شهر رمضان شهر الصوم ولهذا الشهر طابعه الخاص واحتياجاته الخاصة أيضاً وبالذات لمن يعانون أمراضاً مزمنة كأمراض القلب والكلية والسكري، ولذا كثرت الدراسات عن فئة الصائمين المعانين من هذه الأمراض في محاولة للإجابة عن سؤال هل أستطيع صيام رمضان هذا العام؟
من بين أكثر الأمراض السالفة الذكر شيوعاً «داء السكري» والذي يصنف إلى عدة أنماط هي الأول والثاني والسكري الحملي وهناك مجموعة من المضاعفات لصيام من يعاني هذا المرض كانخفاض سكر الدم أو ارتفاعه إضافة لانخفاض أو حدوث الحماض الكيتوني السكري وتصل الأمور لحد التجفاف أو الخثرات، وهناك حالات لا يستطب فيها الصوم أبداً، بل يعتبر الصوم فيها خطراً على صحة الإنسان وسلامته حسب دراسة لجمعية مرضى السكري ومن تلك الحالات سوابق نقص سكر دم شديد خلال الأشهر الثلاثة السابقة لرمضان، وسوابق نقص متكرر لسكر الدم، وسوابق نقص سكر دم لم يُول ما يستحقه من اهتمام، وسوابق ضبط سيئ مستمر لسكر الدم، وسوابق حماض كيتوني سكري خلال الأشهر الثلاثة السابقة لرمضان، ولا يجوز أيضاً الصيام في حالة داء السكري من النمط الأول، أو في حال وجود مرض حاد طارئ على الداء السكري، وفي حال سوابق غيبوبة فرط سكر الدم المفرط التناضح خلال الأشهر الثلاثة السابقة لرمضان، أو العمل البدني الشاق والمرهق، وكذلك في حالات الحمل.
وأضافت الدراسة لجميع ما سبق من حالات التي لا يستطب الصيام فيها حالة فرط سكر الدم المتوسط الشدة (150-300 مغ/ دل)، وخضاب سكري HbA1c- (7.5-9%)، أو قصور (فشل) كلوي، أو مضاعفات متفاقمة ذات علاقة بإصابة الشرايين الكبيرة كنقص تروية قلبي أو دماغي، أو نقص تروية الأطراف، وحتى لا يستطب الصيام في حالة العيش وحيداً من دون صحبة رغم العلاج بالأنسولين أو خافضات السكر من فئة السلفونيل يوريا، أو العيش في مكان منعزل بعيداً عن الناس، أو في حال وجود عوامل مرافقة لأمراض تزيد من الأخطار الصحية، أو كبر السن واعتلال الصحة، أو في حال تناول الأدوية المؤثرة على الذاكرة.
لكن الدراسة تحدثت عن الفئة ذات الخطر الضئيل بحسب تعبيرها وهي الثالثة من مرض السكري وهي تخص المرضى المعالجين بالأدوية محرضة إفراز الأنسولين قصيرة المفعول مثل ريباغلينايد، أو المعالجين بالميتفورمين أو الثيازوليدينديون، والذين يتمتعون بضبط جيد للسكري وبصحة جيدة وبشكل عام فإن المرضى من النمط الأول ينصحون بعدم الصيام، أما المرضى من النمط الثاني والذين لديهم سكري غير منضبط، ويتناولون خافضات سكر فموية مديدة المفعول، فهم كذلك لا ينصحون بالصيام، أما المرضى الذين لديهم سكري مضبوط، وخضاب دون 7%، والذين لا يعانون من مشاكل صحية ذات أهمية، فيمكنهم الصيام وقد يكون الصيام مفيداً لهم إذا كانوا يعالجون بالحمية السكرية والميتفورمين. ولا مانع من الصيام إذا كان السكري مضبوطاً وكانت خافضات السكر الفموية قصيرة المفعول وتستخدم بجرعات منخفضة نسبياً وقت السحور والفطور فقط.
ورغم جميع ما سبق تبين الدراسة أن 43% من النمط الأول السكري يصومون و79% من النمط الثاني يتبعونهم في رمضان، ولذا كان لا بد من الحديث عن بعض الإرشادات المتعلقة بتدبير السكري أثناء الصيام ومنها قياس سكر الدم عدة مرات، ووضع تفاصيل النظام الغذائي الملائم للسكريين أثناء الصيام، وهناك نصائح متعلقة بالجهد العضلي والتقليل منه، وأهداف النظام الغذائي لمريض السكري هو ضبط مستوى السكر في الدم والمحافظة على وزن صحي وتجنب المضاعفات الناتجة عن هبوط نسبة السكر في الدم أو ارتفاعها أو حالات التجفاف أو الجلطات.
ومن الإرشادات العامة لمرضى السكري الذين يصومون شهر رمضان أيضاً تناول وجبتي الإفطار والسحور مع سناك بينهما، وتناول السحور قبل الإمساك مباشرة، وتجنب التخمة بالأكل على الإفطار، وشرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور، وفحص السكر عدة مرات باليوم، ويجب تناول الطعام في حالات خاصة هي هبوط السكر في الدم دون 60 مغ، أو في حال ارتفاع السكر في الدم فوق 300 مغ.
كما يجب اتباع نقاط مهمة عند تحضير الإفطار والسحور كاختيار النشويات المركبة كالحبوب الكاملة والبقوليات، واستعمال زيت الزيتون خلال الطبخ، واختيار اللحوم الخالية من الدهون والأسماك، واستبدال العصائر والشراب بالفاكهة الطازجة والمجففة، وتجنب الأطعمة المقلية، وتناول الحلويات بكمية معتدلة، وممارسة الرياضة لنصف ساعة يومياً بعد الإفطار.