مضاد حيوي لمقاومة البكتيريا
أعاد علماء بمعهد سكريبس للأبحاث بنجاح صياغة مضاد حيوي هام لقتل بكتيريا فتاكة مقاومة للمضادات الحيوية، بحيث يمكن استخدامه سريريا لعلاج مرضى التهابات بكتيرية شديدة المقاومة تهدد حياتهم. نشرت النتائج إلكترونيا بـ"مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية".
ويعتقد أستاذ الكيمياء وقائد فريق البحث ديل بوغر أن لهذه النتائج أهمية علاجية حقيقية في مسار تطوير الجيل القادم من المضادات الحيوية, لعلاج أخطر التهابات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
وتطلب الأمر صياغة وتكوين جزيء المضاد الحيوي الجديد وإنشاء خصائصه, بحيث يناظر المضاد المعروف بـ"فانكومايسين", الذي بدأ استخدامه في الخمسينيات، واكتشفت أول سلالة بكتيرية تقاومه في الثمانينيات.
ويوصف فانكومايسين طبيا باعتباره مضادا أخيرا بعد فشل المضادات الأخرى في علاج عدوى بكتيريا المكوّرات العنقودية الضارية المقاومة للمِثَيسيلّين (MRSA) لدى مرضى الغسيل الكلوي والمتحسسين من مضادات أخرى كالبنسيلين والسيفالوسبورين.
هدم الجدران:
المعلوم أن البكتيريا إيجابية الصبغة فقط ولها جدار يحيط بسطحها الخارجي. يسيطر فانكومايسين على آلية إنتاج جدران خلايا البكتيريا ويعزلها، وهي جزيء البيبتيدوغليكان المكون من كربوهيدرات وبيبتايد (بروتين بسيط).
ويقوم فانكومايسين بتقييد جزيء بيبتيدوغليكان فتعجز البكتيريا عن استخدامه لصنع جدرانها فتموت. لكن البكتيريا وجدت وسيلة لتبديل جزيء البيبتيدوغليكان بحيث لم يعد فانكومايسين يستطيع الإمساك به.
تفرز البكتيريا صيغة محورة من البيبتيدوغليكان، تتغير فيها المجموعة الذرية الضرورية ليتعرف المضاد على البيبتيدوغليكان. وبعد أن كانت خصائصها تجذب المضاد أصبحت تبعده.
أدى تغيير خصائص هذه المجموعة الذرية لتغيير اللعبة بكاملها، وأفقد فانكومايسين فعاليته.
التفاعلات الجزيئية كالمغناطيسات، تكون جذابة (كهربائيتها متضادة) أو منفرة (كهربائيتها متماثلة). لذلك، قام علماء سكريبس بتحويل التفاعل بين جزيء فانكومايسين وجزيء بيبتيدوغليكان من منفر إلى جذاب.
إعادة التقييد:
والآن يستطيع "نظير" فانكومايسين الجديد الإمساك بجزيء بيبتيدوغليكان المحوّر ومنع البكتيريا مرة أخرى من تكوين جدران خلاياها وقتل البكتيريا المقاومة للمضادات. ويمتاز المضاد الحيوي المعدل بقدرته على تقييد أي صورة محورة لجزيء بيبتيدوغليكان.
بيد أن المركب الجديد لا يزال في مراحله المبكرة، وهناك الكثير من العمل أمام الباحثين قبل البدء بتجربته واعتماده. الطريق الوحيد المعروف حاليا لإنتاج هذا المضاد الجديد هو المنشور في أبحاث البروفسور بوغر وزملائه، وهم أيضا المصدر المتوفر للحصول على كميات مختبرية منه في الوقت الراهن.
ويخطط البروفسور وفريقه لاستكمال أبحاثهم على عدد من المناهج البديلة في إنتاج جزيء المضاد الحيوي الجديد، كإعادة هندسة كائنات حية وراثيا لإنتاج مركب المضاد الجديد أو إنتاجه بمنهج شبه توليفي (اصطناعي) للوصول إلى المركب النظير للمضاد الحيوي فانكومايسين. وهذا جزء من المرحلة القادمة في البحث.
تحذير من استخدام المضادات بدون وصفة:
ومن جهته رحّب هشام الحمامي المختصّ بالطب الباطني ومدير المركز الثقافي باتحاد الأطباء العرب بهذا التطور في تصميم مضادات حيوية تتغلب على مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، واعتبرها خطوة هامة باتجاه استعادة السيطرة على البكتيريا المقاومة وأمراضها.
كما أثنى الحمامي على منهج البحث الذي استخدمه العلماء للوصول إلى المركب "النظير" الجديد نظرا لبساطة الفكرة ومتانة التقنية المستخدمة.
ولفت الحمامي إلى خطورة الفوضى الراهنة في استخدام المضادات الحيوية في بعض البلاد، بدون وصفة الطبيب وإشرافه. واعتبرها أحد أسباب زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات.
وأشار إلى نتائج دراسات حديثة تحذر من المبالغة في التعقيم وقتل البكتيريا الضارة -كما في المنظفات المضادة للبكتيريا- لأنها تقتل البكتيريا النافعة، مما يؤدي لاختلال الوظائف التي كانت تؤديها.
ونصح بتناول غذاء متنوع ومتكامل يحتوي مختلف المغذيات، للوقاية من الإصابة بالأمراض ولمساعدة المناعة الطبيعية في التعافي منها.
