السلس البولي عند الرجال..
السلس البولي الذي يصيب عادة النساء بنسبة عالية تتراوح بين 30٪ و50٪ منهن قد يصيب ايضاً الرجال مسبباً لهم الانزعاج والقلق والاحباط والاكتئاب والمشاكل العائلية والاجتماعية والمهنية والجنسية واحياناً كسور في العظام اذا ما حصل انزلاقهم على البول، وقد خلق الله سبحانه وتعالى الرجل وزوده بآلية تشريحية وفيزيولوجية معقدة تقوم على تواجد صمامين أحدهم داخلي حول عنق المثانة والثاني خارجي داخل وحول الاحليل تقيه من حدوث السلس البولي اللاإرادي. ولتفهم اسباب تلك الحالة المنغصة علينا مراجعة الآلة التشريحية للجهاز البولي التي تتحكم بالتبول ومنع تسرب البول في الحالة الطبيعية. فالصمام الداخلي يشمل عضلات ملساء التي تنشأ من المثلث المثاني وتطوق عنق المثانة دورياً وتحتوي على مستقبلات اندريالية من فئة الفا التابعة للجهاز العصبي الودي واعصاب كولينة المفعول من الجهاز العصبي اللاودي. وعند امتلاء المثانة في البول يكون هذا الصمام مقفلاً لمنع تسرب اي بول عبره ويفتح أثناء التبول اللا إرادي مع ارتخاء العضلات حوله فضلاً منه انه باقفاله اثناء القذف يحول دون رجوع السائل المنوي الى المثانة. واما الصمام الخارجي فهو مؤلف منه قسم داخلي يشمل العضلات الملساء والعضلات المخططة حول الاحليل والقسم الخارجي الذي يدعى الحجاب البولي التناسلي المؤلف من عضلات مخططة التي تشكل حلقة حول الاحليل الذي يمر عبرها فتعصره عند الحاجة لمنع تسرب البول عبره اذا ما حصل ارتفاع في الضغط الباطني.
ويتم تعصيب الصمام الداخلي بواسطة الجهاز الودي والصمام الخارجي بواسطة الجهاز اللاودي والجسدي. واثناء ملء المثانة بالبول تحت ضغط خفيف لا يتعدى 15 سنتم من الماء يكون الصمامان في حالة تقلص وعند بلوغ السعة القصوى للمثانة مع تجمع اكثر من حوالي 350 ميليليتر فيها يشعر الشخص بالحاجة الملحة الى التبول وعند مباشرته بافراغ المثانة ارادياً ينتفح الصمامان تلقائياً للسماح الى البول من الخروج بطريقة طبيعية. ومن أبرز أسباب السلس البولي عند الرجال خلل في طاقة المثانة في تخزين البول أو فشل في إفراغه أو كلا الحالتين معاً.
الخلل في تخزين البول في المثانة:
ثمة اسباب لتلك الحالة المرضية تعود الى فرط نشاط المثانة او نقص في مطاوعتها واما لعوامل إحليلية سنناقشها انفرادياً ليتسنى للقراء الاعزاء ان يتفهموا آليتها المرضية.
ففي حال غياب اية افات او امراض عصبية قد يحصل عند بعض الرجال ولاسباب لاتزال مجهولة تقلصات غير ارادية في المثانة عند امتلائها بالبول، التي لا تحدث بتاتاً في الحالات الطبيعية، فتساهم احياناً الى تسرب غير إرادي للبول خارجياً. وقد تنتج تلك الحالات عند حوالي 75٪ من الرجال المصابين بتضخم البروستاتا الحميد ومع الاعراض البولية المألوفة منها الالحاح البولي الشديد للتبول بسرعة وتكراره نهاراً وليلاً نتيجة فرط نشاط المثانة ربما بسبب الاقفار الوعائي او تكاثر المستقبلات الكولينية المفعول داخل عضلاتها او توتر اعصابها او نقص في معدل الاعصاب المؤثرة من فئة VIP التي تعمل عادة على ارخاء العضلات الملساء داخلها واما لاسباب اخرى لاتزال مجهولة. وقد اظهرت عدة اختبارات انه حتى بعد زوال الانسداد الاحليلي نتيجة قطع البروستاتا بمنظار القطع مثلاً يستمر فرط نشاط المثانة في حوالي 10٪ من تلك الحالات.
