علاقات عاطفية اجتماعية في عالم الحيوانات
تجلى الله المصور عندما أبدع في خلق الكائنات الحية وكل ما في الكون من جمال وجعل للذكور والإناث خصائص معينة تجذب كل طرف تجاه الآخر مخصصاً له سلوكاً معيناً يتبعه أثناء التزاوج أو التعبير عن الحب .. الغضب .. الفرح وغيرها من المشاعر المختلفة .
فأي أنثى في العالم تمتلك قدرة على جذب الذكر إليها بالشيء الذي يحبه فيأتي خاضعاً ملبى نداء العاطفة ، ومهما تعددت طرق الجذب والاقتراب فإن الهدف الأساسي والسامي هو بقاء النوع واستمرار الحياة .
لبعض الحيوانات في الطبيعة طرق عجيبة ومضحكة في بعض الأحيان تعبر بها عن الحب لبعضها :
لنبتدأ بذلك الحيوان الصغير " ذكر القنفذ" الشوكي وهو من الثدييات آكلة الحشرات عندما يبدأ التزاوج فإنه يختار أجمل الإناث ويميزها عن غيرها من القنافذ ثم يبدأ معها بطريقة إيحائية يمشي من أمامها ثم من خلفها فتستجيب له ثم يبدآن الرقص مكونان دائرة يجرون فيها لعدة ساعات تتم بعدها عملية التزاوج بينهما .
أيضاً العقارب لها قصة طريفة، الذكر يدعو انثاه للرقص يقودها بواسطة حمل أقدامها اللامسة ويقضيان وقتاً ممتعاً وبمجرد أن تنتهي عملية التزاوج تجازيه بآكله إن لم يسرع بالهروب .
فرس النهر أو كما يطلق عليه البعض "السيد قشطة" ذلك الحيوان الضخم يدافع بشراسة واستماتة عن عائلته قد يدفع حياته ثمناً بسبب المعارك الكثيرة التي يخوضها عندما يتحرش أحد من أفراد القطيع بأنثاه فهو وفي لها " يغير عليها بجنون" ورغم ذلك فهو حنون جداً يرافقها لامساً أجزاء جسدها بمقدمة رأسه وعندما يموت متعاركاً مع فرس آخر تختار المنتصر ليكون رفيقاً جديداً لها .
السعدان أو " الرياح المقدس" كما يطلقون عليه الفراعنة المصريين لأنهم كانوا يقدرونه ويقدسونه فهو أكثر الحيوانات عاطفة وبوحاً بمشاعره يسلك طرقاً عديدة للتعبير عن الانفعالات المختلفة كالغضب .. الخوف .. الزواج .
في علاقته العاطفية يختار أنثى هادئة ... مطيعة من مجموعته بمباركة القائد مكوناً عائلة صغيرة الأنثى فيها تهتم بالصغار وإن لم يكونوا أولادها فهي تتبناهم وتضمهم إلى تلك العائلة .
عامة القرود من أكثر الحيوانات تراحماً مع بعضها وهي تسعى إلى تقوية الروابط الاجتماعية والتفاني لأجل الآخرين وإذا أغضبها أحد فإنها تتحد إناثاً وذكوراً حتى الصغار ثم تقوم بقذف المعتدي بالحجارة أو أي شيء آخر تعبيراً عن استياءها الشديد لذلك .
خلاصة القول إن هناك أمثلة لاحصر لها في الطبيعة تجعلنا نقف مندهشين نتأمل تلك الحيوانات التي لا تعي ولا تدرك وبالرغم من ذلك فهي تمتلك إحساساً فريداً صادقاً تجاه بعضها تعبير عن مختلف المشاعر وفق ما أراده الله لها.
وإن لكل كائن حي على وجه الأرض عاطفة فطرية إن لم تكن ظاهره فهي معه من الولادة حتى نهاية الحياة .