أعاد علماء بمعهد سكريبس للأبحاث بنجاح صياغة مضاد حيوي هام لقتل بكتيريا فتاكة مقاومة للمضادات الحيوية، بحيث يمكن استخدامه سريريا لعلاج مرضى التهابات بكتيرية شديدة المقاومة تهدد حياتهم. نشرت النتائج إلكترونيا بـ"مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية".
ويعتقد أستاذ الكيمياء وقائد فريق البحث ديل بوغر أن لهذه النتائج أهمية علاجية حقيقية في مسار تطوير الجيل القادم من المضادات الحيوية, لعلاج أخطر التهابات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
وتطلب الأمر صياغة وتكوين جزيء المضاد الحيوي الجديد وإنشاء خصائصه, بحيث يناظر المضاد المعروف بـ"فانكومايسين", الذي بدأ استخدامه في الخمسينيات، واكتشفت أول سلالة بكتيرية تقاومه في الثمانينيات.
ويوصف فانكومايسين طبيا باعتباره مضادا أخيرا بعد فشل المضادات الأخرى في علاج عدوى بكتيريا المكوّرات العنقودية الضارية المقاومة للمِثَيسيلّين (MRSA) لدى مرضى الغسيل الكلوي والمتحسسين من مضادات أخرى كالبنسيلين والسيفالوسبورين.
هدم الجدران:
المعلوم أن البكتيريا إيجابية الصبغة فقط ولها جدار يحيط بسطحها الخارجي. يسيطر فانكومايسين على آلية إنتاج جدران خلايا البكتيريا ويعزلها، وهي جزيء البيبتيدوغليكان المكون من كربوهيدرات وبيبتايد (بروتين بسيط).
ويقوم فانكومايسين بتقييد جزيء بيبتيدوغليكان فتعجز البكتيريا عن استخدامه لصنع جدرانها فتموت. لكن البكتيريا وجدت وسيلة لتبديل جزيء البيبتيدوغليكان بحيث لم يعد فانكومايسين يستطيع الإمساك به.
تفرز البكتيريا صيغة محورة من البيبتيدوغليكان، تتغير فيها المجموعة الذرية الضرورية ليتعرف المضاد على البيبتيدوغليكان. وبعد أن كانت خصائصها تجذب المضاد أصبحت تبعده.
أدى تغيير خصائص هذه المجموعة الذرية لتغيير اللعبة بكاملها، وأفقد فانكومايسين فعاليته.
التفاعلات الجزيئية كالمغناطيسات، تكون جذابة (كهربائيتها متضادة) أو منفرة (كهربائيتها متماثلة). لذلك، قام علماء سكريبس بتحويل التفاعل بين جزيء فانكومايسين وجزيء بيبتيدوغليكان من منفر إلى جذاب.
إعادة التقييد:
والآن يستطيع "نظير" فانكومايسين الجديد الإمساك بجزيء بيبتيدوغليكان المحوّر ومنع البكتيريا مرة أخرى من تكوين جدران خلاياها وقتل البكتيريا المقاومة للمضادات. ويمتاز المضاد الحيوي المعدل بقدرته على تقييد أي صورة محورة لجزيء بيبتيدوغليكان.
بيد أن المركب الجديد لا يزال في مراحله المبكرة، وهناك الكثير من العمل أمام الباحثين قبل البدء بتجربته واعتماده. الطريق الوحيد المعروف حاليا لإنتاج هذا المضاد الجديد هو المنشور في أبحاث البروفسور بوغر وزملائه، وهم أيضا المصدر المتوفر للحصول على كميات مختبرية منه في الوقت الراهن.
ويخطط البروفسور وفريقه لاستكمال أبحاثهم على عدد من المناهج البديلة في إنتاج جزيء المضاد الحيوي الجديد، كإعادة هندسة كائنات حية وراثيا لإنتاج مركب المضاد الجديد أو إنتاجه بمنهج شبه توليفي (اصطناعي) للوصول إلى المركب النظير للمضاد الحيوي فانكومايسين. وهذا جزء من المرحلة القادمة في البحث.
تحذير من استخدام المضادات بدون وصفة:
ومن جهته رحّب هشام الحمامي المختصّ بالطب الباطني ومدير المركز الثقافي باتحاد الأطباء العرب بهذا التطور في تصميم مضادات حيوية تتغلب على مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، واعتبرها خطوة هامة باتجاه استعادة السيطرة على البكتيريا المقاومة وأمراضها.
كما أثنى الحمامي على منهج البحث الذي استخدمه العلماء للوصول إلى المركب "النظير" الجديد نظرا لبساطة الفكرة ومتانة التقنية المستخدمة.
ولفت الحمامي إلى خطورة الفوضى الراهنة في استخدام المضادات الحيوية في بعض البلاد، بدون وصفة الطبيب وإشرافه. واعتبرها أحد أسباب زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات.
وأشار إلى نتائج دراسات حديثة تحذر من المبالغة في التعقيم وقتل البكتيريا الضارة -كما في المنظفات المضادة للبكتيريا- لأنها تقتل البكتيريا النافعة، مما يؤدي لاختلال الوظائف التي كانت تؤديها.
ونصح بتناول غذاء متنوع ومتكامل يحتوي مختلف المغذيات، للوقاية من الإصابة بالأمراض ولمساعدة المناعة الطبيعية في التعافي منها.