واما في حال وجود فرط نشاط المثانة مع حصول سلس بولي الحاحي نتيجة الاصابة ببعض الامراض العصبية كاصابة النخاع الشوكي بالقطع او بسبب انزلاق غضروفي او آفات تنكسية في العامود الفقري او الفالج او داء البركنسونية او التصلب العصبي المتعدد واحياناً داء السكري يعود سبب السلس البولي عادة الى عجز المراكز الدماغية في تثبيط التقلصات العضلية في المثانة او بسبب توتر اعصابها او زيادة نسبة المستقبلات الكولينية المفعول فيها. وفي بعض حالات تسرب البول الغير الارادي الالحاحي من المثانة فقد ينتج ذلك بسبب نقص في مطاوعتها الذي يمنعها من تخزين كمية كبيرة من البول بسبب عوامل تشريحية او عصبية قد تشمل ضخامة عضلاتها مع حمل عضلي في جدارها نتيجة تضخم البروستاتا الحميد او بسبب اصابتها بالتليف او بالتهاب مزمن او بعد تعرضها للمداواة بالاشعة او للعديد من العمليات الجراحية. ومن ابرز الاسباب العصبية اصابة الضفيرة الحوضية العصبية برضخ او قطع التي تؤدي الى نشوء مثانة عصبية عاجزة عن التقلص وقليلة المطاوعة والسعة. وقد تحدث تلك الحالة نتيجة كسر في الحوض من جراء حادث او بعد عملية جراحية استئصالية للقولون والمستقيم او احياناً للبروستاتا المصابة بالسرطان.
واما بالنسبة الى الاسباب الاحليلية للسلس البولي فابرزها هي التي تحصل بعد الاستئصال الكامل للبروستاتا المصابة بالسرطان مع اصابة الصمام الخارجي اثناء العملية الجراحية او بعدها بالتليف او التخاذل او الضمور أو فقدان التقلصات القوية فيها خصوصاً ان تلك العملية تزيل الصمام الداخلي او احياناً نتيجة حدوث فرط نشاط المثانة وحصول تقلصات عفوية غير ارادية فيها او لكلا السببين.
الخلل في إفراغ المثانة.
قد يحصل السلس البولي نتيجة خلل في افراغ المثانة نتيجة عوامل متعلقة بها او بالاحليل وتشمل فقدان قدرة المثانة على التقلص نتيجة فرط تمددها المزمن والامعاضتها مما يسبب الاحتباس البولي مع حصول احياناً سلس بولي فائضي الذي قد يحدث ايضاً في بعض حالات داء السكري المزمنه المترابط مع اعتلال عصبي او نتيجة اصابة الضفيرة الحوضية العصبية بالقطع اثناء عملية استئصال القولون اوالمستقيم. ومن العوامل الاحليلية الاخرى ضيق الاحليل او عنق المثانة وتضخم البروستاتا الحميد او الخبيث او انعدام التناسق بين المثانة والصمام الخارجي.
تشخيص اسباب السلس البولي .
يتضمن التشخيص اولاً تقصي المعلومات الدقيقة من المريض حول نوع سلسله وشدته ومدته والامراض التي اصيب بها والعمليات التي اجريت له والعقاقير التي يتناولها يليه فحص سريري كامل مع التركيز على الجهاز البولي والبروستاتا والجهاز العصبي. وفي معظم تلك الحالات يجري تنظير المثانة والاحليل لاستثناء وجود ضيق في عنق المثانة او الاحليل او حصيات او رتج او ورم فيها وذلك بعد اجراء تحاليل مجهرية ومزرعة للبول. ومن الاهمية القيام بفحص الديناميكيات البولية الكترونياً وتحديد سعة المثانة واحساسها وتقلصاتها الغير الطبيعية ووظيفة الصمام الخارجي والبول الثمالي والسلس البولي.
وفي بعض الحالات اذا ما اوحى التاريخ الطبي او الفحص السريري وجود امراض عصبية قد تكون مسؤولة عن السلس البولي يجري تقييم الجهاز العصبي بالمسح المغناطيسي ويحول المريض الى اخصائي الامراض العصبية للتقييم والمعالجة.
