قال مساعد بارز للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، اليوم السبت، انه يتعين على تركيا أن تعيد النظر بشكل جذري في سياستها تجاه سوريا والدرع الصاروخية لحلف شمال الأطلسي وإلا فأنها ستواجه مشاكل مع شعبها ومع جيرانها.
ونقلت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية عن المستشار العسكري لخامنئي الميجر جنرال يحيى رحيم صفوي قوله إن "سلوك رجال الدولة الأتراك تجاه سوريا وإيران خاطئ، وانا اعتقد أنهم يتصرفون بما يتماشى مع أهداف أمريكا".
وأضاف صفوي "إذا لم تنأى تركيا بنفسها عن هذا السلوك السياسي غير التقليدي فان الشعب التركي سينصرف عنها داخليا وستقوم الدول المجاورة لها سوريا والعراق وإيران بإعادة تقييم روابطها السياسية معها".
وكانت الحكومة الإيرانية أعلنت، مؤخرا، أن الغرب يحاول إيذاء سورية لأنها تلعب دورا رئيسيا في المنطقة, واصفة الأزمة التي تتعرض لها بأنها عبارة عن مخطط غربي يأتي في إطار مؤامرة لزعزعة حكومة تؤيد المقاومة في الشرق الأوسط.
وأوضح صفوي "اعتقد أن الأتراك يسيرون في طريق خاطئ .. ربما يكون الطريق الذي رسمه لهم الأمريكيون"، مضيفا "ارتكب الأتراك حتى الآن عددا قليلا من الأخطاء الإستراتيجية .. احدها كان زيارة اردوغان لمصر وترويجه للنموذج العلماني هناك .. هذا الأمر كان غير متوقع ولا يمكن تصوره لان الشعب المصري شعب مسلم".
وكان أردوغان قام بزيارة، مؤخرا، إلى مصر في إطار جولة تضم إضافة إلى مصر كل من تونس وليبيا، وذلك ضمن ما بات يعرف باسم دول "الربيع العربي".
وأشار الجنرال الإيراني إلى أن "العلاقات التجارية مع تركيا التي تستورد الغاز الإيراني وتصدر إلي طهران مجموعة كبيرة من السلع المصنعة ستتعرض للخطر إذا لم تغير أنقرة سياستها".
وتابع قائلا "إذا فشل القادة السياسيون الأتراك في أن تكون سياستهم الخارجية وعلاقتهم مع إيران واضحة فسيواجهون مشاكل .. إذا كانوا يعتزمون كما يدعون زيادة حجم التعاقدات مع إيران لتصل إلى 20 مليار دولار فانه سيتحتم عليهم في نهاية المطاف تغيير سلوكهم ليتوافق مع إيران".
وكان خامنئي وصف ما يحدث في الدول العربية بأنها "صحوة إسلامية" وتوقع بأن الشعوب التي أطاحت بأنظمة دكتاتورية ومدعومة من الغرب في الشرق الأوسط ستتبع الطريق الذي سلكته إيران بعد ثورتها الإسلامية لعام 1979.
وكانت تقارير إعلامية أشارت غالى أن قرار تركيا نشر منظومة صاروخية للإنذار المبكر لحلف الأطلسي هي أكثر ما أثار غضب طهران التي تعتبر ذلك مؤامرة أمريكية لحماية إسرائيل من أي هجوم مضاد إذا شنت إسرائيل هجوما على منشات إيران النووية.
وتعد إيران من أكثر الدول الداعمة سياسيا لسورية، حيث أبدت مرارا وقوفها إلى جانب سورية، وذلك منذ بدء الأزمة التي تعرضت لها مؤخرا, محذرة من العواقب التي قد تتجاوزها في حال تزعزع استقرارها.