيك المزيد من الحيوية ويقضي على التوتر من خلال إزالة السموم من الجسم والسماح للمزيد من الأوكسجين بالدخول إلى الخلايا. إن علاجاتنا الخاصة تمنح مظهراً أكثر صحة وليس خارجياً فقط وإنما داخلياً أيضاً، وتعطي جميع أنحاء الجسم بما في ذلك الوجه، مظهراً أكثر شبابا وتألقا."