معالجة السلس البولي.
تتم المعالجة بناءً على تشخيص دقيق لاسباب السلس البولي كما ذكرناه آنفاً لاسيما ان معظم المرضى قد يكونون مصابين بخلل وظيفي للصمام الخارجي بسبب اصابة او قطعه او نتيجة عوامل عصبية او تشريحية فضلاً عن أن الاسباب العائدة الى المثانة شائعة ولكنها نادراً ما تحصل منفردة. ويقسم العلاج الى الوسائل الدوائية او الغير الجراحية او الى العمليات الجراحية. ومن الوسائل المحافظة الغير الجراحية التعديل السلوكي مع تدريب وتمرين عضلات الحوض واستعمال بعض العقاقير الادرينالية الفعل كالأفيدرين وبسودو افيدرين وفينيل بروبانولامين التي قد تساعد على زيادة مقاومة الاحليل وزيادة الضغط فيه ولو ان مفعولها غير فعال في معظم الحالات. وفي حال تشخيص فرط نشاط المثانة لاسباب انسدادية او عصبية فيمكن استعمال مضادات المستقبلات الكولينية المفعول او بعض المرخيات العضلية او مضاد الاكتئاب كالايميبرامين او مضادات المستقبلات المسكارينية الحديثة كالتروسبيوم وتوليتورودين سوليفيناسين وغيرها لتثبيط تقلصات المثانة الغير الارادية وزيادة سعتها وتحديد فترة الانذار قبل حصول السلس. ومن الوسائل الاخرى التنبيه العصبي للاعصاب العجزية والقطنية واستعمال بعض الادوات الخارجية كالواقي الذكري الموصول الى كيس لافراغ البول او الروائد وملقاط خاص يوضع على العضو التناسلي وغيرها. واما بالنسبة الى المعالجة الجراحية فتشمل حقن بعض المواد المصلبة او المضخمة حول الاحليل او الصمام ومن ابرزها التفلون والكولاجين GA لزيادة مقاومة الاحليل لضغط البول المتسرب من المثانة او غرز صمام اصطناعي (صورة) حول الاحليل لاغلاقها وفتحه عند الطلب بالضغط على مضخة موضوعة داخل الصفن فوق الخصية واما باستعمال وشاح من نسيج ذاتي او اصطناعي يغرز تحت الاحليل لزيادة الضغط عليه ومنع تسرب البول عبره او نادراً وفي حالات مستعصية لم تتجاوب لاي من تلك الوسائل العلاجية يتم اغلاق عنق المثانة جراحياً وتحويل البول الى الجلد عبر قطعة من الامعاء او باستعمال الزائدة وتفريغ المثانة بواسطة ادخال قسطرة بطريقة دورية كل 4 إلى 6 ساعات او نزح البول المستمر عبر قطعة الامعاء الى كيس يوضع على فوهته. وقد تم حديثاً استعمال حقن مادة البوتوكس في عضلات المثانة والتعديل الاكتروني لاعصابها مع نتائج اولية مشجعة.
وبالخلاصة فان السلس البولي عند الرجال حالة شائعة ومنتشرة عالمية قد تسبب لهم الاضطرابات النفسية والارتباك والقلق والاحباط والانطواء وتحد من نشاطاتهم اليومية والاجتماعية والمهنية والجنسية. اسبابها عديدة تتطلب التشخيص الدقيق والمعالجة الصحيحة حسب السبب المشخص للتوصل الى نتائج جيدة ان شاء الله. وتقوم معالجتها على استعمال بعض العقاقير وغيرها من الوسائل الغير الجراحية وتطبيق معالجة جراحية بحقن مواد مصلبة ومضخمة حول الاحليل او يغرز صمام اصطناعي حوله لمنع تسرب البول التلقائي. ولابد من الاشارة ان حقن عضلات المثانة في بعض حالات المثانة العصبية او المفرطة النشاط او استعمال التعديل العصبي الالكتروني لاعصابها قد اعطت نتائجاً اولية مشجعة قد تفيد الملايين من الرجال والنساء مستقبلياً من وضع حد لسلسهم البولي المنغص لجودة حياتهم ان شاء الله
السلس البولي الذي يصيب عادة النساء بنسبة عالية تتراوح بين 30٪ و50٪ منهن قد يصيب ايضاً الرجال مسبباً لهم الانزعاج والقلق والاحباط والاكتئاب والمشاكل العائلية والاجتماعية والمهنية والجنسية واحياناً كسور في العظام اذا ما حصل انزلاقهم على البول، وقد خلق الله سبحانه وتعالى الرجل وزوده بآلية تشريحية وفيزيولوجية معقدة تقوم على تواجد صمامين أحدهم داخلي حول عنق المثانة والثاني خارجي داخل وحول الاحليل تقيه من حدوث السلس البولي اللاإرادي. ولتفهم اسباب تلك الحالة المنغصة علينا مراجعة الآلة التشريحية للجهاز البولي التي تتحكم بالتبول ومنع تسرب البول في الحالة الطبيعية. فالصمام الداخلي يشمل عضلات ملساء التي تنشأ من المثلث المثاني وتطوق عنق المثانة دورياً وتحتوي على مستقبلات اندريالية من فئة الفا التابعة للجهاز العصبي الودي واعصاب كولينة المفعول من الجهاز العصبي اللاودي. وعند امتلاء المثانة في البول يكون هذا الصمام مقفلاً لمنع تسرب اي بول عبره ويفتح أثناء التبول اللا إرادي مع ارتخاء العضلات حوله فضلاً منه انه باقفاله اثناء القذف يحول دون رجوع السائل المنوي الى المثانة. واما الصمام الخارجي فهو مؤلف منه قسم داخلي يشمل العضلات الملساء والعضلات المخططة حول الاحليل والقسم الخارجي الذي يدعى الحجاب البولي التناسلي المؤلف من عضلات مخططة التي تشكل حلقة حول الاحليل الذي يمر عبرها فتعصره عند الحاجة لمنع تسرب البول عبره اذا ما حصل ارتفاع في الضغط الباطني.
ويتم تعصيب الصمام الداخلي بواسطة الجهاز الودي والصمام الخارجي بواسطة الجهاز اللاودي والجسدي. واثناء ملء المثانة بالبول تحت ضغط خفيف لا يتعدى 15 سنتم من الماء يكون الصمامان في حالة تقلص وعند بلوغ السعة القصوى للمثانة مع تجمع اكثر من حوالي 350 ميليليتر فيها يشعر الشخص بالحاجة الملحة الى التبول وعند مباشرته بافراغ المثانة ارادياً ينتفح الصمامان تلقائياً للسماح الى البول من الخروج بطريقة طبيعية. ومن أبرز أسباب السلس البولي عند الرجال خلل في طاقة المثانة في تخزين البول أو فشل في إفراغه أو كلا الحالتين معاً.
الخلل في تخزين البول في المثانة:
ثمة اسباب لتلك الحالة المرضية تعود الى فرط نشاط المثانة او نقص في مطاوعتها واما لعوامل إحليلية سنناقشها انفرادياً ليتسنى للقراء الاعزاء ان يتفهموا آليتها المرضية.
ففي حال غياب اية افات او امراض عصبية قد يحصل عند بعض الرجال ولاسباب لاتزال مجهولة تقلصات غير ارادية في المثانة عند امتلائها بالبول، التي لا تحدث بتاتاً في الحالات الطبيعية، فتساهم احياناً الى تسرب غير إرادي للبول خارجياً. وقد تنتج تلك الحالات عند حوالي 75٪ من الرجال المصابين بتضخم البروستاتا الحميد ومع الاعراض البولية المألوفة منها الالحاح البولي الشديد للتبول بسرعة وتكراره نهاراً وليلاً نتيجة فرط نشاط المثانة ربما بسبب الاقفار الوعائي او تكاثر المستقبلات الكولينية المفعول داخل عضلاتها او توتر اعصابها او نقص في معدل الاعصاب المؤثرة من فئة VIP التي تعمل عادة على ارخاء العضلات الملساء داخلها واما لاسباب اخرى لاتزال مجهولة. وقد اظهرت عدة اختبارات انه حتى بعد زوال الانسداد الاحليلي نتيجة قطع البروستاتا بمنظار القطع مثلاً يستمر فرط نشاط المثانة في حوالي 10٪ من تلك الحالات.
واما في حال وجود فرط نشاط المثانة مع حصول سلس بولي الحاحي نتيجة الاصابة ببعض الامراض العصبية كاصابة النخاع الشوكي بالقطع او بسبب انزلاق غضروفي او آفات تنكسية في العامود الفقري او الفالج او داء البركنسونية او التصلب العصبي المتعدد واحياناً داء السكري يعود سبب السلس البولي عادة الى عجز المراكز الدماغية في تثبيط التقلصات العضلية في المثانة او بسبب توتر اعصابها او زيادة نسبة المستقبلات الكولينية المفعول فيها. وفي بعض حالات تسرب البول الغير الارادي الالحاحي من المثانة فقد ينتج ذلك بسبب نقص في مطاوعتها الذي يمنعها من تخزين كمية كبيرة من البول بسبب عوامل تشريحية او عصبية قد تشمل ضخامة عضلاتها مع حمل عضلي في جدارها نتيجة تضخم البروستاتا الحميد او بسبب اصابتها بالتليف او بالتهاب مزمن او بعد تعرضها للمداواة بالاشعة او للعديد من العمليات الجراحية. ومن ابرز الاسباب العصبية اصابة الضفيرة الحوضية العصبية برضخ او قطع التي تؤدي الى نشوء مثانة عصبية عاجزة عن التقلص وقليلة المطاوعة والسعة. وقد تحدث تلك الحالة نتيجة كسر في الحوض من جراء حادث او بعد عملية جراحية استئصالية للقولون والمستقيم او احياناً للبروستاتا المصابة بالسرطان.
واما بالنسبة الى الاسباب الاحليلية للسلس البولي فابرزها هي التي تحصل بعد الاستئصال الكامل للبروستاتا المصابة بالسرطان مع اصابة الصمام الخارجي اثناء العملية الجراحية او بعدها بالتليف او التخاذل او الضمور أو فقدان التقلصات القوية فيها خصوصاً ان تلك العملية تزيل الصمام الداخلي او احياناً نتيجة حدوث فرط نشاط المثانة وحصول تقلصات عفوية غير ارادية فيها او لكلا السببين.
الخلل في إفراغ المثانة.
قد يحصل السلس البولي نتيجة خلل في افراغ المثانة نتيجة عوامل متعلقة بها او بالاحليل وتشمل فقدان قدرة المثانة على التقلص نتيجة فرط تمددها المزمن والامعاضتها مما يسبب الاحتباس البولي مع حصول احياناً سلس بولي فائضي الذي قد يحدث ايضاً في بعض حالات داء السكري المزمنه المترابط مع اعتلال عصبي او نتيجة اصابة الضفيرة الحوضية العصبية بالقطع اثناء عملية استئصال القولون اوالمستقيم. ومن العوامل الاحليلية الاخرى ضيق الاحليل او عنق المثانة وتضخم البروستاتا الحميد او الخبيث او انعدام التناسق بين المثانة والصمام الخارجي.
تشخيص اسباب السلس البولي .
يتضمن التشخيص اولاً تقصي المعلومات الدقيقة من المريض حول نوع سلسله وشدته ومدته والامراض التي اصيب بها والعمليات التي اجريت له والعقاقير التي يتناولها يليه فحص سريري كامل مع التركيز على الجهاز البولي والبروستاتا والجهاز العصبي. وفي معظم تلك الحالات يجري تنظير المثانة والاحليل لاستثناء وجود ضيق في عنق المثانة او الاحليل او حصيات او رتج او ورم فيها وذلك بعد اجراء تحاليل مجهرية ومزرعة للبول. ومن الاهمية القيام بفحص الديناميكيات البولية الكترونياً وتحديد سعة المثانة واحساسها وتقلصاتها الغير الطبيعية ووظيفة الصمام الخارجي والبول الثمالي والسلس البولي.
وفي بعض الحالات اذا ما اوحى التاريخ الطبي او الفحص السريري وجود امراض عصبية قد تكون مسؤولة عن السلس البولي يجري تقييم الجهاز العصبي بالمسح المغناطيسي ويحول المريض الى اخصائي الامراض العصبية للتقييم والمعالجة.
معالجة السلس البولي.
تتم المعالجة بناءً على تشخيص دقيق لاسباب السلس البولي كما ذكرناه آنفاً لاسيما ان معظم المرضى قد يكونون مصابين بخلل وظيفي للصمام الخارجي بسبب اصابة او قطعه او نتيجة عوامل عصبية او تشريحية فضلاً عن أن الاسباب العائدة الى المثانة شائعة ولكنها نادراً ما تحصل منفردة. ويقسم العلاج الى الوسائل الدوائية او الغير الجراحية او الى العمليات الجراحية. ومن الوسائل المحافظة الغير الجراحية التعديل السلوكي مع تدريب وتمرين عضلات الحوض واستعمال بعض العقاقير الادرينالية الفعل كالأفيدرين وبسودو افيدرين وفينيل بروبانولامين التي قد تساعد على زيادة مقاومة الاحليل وزيادة الضغط فيه ولو ان مفعولها غير فعال في معظم الحالات. وفي حال تشخيص فرط نشاط المثانة لاسباب انسدادية او عصبية فيمكن استعمال مضادات المستقبلات الكولينية المفعول او بعض المرخيات العضلية او مضاد الاكتئاب كالايميبرامين او مضادات المستقبلات المسكارينية الحديثة كالتروسبيوم وتوليتورودين سوليفيناسين وغيرها لتثبيط تقلصات المثانة الغير الارادية وزيادة سعتها وتحديد فترة الانذار قبل حصول السلس. ومن الوسائل الاخرى التنبيه العصبي للاعصاب العجزية والقطنية واستعمال بعض الادوات الخارجية كالواقي الذكري الموصول الى كيس لافراغ البول او الروائد وملقاط خاص يوضع على العضو التناسلي وغيرها. واما بالنسبة الى المعالجة الجراحية فتشمل حقن بعض المواد المصلبة او المضخمة حول الاحليل او الصمام ومن ابرزها التفلون والكولاجين GA لزيادة مقاومة الاحليل لضغط البول المتسرب من المثانة او غرز صمام اصطناعي (صورة) حول الاحليل لاغلاقها وفتحه عند الطلب بالضغط على مضخة موضوعة داخل الصفن فوق الخصية واما باستعمال وشاح من نسيج ذاتي او اصطناعي يغرز تحت الاحليل لزيادة الضغط عليه ومنع تسرب البول عبره او نادراً وفي حالات مستعصية لم تتجاوب لاي من تلك الوسائل العلاجية يتم اغلاق عنق المثانة جراحياً وتحويل البول الى الجلد عبر قطعة من الامعاء او باستعمال الزائدة وتفريغ المثانة بواسطة ادخال قسطرة بطريقة دورية كل 4 إلى 6 ساعات او نزح البول المستمر عبر قطعة الامعاء الى كيس يوضع على فوهته. وقد تم حديثاً استعمال حقن مادة البوتوكس في عضلات المثانة والتعديل الاكتروني لاعصابها مع نتائج اولية مشجعة.
وبالخلاصة فان السلس البولي عند الرجال حالة شائعة ومنتشرة عالمية قد تسبب لهم الاضطرابات النفسية والارتباك والقلق والاحباط والانطواء وتحد من نشاطاتهم اليومية والاجتماعية والمهنية والجنسية. اسبابها عديدة تتطلب التشخيص الدقيق والمعالجة الصحيحة حسب السبب المشخص للتوصل الى نتائج جيدة ان شاء الله. وتقوم معالجتها على استعمال بعض العقاقير وغيرها من الوسائل الغير الجراحية وتطبيق معالجة جراحية بحقن مواد مصلبة ومضخمة حول الاحليل او يغرز صمام اصطناعي حوله لمنع تسرب البول التلقائي. ولابد من الاشارة ان حقن عضلات المثانة في بعض حالات المثانة العصبية او المفرطة النشاط او استعمال التعديل العصبي الالكتروني لاعصابها قد اعطت نتائجاً اولية مشجعة قد تفيد الملايين من الرجال والنساء مستقبلياً من وضع حد لسلسهم البولي المنغص لجودة حياتهم ان شاء الله